الداخل المحتل/PNN- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو نجاحه في تشكيل ائتلاف حكومي جديد.
وجاء الإعلان بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الإسرائيلية الخامسة على التوالي وقبل دقائق فقط من الموعد النهائي للمهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لنتنياهو من أجل تشكيل الحكومة.
وسيعود نتنياهو إلى منصبه بعد أكثر من عام ونصف من الإطاحة به بفضل ائتلاف يسار-وسط، متوقعا أن يرأس أكثر حكومة يمينية في إسرائيل على الإطلاق.
وقال مراقبون إسرائيليون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات عديدة على الساحة الدولية.
ويرى المراقبون أن شركاء نتنياهو من اليمين المتشدد يمكن أن يضعوه في مسار تصادمي مع العديد من اللاعبين على الساحة الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويسعى إيتمار بن غفير رئيس حزب القوة اليهودية وأحد شركاء نتنياهو الأساسيين في الائتلاف الجديد إلى منح الجنود الإسرائيليين الحصانة بعد إطلاق النار على الفلسطينيين، وسيدفع باتجاه إقرار تشريع يسمح بعقوبة الإعدام للمسلحين الفلسطينيين المدانين في المحاكم الإسرائيلية.
وقال الخبير في العلاقات الدولية في جامعة تل أبيب الدكتور إيمانويل نافون، إن "نتنياهو شخص براغماتي لكن العديد من أعضاء ائتلافه متشددون للغاية وأيديولوجيون للغاية وستكون أمامه مهمة صعبة في كبح جماحهم".
وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وشرق مدينة القدس بعد حرب عام 1967 وأقامت عليها مستوطنات، وينظر الفلسطينيون إلى هذه الأراضي بأنها جزء لا يتجزأ من دولتهم المستقبلية، في حين ينظر المجتمع الدولي إلى المستوطنات بأنها غير شرعية.
وقال البروفيسور غيرالد شتاينبرغ، من قسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، إن "شركاء نتنياهو في الائتلاف يدعمون ضم أراضي الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، إلا أن نتنياهو يعرف الثمن السياسي لهذه الخطوة التي قد تؤدي في النهاية إلى صدام مباشر وحقيقي مع الولايات المتحدة".
وأضاف في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أرى أن نتنياهو سيسير في هذا الاتجاه، لأن كل شيء سيتوقف مع الفلسطينيين".
وليس فقط التعامل مع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يمكن أن يضع الحكومة الجديدة على خلاف مع واشنطن.
ومن المرجح أن تؤدي التغييرات في الوضع الراهن بين الدين والدولة في إسرائيل إلى وضع الحكومة على خلاف مع الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن التشريعات التي تهمش الأقلية العربية الإسرائيلية والقوانين التي تضعف النظام القضائي هي أيضا موضع استياء في الولايات المتحدة.
وقال نافون "على الرغم من أن الإدارة الأمريكية قالت أنها ستحكم على الحكومة القادمة بناء على أفعالها إلا أن هناك مخاوف بالفعل من حدوث تصادم في المستقبل".
وأضاف "سيكون الأمر صعب جدا بالنسبة لإسرائيل من خلال هذه الحكومة تفعيل جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة".
ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية في الأسابيع المقبلة. ومن الموضوعات المطروحة أيضا كيف ستتعامل إسرائيل مع ما تعتبره أكبر تهديد لها وهو إيران.
وتراقب إسرائيل الوضع بعناية شديدة مع تعثر المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية، وخلال الإدارة الديمقراطية السابقة وتحديدا تحت إدارة الرئيس باراك أوباما ندد نتنياهو بشكل صريح بالملف النووي الإيراني.
وقال نافون "ربما سيحاول نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن معرفة كيفية إدارة التهديد الإيراني في السنوات المقبلة".
ومن المرجح أن تستمر إسرائيل بقيادة نتنياهو في العمل ضد إيران في مختلف المجالات، ويسود اعتقاد كبير بأن إسرائيل تقف بالفعل وراء مئات الضربات الجوية ضد أهداف إيرانية في الشرق الأوسط.
وقال شتاينبرغ "من المرجح أن تتسارع الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في فترة نتنياهو لتصبح أكثر وضوحا بسبب جهود إيران لتوسيع قدراتها".
ومن المتوقع أن تستمر العلاقات مع الصين في ظل حكومة نتنياهو السادسة، حيث تتمتع الدولتان بعلاقات اقتصادية واسعة ازدهرت على الرغم من تحالف إسرائيل الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وقال شتاينبرغ "لا ترى إسرائيل في الصين تهديدا لا محليا أو إقليميا، ومثل هذه العلاقات مهمة جدا لإسرائيل".
وستواجه إسرائيل عددا لا يحصى من التحديات في المستقبل القريب، وتخضع الحكومة للاختبار على عدة جبهات، وهو ما يتعين على نتنياهو السياسي المخضرم ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في تاريخ البلاد التصرف بعناية شديدة في ظل هذه التحديات.