القُدس المحتلة /PNN / تقرير أحمد جلاجل- الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك تقع بلدة العيساوية المقدسية، وفيها دفع السكان -ولا يزالون- ثمن الاحتلال، فمن أصل ١٢٥٠٠ دونم هي مساحة القرية قبل عام ١٩٦٧، تراجعت مساحتها لصالح الاستيطان ولم يبق منها سوى نحو ٢٤٠٠ دونم، و يطلق الاحتلال على بلدة العيساوية البالغ عدد سكانها نحو ٢٠ ألف نسمة اسم "غزة الصغيرة"، نظرا لسرعة تفاعلها مع الأحداث والرد على اعتداءات الاحتلال، و حرمت سلطات الاحتلال اهالي البلدة من أراضيهم وصادرتها لصالح المستوطنات وجدار الضم والتوسع وما يسمى «الحديقة القومية»، وقد تعرضت البلدة لاعتداءات عديدة واغلاقات واقتحامات على مدار سنوات طويلة من الاحتلال، واعتقل الكثير من سكانها.
وقال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق انه منذ احتلال القُدس عام ١٩٦٧، تمت مصادرة مساحات واسعة من الأراضي في العيساوية لصالح التوسع الاستيطاني، وبناء الشوارع الالتفافية والقواعد العسكرية، ٧ آلاف دونم – ٧٠% من أراضي القرية – تم عزلها عن مركز القرية بواسطة جدار الضمّ والتوسع، إضافة إلى ذلك هناك مخطط من قبل بلدية الاحتلال لإنشاء «حديقة قومية» ستقوم بالتهام ما يقارب ٤٥٠ دونماً من أراضي العيساوية، وتعتبر هذه الحديقة التي ستقام على الأراضي الواصلة بين الطور والعيساوية، أو ما يسمى منحدرات جبل المشارف، الحلقة الأكبر ضمن سياسة مصادرة الأراضي التدريجية والتي بدأت عام ١٩٦٧ وتستمر حتى يومنا هذا لفصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها ووصل المستوطنات ببعضها البعض.
واوضح التفكجي ان هاذين المشروعين الاستيطانيين يطمحان إلى وصل منطقة "E1" ومستوطنة معاليك ادوميم بالقدس، وفي المقابل عزل القدس عن بقية الضفة الغربية، ومنع التواصل الجغرافي الفلسطيني وقطع العيساوية عن شعفاط وعناتا. كجزء لا يتجزء مما يمكن تسميته «الاستعمار البيئي»، تضع الحدائق القومية بيوت الفلسطينيين في العيساوية تحت خطر الهدم، وتمنع أي نمو للبلدة، وتؤدي إلى تقسيمات جديدة في المجتمع المحليّ في المدنية، مؤكداً أن هذا المخطط سيمنع أهالي العيساوية من استغلال أراضيهم لبناء مدارس أو مرافق عامّة تخدمهم.
من جهته اكد ياسر درويش عضو حركة فتح باقليم القُدس واحد سكان بلدة العيساوية ان أهالي العيساوية ينخرطون بقوة في النضال الفلسطينيّ اليوميّ من أجل التحرر الوطنيّ، ويتعرضون لسياسة العقاب الجماعيّ من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي ذلك في صورة اقتحامات شبه يومية، اعتقالات تعسفية، اغلاقات دورية، واعتقالات الأطفال واغلاق المداخل الرئيسية والجانبية للبلدة، بعد أن تم اغلاق المدخل الإضافي بالقرب من الجامعة العبرية للمركبات والمارة، واغلاق المدخل المحاذي لمحطة الوقود، الأمر الذي يلزم المواطنين أكثر من ١٨ ألف نسمة على استخدام مدخل واحد فقط، من بينهم ٢٠٠٠ طالب يتعلمون في مدارس خارج البلدة.
واضاف القيادي في حركة فتح ياسر درويش انّ الاغلاق يعرقل عمل خدمات الطوارئ، ولم يتوقف الامر فقط بإغلاق مداخل البلدة وأيضا الاستخدام المفرط وغير المنضبط لسيارة المياه العادمة في شوارع القرية، والاستخدام واسع النطاق لقنابل الغاز وتوجيهها بشكل مباشر نحو البيوت السكنية والمواطنين.
واوضح درويش ان بلدته "العيساوية" اكتسبت في السنوات السابقة حضوراً واسعاً في الإعلام الدوليّ بعد اضراب ابنها الأسير سامر العيساوي، وقد شارك أهالي البلدة في تظاهرات مساندة لإضراب الأسير العيساوي الذي استمر ما يقارب ٢٧٠ يوماً، وقد كانت ردّة فعل سلطات الاحتلال على هذه التظاهرات المساندة للإضراب عنيفة وقامت بحملة اعتقالات واقتحامات واسعة للبلدة، بالاضافة الى يومنا هذا فما زالت اعتداءات الاحتلال على بلدة العيساوية من اعتقال وتنكيل وهدم منازل وتشريد العائلات واقتحام مقرات المؤسسات المحلية الفلسطينية كان اخرها منع فعاليه لاجتماع الاتحاد العام لاولياء امور الطلاب في مدارس القدس لبحث اخر تطورات التعليم في المدينة المقدسة، حيث اعتدت قوات الاحتلال على المتواجدين في الاجتماع وتم فضه واغلاق المكان بقرار من ما يسمى وزير الامن القومي ايتمار بن غفير، مؤكداً ان هذه الاجراءات لن تثنينا عن حقنا في الوجود في بلدتنا العيساوية والتصدي لاي اجراءات احتلالية بحقها.