رام الله/PNN-نُظم اليوم الثلاثاء، الاعتصام الإسنادي الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسنادًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وخُصص الاعتصام لدعم الأسرى الذين يواصلون لليوم الثامن على التوالي، خطواتهم النضالية (خطوات العصيان)، رفضا لإجراءات "وزير الأمن القومي" الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، والذي أعلنت إدارة سّجون الاحتلال نيتها البدء بفرضها على الأسرى.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أن ما تشهده ساحة سجون الاحتلال ليس غريبا، ويأتي ترجمة لتصريحات المتطرف ايتمار بن غفير، التي هدد فيها بجعل حياة الأسرى جحيماً إذا ما فاز في انتخابات "الكنيست"، وتولى وزارة "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال.
وأضاف أبو بكر أن بن غفير ما أن زار سجن نفحة قبل عدة أسابيع، حتى بدأت حملات النقل والتنكيل ومصادرة الممتلكات والحاجيات بحق مئات الأسرى وفي كل السجون،.
وأوضح أنه توجه على رأس وفد من الهيئة في جولة أوروبية والتقى بدبلوماسيين ومسؤولين وممثلين عن 9 أحزاب لتسليط الضوء على قضية الأسري، فوجد أن الشخصيات التي اجتمع بها أصبحت أكثر تقبلاً لفكرة أن إسرائيل أصبحت دولة فصل عنصري، بما قد يؤسس لتغيير سياسات الاتحاد الأوروبي، التي تجمع دُولُه على تأييد القضية الفلسطينية.
وأشار أبو بكر إلى أن الهيئة وجهت دعوة لبرلمان الاتحاد الأوروبي، لتنظيم زيارة وفد منه إلى فلسطين، تشمل سجون الاحتلال، للاطلاع على أوضاع الأسرى فيها، والتعرف على سياسات الاعتقال الإداري واحتجاز جثامين الشهداء، وأوضاع الأسرى المرضى والأطفال وكبار السن، وضحايا سياسة الاهمال الطبي، والعقوبات المالية التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن وفدا سيتوجه الاسبوع المقبل في زيارة الى العاصمة العراقية بغداد، استجابة لدعوة رسمية بالتوافق مع الجزائر، لطرح المستجدات على ملف الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال أمام مؤتمر البرلمانيين العرب.
من جانبه، أعلن نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم أن اللجنة ستناقش في اجتماع تعقده اليوم، الدعوة لحوار وطني موسع في الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير، ومن خارجها، من أجل لملمة البيت الفلسطيني ومواجهة ما تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضه من تحديات.
وأكد صيدم أن دولة الاحتلال ممثلة بوزيرها بن غفير، لن تتمكن من تنفيذ تهديداتها وعقوباتها بحق الحركة الأسيرة دون رد فعل، وقال: "من يفرض على الفلسطيني حرب استنزاف سيُواجه بحرب استنزاف، وسيواجه بالذئاب المنفلتة التي تخرج من كل مكان".
وشدد على أهمية أن يتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني لشد أزر الأسرى في معركتهم القائمة.
من جانبه، قال المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية طلال دويكات إن على حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن تدرك حقيقة أن اللعب في ملف الأسرى بمثابة اللعب بالنار.
وأكد أن الشعب الفلسطيني مطالب بالمزيد من الفعاليات لنصرة الاسرى على الصعيد المحلي، أو دولياً من خلال الوقفات أمام السفارات والممثليات.
وأضاف: "بن غفير يريد ان يعيد الاسرى لسنوات السبعينات، ويجردهم من الإنجازات التي حققوها على مدار عقود ودفعوا من أرواحهم ودمائهم وسنوات حياتهم ثمناً باهظاً مقابل تحقيقها".
وشدد دويكات على أن رسالة القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تتمثل في الوقوف صفاً واحداً بعيداً عن الانقسام والاختلافات، من أجل الأسرى وفي مواجهة استهدافهم والتضييق عليهم من قبل الاحتلال، الذي يظن أن مصادرة الأراضي والاقتحامات والاغتيالات أنه يستطيع تركيع الشعب الفلسطيني.
وتابع: "نقول لنتنياهو وبن غفير إن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، وإن أسراه الذين يعيشون في خط المواجهة الأول لن يتركوا وحدهم".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية حلمي الأعرج إن الحركة الأسيرة تتصدى بكل قوتها لإجراءات الاحتلال وسياسات الحكومة الفاشية، التي تسعى لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتصفية الحقوق المشروعة ومنها تقرير المصير.
وأضاف: "هذه الحكومة تمارس سياسة ممنهجة من أجل الانقضاض على حقوق الأسرى وحقوقهم ومكانتهم السياسية والنضالية، وأيضاً على وجودهم وحياتهم بالسعي لتشريع قوانين عنصرية في مقدمتها الإعدام، وكأنها تجعل من الحركة الأسيرة عنوانها الرئيسي للانقضاض على الشعب الفلسطيني، لأنها تدرك أن النيل من إرادة الحركة الأسيرة سيؤثر على نضال شعبنا وعلى دوره في مواجهة المحتل".
وأكد أن حكومة الاحتلال لا تدرك الوحدة النضالية والعضوية بين الحركة الوطنية والشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وما بين الحركة الأسيرة، التي هي في طليعة النضال وتخوض الصراع مع الاحتلال وعلى مدار عقود من الزمان ولم تنكسر ولم تهزم يوماً، بل خرجت منتصرة في كل الإضرابات التي خاضتها، ووصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة وقوة.