بيت لحم /PNN/ استفاقت بيت لحم وفلسطين والعالم على وصية الشهيد ادم عصام عياد التي قال فيها “نحن في بلد من المستحيل تحقيق الاحلام الشخصية قبل رحيل الاحتلال” وهي كلمات تحمل وعيا كبيرا من طفل كابد ظروف الحياة الفلسطينية الصعبة وعبر فيها عن فخره بفلسطينيته واعرب عن الامل بان تصل معاناة فلسطين واطفالها للعالم اجمع.
و بألم وحسرة وبدموع الأمهات الثكلى روت والدة الشهيد ادم عصام عياد من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في محافظة بيت لحم تفاصيل اللحظات الأخيرة لطفلها الوحيد قبل استشهاده حيث تحدثت وهي تبكي دموع الألم لمراسل شبكة فلسطين الإخبارية PNN عن هذه اللحظات.
وقالت والدة الشهيد ادام عياد التي انضمت باستشهاد نجلها الوحيد الى الالاف من الأمهات الفلسطينيات الثكلى انه كان يريد ان يذهب لبيت خالته لزيارة ابنها المصاب لأنه اعتقد انها غاضبة منه لأنه لم يزرها منذ أيام وقال انه سيذهب لزيارتها يوم غد الأربعاء وهو يوم عطلته من العمل .
وأوضحت انه طلب منها ان تطبخ له طبخة الكوسا المحشي باللبن حيث قالت له انه ستقوم بذلك اليوم حيث تعلم انه يحب هذا الطعام وقال لها قبل ان يغادر ان هناك بعض النقود وابلغها عن مكانها وقال لها ان تأخذ ما تريده من هذه النقود ومتى ارادت مشيرة وهي تبكي بحرقة والم الى مغادرته بدون عودة الان.
اما والده الذي لم يستطيع الحديث كثيرا فور وصوله الى المستشفى ومعرفته باستشهاد نجله ان ادم كان يقول له انه يريد ان يستشهد وانه يشعر بذلك واذا لم يستشهد فانه سيكون جريحا لفلسطين لأنه سيصاب برصاص الاحتلال وقال ان ادم شاب مناضل ومنذ كان صغيرا قال انه سيستشهد وها قد نالها.
ولان الشهداء يسيرون تباعا وخطواتهم تلاحق بعضها وصف الزميل الصحفي عطا مناع عم الشهيد عمر مناع الذي استشهد في الخامس من الشهر الماضي عملية القتل للشهيد ادم حيث قال ان قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم الدهيشة عند الرابعة والنصف من فجر اليوم ونشرت قناصة الموت وجنود الخراب والتدمير حيث قاموا بمداهمة احد المنازل واعتقال الشاب عنان احمد سرابطة، بعد دهم منزل والده وتفتيشه حيث قام جنود الاحتلال بإطلاق النار بكثافة وبشكل موجه ضد الشبان مما أدى لاستشهاد ادم بعد اصابته بالرصاص في الصدر.
وأضاف ان معلقا على صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بالقول انه ليس غريبا ان نشاهد هذه الصور على أبناء المخيم الذين يسيرون تباعا ويلتحقون بركب الشهداء الاكرم منا جميعا.
رسميا قال محافظ محافظة بيت لحم ان ما جرى فجر اليوم من عدوان إسرائيلي يندرج في اطار جرائم الحرب التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا موضحا ان الشهيد الطفل البريء ادم عياد قضى شهيدا برصاص جنود مجرمين وقتلة.
وأضاف المحافظ حميد خلال حديثه مع مراسل شبكة فلسطين الإخبارية PNN ان جريمة قتل الطفل ادم تتزامن مع جريمة المتطرف العنصري الفاشي ايتمار بن غفير الذي اقتحم المسجد الأقصى فجر اليوم مشيرا الى ان الاحتلال المجرم لا يحترم الشرائع الدولية ولا يحترم الأعياد والمناسبات والأماكن الدينية وهو يواصل اجرامه بحق شعبنا الذي يواصل طريق المقاومة والنضال وسيهزم هذا الاحتلال مهما تجبر وطغى.
يحمل الرفاق شهيدهم ويهتف اخوة الدم والنضال وأطفال النكبة المتواصلة منذ 75 عاما جثامين شهدائهم مهللين مكبرين ان لا بديل عن مواصلة النضال حتى تحقيق أحلام أطفال فلسطين التي يقتلها الاحتلال وكان اخرها هذا الطفل الأكثر وعيا بحقيقة هذا الاحتلال الذي يقتل ويخرب ويدمر كل ما فيه امل لفلسطين.