(عارة) الداخل المحتل/PNN- بعد أربعين عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي عانق أقدم اسير فلسطيني وهو الاسير ماهر يونس الحرية، فجر اليوم الخميس.
وقال نادي الاسير ان القائد البطل ماهر يونس عانق الحرية صباح اليوم وهو في طريقه الى منزله في بلدة عارة بالداخل المحتل.
واضاف النادي ان عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس حرّا بعد أن أمضى كامل مدة حكمه البالغة 40 عامًا، والآن في طريقه إلى منزل عائلته*.
وقالت عائلة الأسير يونس ان الاحتلال حذرهم من رفع العلم الفلسطيني ونصب خيمة لاستقبال ابنها ماهر يونس أو الاحتفال بخروجه من السجن.
من جهتها قالت وزارة الأسرى والمحررين ان شرطة ومخابرات الاحتلال تنتشر بكثافة في محيط منزل الأسير القائد ماهر يونس قبيل دقائق من وصوله لمنزله لمنع أي مظاهر احتفالية بخروجه.
من ناحيتها قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان "قوات الشرطة تستعد اليوم لإحباط أي محاولة لتنظيم احتفالات بخروج الأسير ماهر يونس في وادي عارة بتعليمات من وزير الأمن إيتمار بن غفير".
الأسير المحرر كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قال انتا "سنستقبل ماهر يونس الاستقبال الذي يليق به رغم التضييقات التي تمارسها قوات الاحتلال".
السيرة النضالية للاسير ماهر بونس
ولد الثائر القائد الأسير ماهر يونس في السادس من كانون الثاني / يناير 1958، في قرية عارة في الأراضي المحتلة عام 1948.
للأسير يونس خمس شقيقات، وشقيق، درس في المدرسة الابتدائية، والثانوية في قرية عارة، وفي المدرسة الصّناعية في الخضيرة، وخلال سنوات أسره حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية.
اُعتقل في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 1983، وذلك على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة (فتح)، وذلك بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه القائد كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهم سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة (وفاء الأحرار) عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.
تعرض ماهر يونس لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام، وبعد شهر من الحكم عليه، أصدر الاحتلال حُكمًا بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد له بـ 40 عامًا.
وعلى مدار سنوات اعتقاله الـ 40، شكّل ماهر بصموده، وفعاليته نموذجًا للعطاء المستمر، وشارك في كافة معارك الحركة الأسيرة، وخلال سنوات اعتقاله فقد والده عام 2008، وحرمه الاحتلال من وداعه، علمًا أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.
الأسير يونس هو أقدم أسير معتقل منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، بعد أنّ أُفرج عن القائد كريم يونس يوم الخامس من يناير الجاري، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل، والإفراجات التي جرت منذ أن اُعتقل، وكان آخرها عام 2014، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه إلى جانب (30) أسيرًا، كان من المفترض أن ينالوا حريتهم ضمن ما عرفت في حينه (بالدفعة الرابعة)، إلا أن سلطات الاحتلال تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه، واليوم تبقى منهم (24) أسيرًا، 20 أسيرًا منهم أمضوا أكثر من 30 عامًا، وإضافة لهم، هناك مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، وأبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، ونضال زلوم، وآخرون.
وستحتفي فلسطين بحرية الأسير ماهر يونس يوم الـ 19 من يناير الجاري بعد 40 عامًا، وهي أطول فترة اعتقال يقضيها أسير في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى جانب القائد كريم يونس.