الداخل المحتل/PNN- تسعى إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بأسرع ما يمكن، من خلال المفاوضات الجارية بينهما بوساطة أميركية، وتخطط لبدء استخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش" في نهاية أيلول/سبتمبر الحالي.
وتشير تقديرات أجهزة "الأمن" الإسرائيلية إلى أن عدم التوصل لاتفاق خلال هذه الفترة من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد عسكري مع لبنان، على خلفية تصريحات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الذي حذر من أنه بدون اتفاق ترسيم حدود، يسمح للبنان باستخراج الغاز، لن يكون بإمكان إسرائيل أيضا استخراج الغاز.
وعلى هذه الخلفية، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أمس الأربعاء، إن ثمة أهمية لإنهاء مفاوضات ترسيم الحدود، والتوصل إلى اتفاق، في الأسابيع القريبة المقبلة، وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني.
ونقل "واللا" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان حول حل الخلاف بشأن الحدود البحرية هي مسألة موجودة في مرتبة مرتفعة بالنسبة لبايدن. وأبلغ بايدن لبيد، خلال المحادثة الهاتفية، بأن الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود، عاموس هوكستين، سيعود إلى المنطقة في الأيام القريبة، بحسب مسؤولين إسرائيليين مطلعين على مضمون المحادثة.
وأضاف هؤلاء المسؤولين إنه يتوقع أن يزور هوكستين لبنان وإسرائيل، الأسبوع المقبل، وعقد لقاءات مع القيادة السياسية في لبنان وإسرائيل، في محاولة لدفع المفاوضات نحو اتفاق.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثو إلى "واللا"، فإن الإدارة الأميركية تحاول التأثير على القرار اللبناني في هذه القضية من خلال فرنسا، التي زارها هوكستين الأسبوع الحالي، وبحث مع مسؤولين هناك موضوع المفاوضات حول الحدود البحرية. ويشار إلى أن العلاقات الفرنسية – الإسرائيلية وثيقة جدا.
وفيما أجرى هوكستين اتصالات هاتفية مع المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين، خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن الجانبين لم يتوصلا إلى تفاهمات كاملة حتى الآن.
ونقل "واللا" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله "إننا نواصل تقليص الفجوات بين الجانبين ونؤمن بإمكانية التوصل إلى تسوية" وأن هوكستين يجري اتصالات يومية مع اللبنانيين والإسرائيليين.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قد هدد بأن أي استهداف لمنصة غاز بحرية ستؤدي إلى "يوم أو أيام قتالية أو إلى حرب" بين إسرائيل وحزب الله. ويأتي تهديد غانتس في أعقاب إطلاق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة باتجاه منصة "كاريش"، وإعلان نصر الله أن هذه كانت البداية وحسب.
وكانت صحيفة "معاريف" قد أشارت في تقرير، يوم الجمعة الماضي، إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في معرفة ما يعتزم نصر الله القيام به، "والأسئلة غير المحلولة رفعت مستوى التأهب بشكل بالغ في جهاز الأمن إثر استمرار التهديدات المتتالية باستهداف منصات الغاز، والاستفزازات التي نفذها بإطلاق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة غير مفخخة، قبل أشهر معدودة، والتي أسقطها الجيش الإسرائيلي".
وأضافت الصحيفة أنه "لا توجد في المواد الاستخباراتية حتى الآن معلومات حول مواجهة تقترب مع حزب الله، لكن موعد بدء استخراج الغاز في منصة ’كاريش’ يقترب، ويرتفع في موازاته التوتر الأمني".