الداخل المحتل/PNN- تلمح “إسرائيل” إلى أنها تعمل على منع إيران من نقل عتاد إلى لبنان لتحسين دقة الصواريخ التي بحوزة حزب الله.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، أن التلميح الإسرائيلي يبرز من خلال تسريب معلومات إلى وسائل إعلام عربية، التي نشرت مؤخرا تقارير حول هذا الموضوع.
ووصفت الصحيفة التلميحات الإسرائيلية بأنها "حملة تأثير جديدة" وأنها "تجري من إحدى الدول في مكان ما في الشرق الأوسط"، لكنها ذكرت في هذا السياق وسائل إعلام سعودية – قناة العربية وصحيفة "الشرق الأوسط" – وأن هذه الحملة "موجهة لإحباط مسار تهريب إيراني جديد – قديم: من طهران، بشكل مباشر أحيانا وعلى ما يبدو عن طريق محطة مرحلية أوروبية أيضا، إلى مطار بيروت".
وتحدثت تقارير نشرتها وسيلتا الإعلام عن أن شركة الطيران الإيرانية "معراج" تسيّر رحلات جوية من إيران إلى لبنان، وأنها تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله. وجاء في تقرير لاحق من تل أبيب أن إسرائيل تحقق في رحلات شركة "معراج"، وأنها نقلت رسالة إلى الحكومة اللبنانية تهدد من خلالها بأنها قد تهاجم مطار بيروت في حال نقل أسلحة من خلاله.
بعد ذلك، انضمت إلى الحملة الإسرائيلية حسابات "تويتر" إسرائيلية. وجاء في تغريدة في حساب "عَلما"، وهو مركز متخصص في المجال الأمني وترأسه ضابطة متقاعدة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يوم الإثنين الماضي، "أننا نعرف أسماء 63 طيارا في شركة ’ماهان’، الذين توجد إمكانية لضلوعهم في المجهود لتهريب قطع أسلحة إلى سورية/لبنان في السنة الأخيرة. وتوجد بحوزتنا صور ومعلومات أخرى عنهم سنبدأ بنشرها قريبا مع التقرير الكامل".
وذكرت التغريدة "الوحدة 190"، وهي وحدة تابعة لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني ومتخصصة في مجال التهريبات، حسب "هآرتس"، التي أشارت إلى أن "التهديد واضح هنا. مركز مدني إسرائيلي، له علاقة بأجهزة الاستخبارات، يشير إلى وجوه وأسماء مواطنين إيرانيين، بادعاء أنهم ضالعون في أنشطة خطيرة. وهذا قد يكون بداية لعقوبات شخصية تفرضها هيئات دولية، وفي سيناريو آخر قد تكون تهديدا مبطنا لاحتمال استهداف أشد".
وتأتي حملة التلميحات الإسرائيلية هذه بعد عشر سنوات من العمليات الإسرائيلية ضد إيران بادعاء منعها من نقل أسلحة إلى سورية ولبنان، وتصاعد هذه العمليات، منذ العام 2017، عندما بدأت تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة ضد أهداف إيرانية في سورية، وكذلك عند الحدود مع العراق أحيانا. وامتنعت إسرائيل عن شن غارات كهذه في لبنان، باستثناء غارة في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله في العام 2019، بادعاء تدمير جهاز لتحسين دقة الصواريخ.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن "العودة الإيرانية إلى بيروت تعكس على ما يبدو صعوبات في قنوات أخرى" لنقل أسلحة. وأضافت أن "تهريب بحجم محدود يتم بواسطة حقائب، يحملها مسافرون معهم إلى الطائرة، وإلى جانب ذلك عمليات تهريب كبيرة بطائرات شحن، وفيما شحنة الأسلحة أو قطع غيار لعتاد عسكري تُسجل كشحنة تجارية مدنية".
وتابعت الصحيفة أن الحقائب التي يحملها مسافرون، تنقل جوا من خلال رحلات جوية مدنية "وتتوقف في مطار كبير في دولة أوروبية، ويبدو من خلال استغلال تفتيش أمني غير مشدد في تلك الدولة". وأفادت الصحيفة بأن "إسرائيل نقلت مؤخرا تحذيرا إلى هذه الدولة الأوروبية حول أنشطة إيران، في موازاة تحذير مباشر للإيرانيين بواسطة وسائل إعلام".
وتطرق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أمس، إلى الغارات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، واعترف بأن إسرائيل هاجمت الشهر الماضي قافلة شاحنات في البوكمال عند الحدود السورية – العراقية.
ووفقا للصحيفة، فإن مصادر أمنية إسرائيلية عبرت عن استغرابها من قرار كوخافي بالاعتراف بهذا الهجوم، وقالوا إن أقواله هي "استفزاز غير ضروري للإيرانيين في سورية، والإعلان عن مهاجمة القافلة قد يؤثر سلبا على العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة".
كذلك تطرق المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أقوال كوخافي وقال لإذاعة 103FM، إنه "لا أرى سببا للرغبة ينقل رسالة علنية إلى إيران في نهاية ولاية كوخافي وفي التوقيت الذي تم فيه ذلك. ولا أعلم عن وجود سبب ما، من خلال محادثاتي (مع جهات أمنية)، أو بقرار بهذا الخصوص".