القاهرة/PNN/ أعربت مكتبة الاسكندرية عن استعدادها لتقديم المساندة في تأسيس مشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية بكلّ ما تحتاجه من دعم، بما في ذلك تدريب الكوادر وإنشاء مركز للتّرميم والمسح الرّقمي، وتزويد المكتبة الوطنية الفلسطينية بكلّ ما يصدر عنها.
جاء ذلك خلال زيارة وفد المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة برئاسة عيسى قراقع لمكتبة الاسكندرية في جمهورية مصر العربيّة، بمرافقة القنصل الفلسطيني في الاسكندرية رأفت بدران، حيث كان في استقبالهما رئيس مكتبة الاسكندرية أحمد زايد.
وعبّر زايد عن استعداد مكتبة الاسكندرية لتقديم التّدريب اللازم في مجالات الفهرسة وترميم الوثائق وصيانتها بأفضل طرق الصّيانة والحفظ العالميّة، ورفع مستوى حرفية رقمنة الوثائق، لحماية الموروث الثّقافي والحضاري الفلسطيني من التّلف والتّبديد، في ضوء المخاطر الكثيرة المحيطة بالحالة الفلسطينية.
بدوره، قدّم قراقع شرحا وافيا عن مشروع المكتبة الوطنية الفلسطينية، والصّعوبات التي تعترض طريق عملها، وما تحتاجه من دعم في مجالات تأسيس أقسامها وتدريب كوادرها فنيّا.
واطّلع الوفد على أقسام مكتبة الاسكندرية، التي تحتوي على عشرة ملايين كتاب، إضافة إلى الاطّلاع على العديد من الأقسام والمتاحف المتخصّصة، كمعامل صيانة وترميم الوثائق وحفظها وعلى طرق العمل التقني فيها.
وزار الوفد قسم المتاحف الخاصّة برؤساء مصر، وقسم الآثار والتّاريخ الفرعوني، وشاهد فيلما بانوراميا عن تاريخ مصر القديم والحديث، الذي يعرض تاريخ مصر الهيروغليفي والفرعوني والبطلمي والروماني والإسلامي، إضافة إلى قسم الخرائط في المكتبة التي تضمّ أكثر من سبعة آلاف خريطة تغطّي جميع أنحاء العالم، مع التّركيز بشكل خاص على مصر والدول العربية، حيث تحتوي المكتبة على أكثر من 500 أطلس وعدد من الكرات الأرضية، وانتهت الزيارة بتبادل الهدايا التذكارية.
يشار إلى أن "بطليموس الأول سوتر"، هو من أسّس مكتبة الاسكندرية قبل 23 قرنا، وهو الحاكم الروماني الذي حكم منطقة البحر الأبيض المتوسط بعد الإسكندر الأكبر، الذي يعود له الفضل ببناء مدينة الأسكندرية نفسها، وازدهرت المكتبة في عهد سلالة البطالمة، وتعرّضت للتّدمير والإحراق أكثر من مرّة.
وكانت مكتبة الاسكندرية قبل احتراقها بالكامل في عام 270 ق.م، تضم 700 ألف مجلّد من الكتب والمخطوطات والخرائط، بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو؛ كما درس بها كل من إقليدس وأرشميدس وإيراتوثيوس أول من قام بحساب قطر الأرض.
وقد تمّ تشييد المبنى الجديد مكان القديم، وافتتحت بتاريخ 16 تشرين أول 2002، لتجسد 7000 عام من حضارة مصر والمنطقة في مكان واحد، وتقدم للإنسانية صورة بانورامية بديعة عن الأثر العربي ضمن الموزاييك الحضاري للبشرية.