الداخل المحتل/PNN- حذّر رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي روبرت مينيندز، رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من أنه في حال ضم جهات من اليمين المتطرف مثل عضو الكنيست إيتمار بن غفير، إلى حكومة قد يشكلها في أعقاب انتخابات الكنيست القريبة، فإنه سيكون لذلك عواقب على العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصدرين أميركيين شاركا في لقاء بين مينيندز ونتنياهو.
ويعتبر مينيندز، المؤيد بشدة لإسرائيل وأبرز المعارضين لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، أحد أكثر السياسيين تأثير في الكونغرس والبيت الأبيض بما يتعلق بالسياسة الخارجية وخاصة العلاقات مع إسرائيل.
كما يعتبر مينيندز زعيم الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي، ما يعني، وفقا لـ"واللا"، أن تعامل معظم السيناتورات وأعضاء الكونغرس من هذا الحزب مع حكومة يشارك فيها بن غفير سيكون سلبيا أكثر.
وكان مينيندز قد زار إسرائيل ضمن وفد سيناتورات برئاسة السيناتور الجمهور، ليندزي غراهام، بداية أيلول/سبتمبر الفائت، وكان نتنياهو بين الذيم التقاهم الوفد. ويذكر أن هذا اللقاء بدأ بحادثة محرجة بعدما اكتشف الوفد أن نتنياهو حاول تصوير وتسجيل اللقاء، دون علم وموافقة أعضاء الوفد، كي يستخدم ذلك في دعايته خلال انتخابات الكنيست التي ستجري مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ورفض الوفد الأميركي استمرار اللقاء قبل إخراج الكاميرا وجهاز التسجيل من الغرفة.
وقال المصدران الأميركيان إن مينيندز عبر أمام نتنياهو عن قلقه حيال الشراكة السياسية بين الأخير وبين بن غفير، الذي يرأس حزب "عوتسما يهوديت" داخل قائمة الصهيونية الدينية، التي تعتبر من الأحزاب التي تشكل معسكر نتنياهو.
وأضاف المصدران أن مينيندز أبلغ نتنياهو بأن لديه "مخاوف جدية" من أن الأخير يعتزم ضم "جهات متطرفة ومثيرة للتقاطب"، مثل بن غفير، إلى حكومة يشكلها في حال فاز في الانتخابات.
وأفاد أحد المصدرين بأن نتنياهو استاء من أقوال مينيندز وحاول رفضها، الأمر الذي أدى إلى حدوث "توتر بالغ" خلال اللقاء. وقال المصدر إن "الحاضرين في الغرف شاهدوا مدى غضب نتنياهو". ورغم ذلك، لم يتراجع مينيندز عن تحذيره لنتنياهو، وإنما استمر في ممارسة ضغوط عليه في الموضوع نفسه.
وأضاف المصدر أن "السيناتور مينيندز قال لنتنياهو إن عليه أن يدرك أن تشكيل ائتلاف من هذا النوع (مع بن غفير) من شأنه أن يؤدي إلى تراجع كبير في تأييد الحزبين في واشنطن، وهذا أمر كان دائما في أساس العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأشار "واللا" إلى أن إدارة بايدن وكذلك في الكونغرس، وخاصة في الحزب الديمقراطي، ينظرون إلى بن غفير، وإلى رئيس الصهيونية الدينية، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، على أنهما عنصريان وداعمان لفكرة التفوق اليهودي، كما أن السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، لم يلتق معهما منذ توليه المنصب.
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن مسؤولين في الإدارة الأميركية قلقون من إمكانية ضم بن غفير إلى حكومة يشكلها نتنياهو، وأنه يوجد تخوفات لدى منظمات يهودية في الولايات المتحدة من سيناريو كهذا ومن التأثير السلبي على قدرة المنظمات الداعمة لإسرائيل في الدفاع عن إسرائيل في واشنطن.
ونقل "واللا" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تأكيده لهذه المخاوف، وقوله إن الإدارة الأميركية تخشى تأثير سيناريو كهذا على العلاقات الأميركية – الإسرائيلية.
وعقب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قائلا إن إدارة بايدن لا تتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية، فيما رفض مكتب نتنياهو التعليق.
من جانبه، قال بن غفير إن "علاقاتي الممتازة مع قياديين جمهوريين ستستمر. وسننتصر في الانتخابات المقبلة ونشكل حكومة يمين متكاملة وسأتولى منصبا مؤثرا من أجل الاهتمام بجنود وشعب إسرائيل، رغم معارضة رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ من الجناح الديمقراطي في الولايات المتحدة، اليسار وداعمي الإرهاب في إسرائيل".