بقلم : سري القدوة
تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبحقوقه الوطنية المتكاملة وبقيام دولته الفلسطينية المستقلة وانتزاع الحق الفلسطيني والعربي في القدس والمسجد الأقصى المبارك الذين يشكلان محور الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، ولا يمكن استمرار الصمت امام بشاعة العدوان والتصعيد ضد الاماكن المقدسة ولا يمكن السماح للاحتلال من الاستمرار في تلك السياسات المنافية للقانون الدولي فالشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم وسيتصدى لها بكل قوة وسيحمي مقدساته بكل الوسائل .
حكومة الاحتلال تمارس تصعيدها واستهدافها للشعب الفلسطيني وتقوم بتنفيذ كل حالات الاغتيالات والإعدام والتي تجري مترافقة مع بناء وتوسيع الاستيطان الاستعماري واستمرار سياسة العقاب الجماعي وسياسة التطهير العرقي وما يتم الآن الحديث من قبل حكومة نتنياهو المرتقبة بضم الأراضي المحتلة بعدوان 67، في تحد سافر لكل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
ولا يمكن لأي من مشاريع التصفية او مؤامرات الاحتلال ان تنال من وحدة الشعب الفلسطيني الذي يرفض كل مشاريع التنازل أو التفريط بالحقوق المشروعة وفي مقدّمتها حق عودة اللاجئين ولذلك لا بد من اعادة التأكيد على الحقوق الفلسطينية وأهمية العمل والتحرك الفوري من اجل التوصل الى انهاء كل اشكال الانقسام والإسراع بوضع استراتيجية فلسطينية جامعة لمواجهة تصعيد وجرائم الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني واستمرار سياسة التصفية والقتل بدم بارد .
حق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه وتصديه لمخططات الضم والاستيطان ومنظومة الاحتلال والتمييز العنصري هو حق مشروع طالما بقى الاحتلال وتتجسد وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الوطن والشتات ويعبر عن إرادة النضال لإنهاء منظومة الاحتلال والتمييز العنصري ( الأبرتهايد) في كل فلسطين وأهمية وحدة كافة القوى السياسية الفلسطينية والمشاركة الفاعلة في تفعيل واستنهاض المقاومة الشعبية بكل اشكالها في مواجهة تهويد القدس وضد الجدار والاستيطان والحصار وكل الممارسات الاحتلالية التي تستهدف الأرض والشعب والقضية.
الشعب الفلسطيني البطل سيتصدى لاعتداءات رعاع المستوطنين الذين لن تعوزهم ذريعة لارتكاب مثل هذه الاعتداءات كما تصدى بنفس القوة والعزيمة لقوات وشرطة الاحتلال التي تمارس العربدة والقمع على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة في تصعيد غير مسبوق من عمليات الاعدام الميداني والقتل وسفك الدماء وخاصة في ظل تعرض القضية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني للخطر الشديد وما تشهده المدن الفلسطينية من اقتحامات وتصعيد العدوان واستمرار المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وهو الأمر الذي يتطلب أكثر من أي وقت مضى الاتفاق على استراتيجية فلسطينية تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني .
ولا بد من اعلان اكبر حملة للتضامن الوطني تأكيداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وأرضه واستعداده لتقديم التضحيات دفاعا عنها في مواجهة سياسة العدوان والاستيطان وحملات التطهير العرقي وجميع المشاريع التي تستهدف تصفية قضيته الوطنية وتتنكر لحقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرار ١٩٤.
بات من المهم العمل على توحيد الجهود ورص الصفوف والشروع الفوري في طي صفحة الانقسام لاستعادة الوحدة الوطنية وتسخير كل طاقات وإمكانات الشعب الفلسطيني في معركة دحر الاحتلال الذي يمثل التناقض الرئيس مع الشعب الفلسطيني وضرورة المضي قدما في تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحشد التأييد الدولي لهذا المشروع الوطني ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف به .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية