كيف تصادق الكتاب؟ (المحبة والمتعة) بقلم: بكر أبوبكر
لأي عمل ذكرنا ضرورة توفر الرغبة والحافز والايمان أولًا ثم اتخاذ القرار مرهونا بالخطة والهدف، وثالثًا التنفيذ وباعتبار أن القراءة فعل هادف في مواجهة السيل الاخباري الالكتروني المتدفق، اقترحنا 10 نقاط لتحقق فعل القراءة للكتاب (الورقي أو الالكتروني) او الدراسة العميقة ما ينتهي بصداقة الكتاب وذكرنا نقاطًا 4 فيما سبق هي
1-اختر كتابًا تحبه، 2-حدد مكانًا للقراءة، 3-حدد زمانًا ووقتًا للقراءة، 4-ركّز، ونكمل بالجزء الثاني هذا كالتالي:
5-اقرأ بمحبة ودوّن: تمهل بالقراءة حيث يجب، وتعلم الصبر بمحبة، واقفز بين الجمل التي تتكرر ويمكن التعرف على نتيجتها فيما يليها. وفي حالات أخرى تأمل الكلمات والجمل والفقرات واستخرج حقيقتها العلمية، أو جمالها الأدبي، تذوقها. وفي ذهنك أنك ستستخدم أجزاء منها. وإذا كان الكتاب قد أعجبك وقد يفيد تخصصك أو حديثك وتواصلك مع الآخرين دوّن الملاحظات وضع خطوطًا واكتب الهوامش، واربط ما تقرأه بما اكتسبته من معلومات أو تعليم أو تجارب سابقة واربط بواقعك، وانقل ما استفدته لمعارفك.
6-اجعل الكتاب صديقك: تأمله، تحسسه، قلّبه، تكلم معه، استنطقه، تفاعل معه، وحين تبدأ بالقراءة ابدأ رويدًا رويدًا ثم اغرق في تفاصيل مياه نهره المتدفق لتحس بها تتسلل الى جسدك وتغمرك، تنفس تحت الماء، أثناء القراءة، ناقش ذاتك وناقش الكتاب وتحقق من مراد المؤلف، توقع الأحداث وحاور.
7-اقرأ القراءة التعريفية: اقرأ العنوان، واقرا الفهرس، وتعرف على المحتويات، واقرأ أولًا المقدمة والتقدم لتأخذ فكرة إجمالية وتعرف الكاتب والهدف من الكتاب والجهد المبذول والفائدة المتوقعة او المتعة المكتسبة.
8-القراءة الاستبعادية: إذ أنه بعد فترة وبعد قراءة مجموعة من الصفحات قد تجد من المناسب (في الكتب الاجتماعية والادبية...) القفز عن بعض الجمل. فتنظر الى أول الجملة ثم آخرها، ثم تقفز للثانية مستبعدًا مجموعة من الكلمات بالمنتصف وهي التي تتوقعها عمليًا باستباعدك لها ولكن باستحضارها بعقلك وربطك بين الجمل مادام المسار متصلا، ولم تدخل في فقرة رئيسية أخرى أو فصل جيد من الكتاب.
9-القراءة العميقة: لن تكون القراءة عميقة الا بالتركيز، وبالربط، وبتعلم حقيقة الصبر، وبكتابة الملاحظات او الهوامش، وبالاستخدام لما قرأته من صديقك بمحبة. على الأقل بنقله أو أجزاء منه للآخرين ما يسهم في تثبيته بعقلك أنت فيضاف لمرجعيتك.
تحاور مع ذاتك، وحاور الكتاب، وتفكّر بمضمون الكتاب. وتفاعل قبولًا او رفضًا في مساحتك الخاصة، وقم (بعقلك) بالمقارنة أو النقد واربط، ولكن انفتح لتستقبل وتصالَح مع الرأي المخالف فلست مجبرًا على قبوله ولكن اسمح له بالتعبير عن وجهة نظره. وإن كان الكتاب علمي بحت أنظر في مجالات استخداماته وانعكاسها عليك او على محيطك. وواصل طريق الاستقبال والحوار والربط والاستخدام.
10-استمتع مع صديقك: ولماذا خُلق الأصدقاء؟ إن لم يكن للأنس والشعور بالقرب والمودة والدعم والصدق واخراجك من الضيق الى فضاء البهجة والفرح والحب. كن مع الكتاب كذلك فهو سيفعل فعل الصديق إن كان كتابًا هامًا أو يحمل القيم الأصيلة والأفكار والمفاهيم الجديدة والطرح المفيد أو الايجابي-فلا متعة مع غث أو سيء أو منفر أو شرير الهدف ومتحايل وموبوء، أو منافي باحتقار واضح ومخالفة قبيحة العرض لقيمنا وعقائدنا مطلقًا- ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتاب منذ البداية، فجليس السوء لا يجلب الا الوبال على صاحبه. أما جليس المودة فهو الجالب أبدًا للخير.
قال عليه السلام (إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً).