الداخل المحتل/PNN- تولى هرتسي هاليفي، الاثنين، رسميا رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، بدلا من أفيف كوخافي، الذي أنهى مهامه بهذا المنصب.
وسيكون هاليفي رئيس الأركان الثالث والعشرين في تاريخ الجيش الإسرائيلي.
وتسلم هاليفي منصبه الجديد، خلال مراسم تبادل مع رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي، وجرت بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما أكد بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.
وتنتظر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد العديد من التحديات الأمنية والعسكرية السياسية، خاصة في ظل حكومة نتنياهو، التي منحت جزءا من صلاحيات الجيش لوزراء من الأحزاب اليمينية.
مسؤولية حاسمة
وفي أول تصريح له، قال هاليفي إن "العديد من التهديدات المختلفة لا تزال تتطور من حولنا، ابتداءً من معضلة إيران التي تتحمل إسرائيل مسؤولية حاسمة في تقييم حلها، وصولا للحدود الشمالية، وقطاع غزة، والتحديات بالضفة الغربية".
وأضاف: "ردنا على التهديدات هو ميزتنا الأمنية، وأوجه شكرا خاصا للواء أفيف كوخافي على السنوات التي عملت فيها معه، وبذل فيها قصارى جهده من أجل أمن إسرائيل. وسيتم الحفاظ على ما بناه اللواء كوخافي".
وتابع هاليفي: "سنجهر الجيش الإسرائيلي للحرب على الساحات البعيدة والقريبة، وسنوسع التجنيد في صفوف القوات من جميع طبقات السكان، وسنقوي جيش الاحتياط ونبقي جيشا إسرائيليا واحدا، بعيدا عن أي اعتبار آخر غير الأمن".
من هو هاليفي؟
هاليفي من مواليد العام 1967 يبلغ عمره (54 عاما)، وشغل العديد من المناصب العسكرية أبرزها: رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) منذ أيلول/ سبتمبر 2014، وقائد الكلية الدولية للقيادة والأركان، وقائد فرقة الجليل العسكرية، وقائد ماتكال ولواء المظليين.
وبدأ هاليفي عمله في الجيش الإسرائيلي عام 1985، وكان ضمن وحدة نحال، ثم تطوع في كتيبة المظليين المحمولة جوا في الوحدة ذاتها، في حين درس خلال خدمته العسكرية الفلسفة وإدارة الأعمال، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الموارد الوطنية.
وشارك هاليفي في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008/2009، وكان حينذاك قائدا للواء المظليين ومسؤولا مساعدا في كتيبة المدرعات، وكان يتولى مسؤولية المعارك في شمال قطاع غزة، وكانت مهمته الرئيسة حينذاك الوصول للمناطق التي تنطلق منها الصواريخ.
وفي العام 2012 عين قائدا لوحدة قيادة الأركان "سيريت ماتكال" التي حازت في عهده على أفضل وحدة تستخدم طرق التشغيل الجديد، كما عين عام 2014 قائدًا لكلية القيادة والأركان بالجيش الإسرائيلي، واختير في العام ذاته رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية خلفا لكوخافي.
تعيين "غير تقليدي"
واعتبر قرار تعيين هاليفي "غير تقليدي"، كونه جرى قبل انتخابات الكنيست التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي خلال الفترة المؤقتة لولاية رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إذ تبتعد الحكومات الإسرائيلية المؤقتة تقليديا عن تعيين الأشخاص في مناصب عليا.
وفي حينه، حسمت المدعية العامة الإسرائيلية غالي باهراف ميارا، الخلاف الدائر بين كتلتي اليمين واليسار بالكنيست السابق، وأكدت أنها "وجدت محتويات ملف سري إلى جانب رأي قانوني قدمته وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتعد الأدلة كافية للسماح بالمضي قدما في عملية تعيين رئيس الأركان الجديد".
تحديات سياسية
وقال تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية إنه "على الرغم من تلقي هاليفي التعليم بمدارس "الصهيونية الدينية"؛ إلا أنه مثل سلفه أفيف كوخافي يعارض الصلاحيات الخاصة الممنوحة لوزراء في حكومة نتنياهو بوزارة الجيش الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن "هاليفي يعارض نقل صلاحيات من الجيش الإسرائيلي لزعماء الأحزاب اليمينية الذين تولوا مناصب وزارية بحكومة نتنياهو"؛ ما يمثل تحديا كبيرا لرئيس أركان الجيش الجديد، وقد يؤدي لمواجهة مع وزراء الحكومة.
وأضاف: "هاليفي ينظر بعين ناقدة للتغيرات التي تريد القيادة السياسية إجراءها بالضفة الغربية، سواء بالإدارة المدنية أو بمنصب منسق عمليات الحكومة، أو بوضع قوات حرس الحدود تحت إمرة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير".
وبين أنه "من المتوقع أن يطرح هاليفي خلال الفترة الأولى من توليه رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي مخاطر التغييرات التي تعتزم حكومة نتنياهو إجراءها"، خاصة في ظل التوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أن "هاليفي سيعمل على الوصول إلى تفاهمات مع المستوى السياسي حول بعض القضايا. وهو سيجد نفسه بصفته رئيسا للأركان في مواجهة مستوى سياسي عنيد ويرفض تقديم التنازلات".
وأوضح أن "الجيش يجد نفسه مرارا وتكرارا في قلب الجدل السياسي وسيُطلب من هاليفي بذل الكثير من الجهد في محاولة إبعاده عن قلب الاضطرابات، وليس على حساب التخلي عن المبادئ التي تهمه كرئيس للأركان".
واستكمل التقرير "كل قرار سيتخذه هاليفي سيتم فحصه من خلال عدسة مكبرة من قبل المعسكرَين الرئيسَين في إسرائيل المنقسمة".
تهديدات رئيسة
وبين التقرير العبري، أن "التهديدات الرئيسة لهاليفي ستكون إيران وحزب الله اللبناني في الشمال، حيث سيسعى للتأثير على التوازنات المطلوبة في ممارسة القوة العسكرية لأقل حد ممكن، بما يضمن تجنب إلحاق الأذى بسكان إسرائيل".
ولفت إلى أنه "يتعين على هاليفي التعامل مع الصراع الإسرائيلي الإيراني، الذي قد يتطور إلى هجوم على المواقع النووية الإيرانية"، في إشارة إلى أنه سيعمل على وضع الخطط العسكرية وتنفيذ التدريبات الخاصة بذلك.
ووفق التقرير، فإن "التصعيد الأمني المستمر في الضفة الغربية سيكون من أكثر التحديات المعقدة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد؛ ما يتطلب منه استثمار المزيد من الموارد وتخصيص العديد من الوحدات النظامية والاحتياطية للتعامل مع هذا التوتر".
ولفت التقرير، إلى أن "هاليفي يجب أن يعمل باتجاه الحفاظ على العلاقات مع أجهزة الأمن الفلسطينية، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في تراجع كبير".
قوات الاحتياط
وأكد التقرير العبري أن "التحدي الأكبر الذي ينتظر هاليفي هو قوات الاحتياط، التي تعاني من تناقضات كبيرة وعلامات استفهام حول مدى كفاءتها ومدى ملاءمتها للحرب المقبلة".
وتابع: "الخدمة الاحتياطية في الوحدات القتالية أصبحت طوعية، وأعداد جيش الاحتياط تتناقص".
وقال التقرير إن "الجدل السياسي والاجتماعي في إسرائيل له تأثير كبير على قضية جنود الاحتياط في الجيش، وسيكون له تأثر أكبر خلال الفترة المقبلة".
وأردف: "تدفع هذه التحديات هاليفي لمباشرة منصبه الجديد بقوة كاملة، وسيحتاج للكثير من الحوافز والحيل والشجاعة ليس فقط لمواجهة التحديات من الخارج، ولكن أيضًا لمواجهة التحديات السياسية".