قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني نحن على ثقة كبيرة بقدرة الصين أن تلعب دوراً مركزياً وقوياً في كافة القضايا الدولية،
وأن تولي أهمية خاصة للقضية الفلسطينية وفق المبادرة الصينية ذات النقاط الخمسة لحل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية وعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الهيمنة والاستفراد الأمريكي المنحاز لإسرائيل والبعيد كل البعد عن الرعاية النزيهة للعملية السياسية.
وأضاف مجدلاني خلال كلمته عبر تطبيق الزووم، اليوم الثلاثاء، في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، الذي يشارك فيه اعماله ممثلين عن 80 حزب من 18 بلد عربي، بمشاركة عضوي المكتب السياسي للجبهة تغريد كشك ومحمد علوش، ونحن نرحب بمبادرة الخارجية الصينية،
وأشار إلى أن نأمل مزيداً من الفعل والتأثير السياسي الصيني باعتبار الصين بلداً صديقاً للشعب الفلسطيني، فهذه المبادرة منصة لتجديد التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية التي تراجع حضورها في المشهد السياسي الدولي في ظل الهيمنة والسياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة.
وأضاف بأن القضية الفلسطينية تراجعت بتأثيرات أمريكية التي خلقت وقائع جديدة في العالم وفي الشرق الأوسط منذ بداية ما يعرف بالفوضى الخلاقة وما يسميه البعض بالربيع العربي، الى جانب المستجدات المتعلقة بجبهة الحرب الروسية مع الإمبريالية وحلف الناتو في أوكرانيا،
وقال مجدلاني" هنا نشير بوضوح بأن التحالف الامبريالي الغربي وحده هو المسؤول عما يحصل من تدهور خطير في العلاقات الدولية، بسبب حالة التمادي والاستعلاء والعقلية الاستعمارية الجديدة طيلة العقود الثلاثة الماضية للولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولاتها لفرض الهيمنة وتكريس النظام الأحادي القطبية على النظام الدولي". مشيرا بأن شن حروب إجرامية ضد العديد من الدول والشعوب، ومصادرة سيادتها، وتغيير أنظمتها السياسية بالتدخلات العسكرية والضغوط الاقتصادية، والسعي إلى فرض هيمنته والحيلولة دون إعادة التوازن للعلاقات الدولية اختل لعقود.
وتابع لقد سعت القوى الغربية لتضييق الخناق على الصين من خلال تدخلها السافر في شؤونها الداخلية في “هونج كونج” “وشينيجيانغ” وبحر الصين الجنوبي والبر الصيني، وكذلك ما تمارسه من تضييق واجراءات على روسيا واستنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية منذ بداية القرن الحالي من خلال توسع نفوذ حلف الناتو واقامة القواعد العسكرية التابعة للأمريكان والتحالف الغربي، تمهيداً لإخضاعها للهيمنة الغربية كباقي مناطق العالم في إطار تأبيد الأحادية القطبية التي تضررت منها شعوب كثيرة، وخاصة الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني.
وقال مجدلاني: نحن مع الصين بدون أي تردد، نرفض التهديدات الأمريكية بفرض العقوبات، ونرفض إثارة النزاعات أو تأجيج الخلافات خدمة للمصالح الأنانية، ونعبر عن رفضنا وادانتنا للاستفزازات الأمريكية المتواصلة والتدخلات السافرة في الشأن الصيني الداخلي، والذي تجلى بالزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، في خطوة لا يمكن وصفها الا بالسطو والاستعلاء والعداء والتطرف ، وهي خطوة غبية تماماً، تتعارض مع سياسة الصين الواحدة، ومع السيادة الصينية الكاملة على كافة أراضيها، وسيكون لها تداعيات خطيرة في تهديد لأمن واستقرار المنطقة.
وأشار مجدلاني في هذا المؤتمر الحواري بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب البلدان العربية فإننا نتوقع منه تعميق الحوار والتنسيق وبناء العلاقات الراسخة القائمة على الاحترام المتبادل بين كافة القوى والأحزاب وبما يخلق مناخاً جديداً للتعاون وتوثيق الصداقة العربية الصينية بما يخدم أهدافنا المشتركة في التنمية والعلاقات الدولية المتوازنة والعادلة والمتكافئة، حيث أدهشت المعجزة الاقتصادية التي أحزرتها الصين العالم بأسره، والكل يسعى إلى فكّ الأسرار وراء هذا النجاح الباهر وتفسير أسبابه، ويتساءل عما إذا كانت تجربة الصين في التنمية نموذجًا يُحتذى به للدول النامية، وما الخبرات التي يمكن للدول النامية أن تستفيد منها، وأن التجربة الصينية مصدر إلهام مهم لدول العالم بما فيها الدول العربية، ويمكن تطبيق بعض من خبراتها بعد الأخذ في الاعتبار خصائص الدول وظروفها المحلية.
مؤكدا على التطلع لعلاقات صداقة قوية ومؤثرة مع الشعوب والدول العربية، وتنمية وتطوير العلاقات بين الأحزاب السياسية العربية مع الحزب الشيوعي الصيني، وأن توضع الأولوية لتشكيل تيار عربي صيني عريض لدعم واسناد القضية الفلسطينية ومواصلة دعم الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية لنيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
واختتم قائلا بحكم التجربة والعلاقة التاريخية مع الحزب الشيوعي الصيني والقائمة على أساس التقدير والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، نقف باعتزاز أمام كافة الانجازات والتطورات التي تشهدها الصين يوماً بعد يوم، ونتطلع لترسيخ هذه المكانة على كافة المستويات بما فيها قدرة الصين على التأثير في المعادلة الدولية وفي بناء النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب وبما ينهي الاستفراد والهيمنة الأمريكية الإمبريالية التي أثبتت كافة التجارب عدائها لإرادة الشعوب والتطلعات التي يتطلع إليها المجتمع الدولي، فالعالم يحتاج إلى خطوات أكثر مصداقية وأكثر عملية نحو بناء مجتمع المصير المشترك وهو الشعار الذي ترفعه الصين بكل حكمة وثقة واقتدار.