الداخل المحتل/PNN- قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأحد، إن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، تنتهجان تكتيكًا مختلفًا في الآونة الأخيرة بالتعامل مع الأوضاع المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وخاصة بعد استشهاد العديد من نشطائهم في جنين وأريحا.
ووفقًا للصحيفة، فإن الحركتان تتبعان نهج "الصبر الاستراتيجي" الذي يفترض أن التصعيد من القطاع سيؤدي إلى رد فعل إسرائيلي أكثر قسوة من قبل، وسيؤدي إلى تراجع العمليات المتصاعدة في الآونة الأخيرة في الضفة والقدس، مشيرةً إلى أن هذه عوامل تبرز أسباب ضبط النفس رغم إطلاق الصواريخ المتقطع والتي كان آخرها الليلة الماضية، إلا أن حماس وإسرائيل تحرصان على عدم الانحراف عن قواعد اللعبة الحالية.
سُمع مسؤول حماس البارز صالح العاروري وهو يقول: "من أجل أن تتطور الحملة في الضفة الغربية في الاتجاه الصحيح ، فإن ضبط النفس مطلوب في غزة".
وتشير الصحيفة إلى مصطلح "الصبر الاستراتيجي" استخدمه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، خلال محادثة مغلقة جرى تسجيلها وتم تداولها لاحقًا، دون أن يعرف مكان وموعد تلك الجلسة التي قال خلالها مسؤول الحركة في الضفة الغربية أن هذا من دروس الأحداث التي جرت في "سيف القدس/ حارس الأسوار" وهي المعركة التي اندلعت في مايو/ أيار 2021.
واعتبرت الصحيفة، الكلمات التي تحدث بها العاروري تشير إلى أنها نابعة من قرار واعٍ ويكشف عن هدف هو السماح للانتفاضة في الضفة باكتساب الزخم دون لفت الانتباه إلى القطاع.
وقال العاروري - كما تنقل الصحيفة على لسانه من خلال التسجيل الذي تتحدث عنه - "هناك من يسأل أين غزة؟، لماذا لا تقف غزة معنا؟! .. ولكن على المستوى الاستراتيجي غزة يجب أن لا تتدخل حتى تتطور الأحداث في الضفة الغربية وتمضي في الاتجاه الصحيح، ولذلك ضبط النفس مطلوب في غزة، لأن دخولها في القتال سيؤدي إلى رد عسكري كبير، مما سيؤدي إلى تراجع نطا النضال الشعبي في الضفة، وهذا ما ظهر في معركة سيف القدس عندما تحول كل الاهتمام من الضفة والقدس إلى قطاع غزة، ولذلك يجب إعطاء المقاومة في الضفة الفرصة للتغلب على المقاومة وتطويرها ومساعدتها بكل الوسائل باستثناء تدخل غزة وإطلاق صواريخ مكثفة أو البدء بحملة عسكرية".
وأكد العاروري خلال التسجيل في رسالة تستهدف إسرائيل أيضًا - كما تقول الصحيفة - أن "استراتيجية الصبر ليست أبدية، وأن قيادة حماس والأذرع العسكرية على استعداد للتدخل وسيفعلون ذلك عند الضرورة، ولكننا طلبنا منهم إعطاء الفرصة للمقاومة بالضفة وعدم التحرك"، محذرًا من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى ساحة صراع مفتوحة على عدة جبهات تتخطى الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن هذا النهج يشاركه أيضًا كبار قادة "حماس" و "الجهاد الإسلامي"، ونقلت عن قيادي في "حماس" أنه حركته تركز على استمرار التصعيد في الضفة والقدس لأن مسؤولية ما يجري سيقع على عاتق السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأن التركيز على القطاع سيؤدي إلى إجراءات عقابية مثل منع العمال من الدخول إلى الخط الأخضر، والحد من دخول وخروج البضائع من القطاع والحد من مساحة الصيد، يضاف إلى ذلك المصلحة المصرية في الحفاظ على هدوء جبهة غزة.
وأشارت الصحيفة إلى الجهود المصرية واستضافتها قيادة "حماس" و "الجهاد الإسلامي"، ولتصريحات خالد البطش القيادي في الأخيرة والذي قال إن الأجواء إيجابية كانت، لكنه اعتبر قتل نشطاء حماس في أريحا واعتقال خضر عدنان في جنين استخفاف بجهود مصر، لكنه امتنع عن الدعوة لإطلاق صواريخ أو أي عمل عسكري آخر، ما يشير إلى أن منظمته تشارك حماس المفهوم الذي تتبناه حاليًا. كما تقول الصحيفة العبرية.
ترجمة خاصة “بالقدس” دوت كوم