غزة/PNN- عقدت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية الإثنين جلسة حوارية مع مديرة اللجنة الدولية في قطاع غزة، "مريم مولر"، للحديث عن عمل الصليب الأحمر في الأرض الفلسطينية المحتلة ودوره في تخفيف معاناة الفلسطينيين، وذلك ضمن أنشطة وفعاليات مشروع "أكاديمية بال ثينك للديمقراطية وحقوق الإنسان"، الذي تنفذه بال ثينك بالشراكة مع معهد العلاقات الخارجية الألماني.
وتأتي الجلسة التي حضرها ما يزيد عن ٥٠ مشاركًا من الطلاب والخريجين والنشطاء في إطار جهود بال ثينك الدؤوبة في رفع العزلة الثقافية والمعرفية عن الشباب في قطاع غزة.
وافتتح وأدار الجلسة مدير بال ثينك، عمر شعبان، حيث رحب بالحضور وأكد على دور مؤسسته في رفع وعي الشباب الذين يعانون من الحصار وعدم القدرة على السفر، من خلال عقد لقاءات تجمعهم بشخصيات دولية بارزة وهو ما لا تقدمه لهم الجامعات، مضيفًا أن بال ثينك لها تواصل مستمر مع الصليب الأحمر الذي اعتبره من أكثر المنظمات الدولية احترامًا لحقوق للفلسطينيين.
من جانبها، شكرت مولر بال ثينك على استضافتها، وأعربت عن سعادتها لمقابلة هذه الثلة من الشباب لسماع أسألتهم وتوجهاتهم وتطلعاتهم ومشاكلهم، وقالت إنها تتابع عمل بال ثينك وبرامجها وأنشطتها باستمرار.
وقالت إن الصليب الأحمر تأسس عام ١٨٦٣ على يد رجل الأعمال السويسري "هنري دونان"، وذلك قبل أن يكون هناك منظمات إنسانية في العالم تعمل بالشكل الحالي، وأشارت أنه كان لها مهمات عمل مع الصليب الأحمر في العديد من بلدان المنطقة التي تشهد نزاعات مسلحة ومن ضمنها سوريا والعراق واليمن.
ولفتت أن عمل الصليب الأحمر يقوم على تقديم المساعدة الإنسانية، وعدم التحيز لأي طرف من أطراف النزاع، والعمل على إقناع الأطراف بإفساح المجال للأعمال الإنسانية من خلال الحوار المباشر غير المعلن، لتعزيز احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني وتطبيقها، والإبقاء على التواصل معهم لحثهم على احترام القانون الدولي بموجب اتفاقيات جنيف.
وقالت إن الصليب الأحمر يعمل مع جميع فئات الفلسطينيين كالمزارعين وغيرهم لتعزيز صمودهم من خلال تحسين الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وقالت إن أكثر ما يتردد صداه حول عمل الصليب الأحمر هو زيارة المعتقلين في السجون الإسرائيلية والفلسطينية، حيث يصب الصليب الأحمر اهتمامه على المعتقلين أنفسهم، من خلال زيارتهم داخل مراكز الاحتجاز على انفراد، بما يحافظ على سرية وخصوصية أقوالهم. كما يقوم فريق اللجنة الدولية بزيارة المعتقلين بشكل جماعي للاستماع إليهم والتحقق من احتياجاتهم مثل التواصل مع ذويهم، أو الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة طبقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
ولفتت أنه في حالات الإضراب عن الطعام، يعمل الصليب الأحمر على التأكد من أن يكون المعتقل وأسرته على اطلاع بوضعه الصحي وحيثيات قراره بالإضراب عن الطعام، كما يرافق طبيب الصليب الأحمر الفريق الزائر وتكون مهمته تقييم حالة المعتقل الصحية، وإبلاغ السلطات بالإجراءات الواجب اتباعاها بهذا الخصوص.
ووجه الحضور عدة أسئلة إلى مولر تتعلق بدور الصليب الأحمر خلال التصعيدات المتكررة، فقالت إن الصليب الأحمر قد عمل بشكل فاعل خلال تصعيد أغسطس/آب الماضي، حيث زار فريقه مستشفى الشفاء لتقييم الاحتياجات، ووفر أثناء التصعيد عدد من المستلزمات الطبية التي يحتاجها المصابين الأكثر خطورة.
وقالت إن الصليب الأحمر، بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، عمل على تقديم مساعدة مالية محدودة لمن فقدوا منازلهم ليتمكنوا من استئجار منازل، بالإضافة إلى مستلزمات منزلية ونظافة شخصية، كذلك أصحاب المشاريع المتضررة، وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف الأخرى الفاعلة في العمل الإنساني.
وعند سؤالها عن موقف الصليب الأحمر من تقييد السلطات الإسرائيلية لحرية الحركة والتنقل للفلسطينيين، قالت مولر إن حرية التنقل هي من أهم القضايا المتأثرة بفعل الإغلاق، وأن الصليب الأحمر على تواصل مستمر مع السلطات المعنية للعمل على تخفيف وطأة الأثر الإنساني له.
وتحدث الحضور عن أهمية أن يقدم الصليب الأحمر الدعم الإداري والفني والتقني للمؤسسات في قطاع غزة بالإضافة إلى نقص المستلزمات الطبية، فيما أشارت مولر أن الأزمة الصحية في القطاع هي أزمة طويلة الأمد ومعقدة، ولكن الصليب الأحمر يعمل على توفير المستلزمات والمعدات الطبية المطلوبة وتسليمها للسلطات الطبية قدر الإمكان، وطرح القضية للنقاش باستمرار مع الأطراف المختلفة، بالإضافة إلى توفير الدعم المستشفيات في مجال البنى التحتية وبناء القدرات.
واختتمت مولر حديثها بالقول إن التحديات التي يواجهها الأهالي في غزة وخصوصًا الشباب كبيرة جدًا وإن صمود وتحدي الشباب هو أمر ملهم للغاية ومثير للانبهار.