غزة/PNN/وسط انتقادات شعبية وسياسية لتقلب مواقفها من سوريا قالت حركة حماس، اليوم الخميس ، إنها ستواصل جهود تطبيع العلاقات مع النظام السوري ، وفق ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر حركة حماس جزء منها حيث قالت الحركة انها تواصل جهودها لبناء وتطوير علاقات متينة مع الجمهورية العربية السورية".
واضافت ان "هذا سيخدم قضايا امتنا العادلة بما في ذلك القضية الفلسطينية". وجددت الحركة ، التي تحكم قطاع غزة في بيان لها دعمها لسوريا ضد الضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية. وأضافت "نكرر موقفنا الثابت بشأن دعم وحدة أراضي سوريا".
في 21 حزيران / يونيو ، قال مصدر فلسطيني لوكالة الأناضول إن حماس والنظام السوري يستعدان لاستعادة العلاقات بعد جهود من حلفائهم الإقليميين ، بما في ذلك الجماعة اللبنانية وحزب الله وإيران.
اعلان حركة حماس الرسمي جاء استكمالا وتاكيدا لما نقل مسؤول كبير في الحركة بأن حماس قررت بذل جهود لإعادة العلاقات مع النظام في سوريا حيث قال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية لصحيفة الأخبار اللبنانية ،قبل يومين إنه "يوافق" على مثل هذا التحرك.
وأوضح الحية "جرت مباحثات داخل حماس في الداخل والخارج بخصوص إعادة العلاقات مع سوريا". "وكانت النتيجة النهائية أنه تم الاتفاق على البحث عن سبل للقيام بذلك". ولم يذكر أي تفاصيل أخرى.
مصدر فلسطيني كشف الأسبوع الماضي أن حماس والنظام السوري يستعدان لطي صفحة جديدة وإعادة العلاقات بينهما بعد انقطاع دام 10 سنوات.
وقال المصدر ، الذي طلب عدم الكشف عن هويته ، إن "تطوراً هاماً حدث مؤخراً في موضوع العلاقة يتمثل باتفاق الطرفين على إعادة فتح قنوات الاتصال المباشر وإجراء حوار جاد وبناء لتمهيد الطريق. . "
وأشار إلى أن "جهود الوساطة الحازمة" بذلت من قبل قيادة حزب الله اللبناني خلال الأشهر القليلة الماضية وهو ما أدى ذلك إعطاء "الضوء الأخضر" لخطوات عملية للتقريب بين دمشق وحماس. وأضاف المصدر أن قرار حماس جاء "بالإجماع".
منذ عام 1999 ، استخدمت حماس دمشق كمقر لقيادتها في الخارج ، حتى عام 2012 عندما قطعت الحركة الفلسطينية العلاقات مع النظام وأغلقت مكاتبها في سوريا بعد اندلاع الصراع السوري الداخلي حيث ساندت حركة حماس المجموعات السورية التي قادت التمرد ضد النظام السوري بدعم من دول ترعى الاخوان المسلمون وعلى راسها قطر وتركيا اللتان سعيتا لاسقاط النظام السوري حيث اعتبر موقف حماس من قبل النظام السوري والجهات الداعمة له ومنها ايران وحزب الله ان حركة حماس قامت بالانقلاب عليهم وخانتهم .
من جهته علق الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني على ما تم نشره من اخبار عن امكانية اعادة العلاقات بين سوريا وحركة حماس بالقول ان الجهود لاعادة هذه العلاقات ما تزال متعثرة لعدة اسباب بعضها مرتبط بحركة حماس والاخر مرتبط بالنظام السوري.
وقال فراج في حديث مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN ان جهود اعادة العلاقات بين الطرفين متعثرة بسبب وجود خلافات داخل اقطاب حركة حماس المتصارعة والمختلفة حول هذا الموضوع وغيره من مواضيع كون جزء كبير من قيادة الحركة محكوم بقرار وموقف حركة الاخوان المسلمون في العالم بشكل عام وحركة الاخوان المسلمون في سوريا التي تمردت وثارت على النظام السوري وساندتها حماس ودعمتها في القتال ضد الجيش السوري.
وبحسب فراج فان السبب الاخر لتعثر هذه الجهود هو رفض النظام السوري الذي لا يتحمس لهذه العلاقة مع حركة حماس لانه اتهم الحركة بالمشاركة في الانقضاض على الجيش السوري ومكونات الدولة السورية خصوصا في مخيم اليرموك حيث تسلحت الحركة وتناغمت مع الاخوان وغيرها من تنظيمات اسلامية ومنها داعش.
وحول جهود الوساطة الايرانية لاعادة العلاقات بين حماس والنظام السوري في اطار السعي لتقوية الموقف الايراني اقليميا وتعزيز الاوراق التي بايدي طهران وبالتالي هناك محاولات ايرانية لتقريب وجهات النظر وراب الصدع بوساطة حزب الله الذي يحاول منذ ثلاث سنوات اعادة الامور الى نصابها لا سيما ان الحزب لديه علاقات وثيقة بتيار في الحركة لكنه رفض استقبال خالد مشعل مؤخرا بسبب موقفه الذي قاد حين كان رئيس المكتب السياسي لحماس حيث تبنى موقف القطريين والاتراك ودعم محاربة حماس مع الاخوان في سوريا.
واشار فراج في تحليله الى ان حزب الله لديه علاقات وثيقة بتيار في حركة حماس لكنه ليس على علاقة بكامل التيارات في حركة حماس التي في اغلبها لا تريد عودة العلاقات مع سوريا على عكس ما يشاع ان هناك توافق داخل الحركة واجماع مشيرا الى ان الحرب يرفض التعامل مع مشعل.
واكد فراج ان اعادة العلاقات وفق كل التقديرات والتحليلات وما يشاع عن الموضوع سيكون امر صعب ولن يتعدى كونه حبرا على ورق او تصريحات في وسائل الاعلام لان حجم الخلافات كبير وهناك عدم ثقة من النظام السوري بموقف حماس.