بيت لحم /PNN/ أطلق مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة، وشريكه الأساسي اتحاد نقابات عمال فلسطين، وحدات تلقي الشكاوى المتعلقة بالعنف والتحرش بمواقع العمل تحت عنوان "اشكي لمين" خلال مؤتمر عقد في البيرة بمشاركة وزارة المرأة ومنظمة العمل الدولية.

وتأتي الحملة ضمن مشروع مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي ضد النساء في أماكن العمل، والمنفذ بواسطة مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة بالشراكة مع شريكه الأساسي الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وبتمويل من صندوق دعم المرأة الأفريقية للتنمية.

وقالت الأزرق مديرة مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة أن حملة "أشكي لمين" تأتي استجابة لحاجة ملحة لدى النساء، خاصة في القطاع الخاص واللواتي يعانين بشكل كبيرة من انتهاكات وعدم التزام من قبل أصحاب العمل، سواء بالحد الأدنى من الأجور أو بشروط بيئة العمل اللائق، وهذا ينعكس على نسبة مشاركة النساء في سوق العمل والتي تعتبر في فلسطين الأدنى على مستوى الإقليم، وبذا تصبح النساء أكثر عرضة للعنف المبني على النوع الاجتماعي بسبب تنامي حدة الفقر الناتجة عن عدم توفر فرص عمل لائقة، فجاءت الحملة لرصد الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في سوق العمل، واتخاذ التدابير من أجل ضمان بيئة عمل لائقة للنساء، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة وكافة المدافعين والمدافعات عن حقوق النساء.

وأكدت الأزرق في حديث مع شبكة فلسطين الإخبارية PNN ان الهدف من اطلاق هذه الوحدة هو إيجاد ملاذ للنساء العاملات  يلجان اليه في حال تعرضهن لأي تحرش او إساءة وبالتالي العمل بشكل مشترك من اجل الوصول لبيئة عمل لائقة خالية من التحرش تبعا للاتفاقيات الدولية التي أعلنت السلطة الفلسطينية التزامها بها.

وأكدت الأزرق أن لدى المركز خطة إعلامية متكاملة سيتم إطلاقها بالتنسيق مع اتحاد نقابات عمال فلسطين، ستتضمن العديد من الأدوات التي ستستخدم لرفع مستوى الوعي لجمهور النساء العاملات لرفع الشكاوى لدى الصناديق المنتشرة في المحافظات،

 كما اشارت الى انه سيكون هناك نشرات تعريفية بحملة اشكي لمين سيتم توزيعها على النساء في مختلف المحافظات.

وتوقعت المديرة التنفيذية لمركز الإرشاد النفسي والاجتماعي أن هذه الحملة ستنجح بجهود وتعاون كافة العاملين عليها، وهي جزء أساسي من الأهداف الاستراتيجية للمركز بدأت بخطوة واحدة وستستمر وتتطور، لأنها من الأدوات الهامة لإنهاء العنف ضد النساء في بيئة العمل.

وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد في حديث مع شبكة فلسطين الإخبارية PNN ان اطلاق وحدات الشكاوي للنساء يهدف الى متابعة قضاياهن خصوصا فيما يتعلق بالتحرش الجنسي سواء كان لفظي او تحرش جسدي حيث تسعى دائرة النوع الاجتماعي في الاتحاد مع الشركاء وخصوصا مركز الارشاد النفسي والاجتماعي لمحاربة هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا وثقافتنا.

واكد ان هذه الحملة تهدف لرصد كل هذه الانتهاكات و لمتابعتها مع العاملات من اجل مساعدتهن على التعرف على كيفية رفع الشكاوي ومتابعتها وكيفية متابعة المؤسسات مشيرا الى اعلان الاتحاد وشركاءه ضمن هذه الحملة لمتابعة هذه القضايا بشكل صريح وكيف يمكن ان نساعد في المحاكم من خلال توكيل محامين قانونين مشيرا الى ان هناك رقم مجاني لتقديم الشكاوي بهدف فتح الفرصة امام النساء العاملات للوصول الى حقوقهن.

بدورها قالت عائشة حموضة مسؤولة دائرة النوع الاجتماعي في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إن حملة أشكي لمين وضعت الخطوة الأولى لمأسسة "الشراكة الحقيقة"، فكلٌّ يتحمل مسؤوليته من حكومة ومنظمات دولية، بالإضافة لمركز الإرشاد والحركة النقابية، وصولاً لبيئة العمل اللائقة.

وأكدت حموضة أن وحدات الشكاوى لن تستقبل الشكاوى فقط، وإنما ستتحسس نوعية هذه الشكاوى في مواقع العمل والتي تشهد كل يوم استحداثاً لطبيعة أنواع العنف الذي يمارس ضد النساء، حيث تم تدريب فرق متحسسة للنوع الاجتماعي والعنف الاجتماعي في مواقع العمل للكشف عن المعلومات التي يصعب على النساء الحديث عنها.

وأضافت عائشة حموضة أنه سيكون هناك تقارير شهرية تعلن عن طبيعة ونوعية هذه الانتهاكات، لبحث آليات المعالجة مع كافة الجهات المعنية والمسؤولة، وصولاً لإيجاد بيئة آمنة خالية من العنف.

وشددت مسؤولة دائرة النوع الاجتماعي في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين على أن المعالجة ستكون بسرية تامة، كما وأشارت إلى أنه وبالشراكة مع مركز الإرشاد وبإشراف منظمة العمل الدولية تم توقيع اتفاقيات في مواقع العمل خاصة بأهمية تضمين اتفاقية 190 للوائح والأنظمة، وهذه خطوة إيجابية نحو آليات تنفيذ للوصول لبيئة عمل آمنة، وإنشاء وحدات في داخل المنشآت الاقتصادية في مواقع العمل، وهذه الخطوة ستساعد وحدات الشكاوى في آليات الحل بشكل سري.

وأشار الحضور من مختلف المؤسسات الاهلية والخاصة الى أهمية هذه الوحدة لتقديم الشكاوي مشيرين ان هذا الموضوع هام لمحاربة والقضاء على قضايا التحرش والاضطهاد في عملهم متوقعين ان تكون هذه الوحدات ناجحة لا سيما انها تعتمد السرية والأمان لكل من تتصل او يتصل بهذه الوحدات.

وقالت المحامية نسرين اشتية ان هذه الوحدات ستساعد الكثير من النساء التي يواجهون ممارسات تحرش او مضايقة في أماكن العمل على تقديم شكاوي بكل مهنية وسرية بما يضمن معالجة ومحاربة هذه الظاهرة و وصول النساء لحقوقهن.