بيت لحم /PNN/ نجيب فراج- يمتلك الاسير الفلسطيني زاهر مقداد مسيرة مليئة بالعطاء والتضحية والفداء من اجل فلسطين وحريتها وكرامة شعبها اسوة بعشرات الاف المناضلين الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل القضية الوطنية الفلسطينية المقدسة فاصبحوا رموزا يحتذى بهم.
جذور الاسير مقداد
تعود جذور الاسير زاهر مقداد لقطاع غزة وقد ولد في العام 1976 بالعاصمة المصرية القاهرة وعاش طفولته هناك الى ان بلغ عمره الثالثة عشرة لينتقل للعيش مع اسرته في مدينة الكفرة الليبية وانتمى لصفوف حركة فتح والتحق بعدد من الدورات العسكرية منها دورة مشاة وصاعقة وكان دوما يمني نفسه بالشهادة دفاعا عن فلسطين ، وقد عاد اليها ضمن مقاتلي الثورة الفلسطينية على اثر اتفاق اوسلو في العام 1994 وفيها اجتاز دورات عسكرية في مجال الدفاع الجوي مما اهله للالتحاق بدورة عسكرية في هندسة المتفجرات ، وعمل في جهاز حرس الرئاسة بمنطقة بيت حانون وخانيونس ورفح وفي العام 1996 انتقل للعمل في منطقة جنين ثم جرى ترشيحه لدورة طبوغرافية في لبنان " دورة في علوم المشي على الخرائط" ثم انتقل ليعمل في محافظة بيت لحم وقد عاش فيها وتزوج من زوجته الحاجة نجلاء وانجبا طلفهما احمد قبل ان يتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال في السادس من اذار من عام 2004 وقد حكم عليه بالسجن المؤبد لمدة 21 مرة وخمسة عشر عاما بتهمة انخراطه في عمليات ضد الاحتلال لصالح كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح وادت هذه العمليات الى قتل وجرح عدد من الاسرائيليين ونفذت معظمها في القدس المحتلة.
متابعة حثيثه لنجله
ويبلغ احمد نجل الاسير زاهر الوحيد اليوم 19 عاما حيث كان عمره لا يتجاوز الخمسة اشهر لدى اعتقال والده وتعرفا على بعضهما البعض من وراء قضبان السجن البغيضة ومع ذلك يقول احمد الذي اجتاز امتحان الثانوية العامة في عام 2021 ويتلقى تعليمه الجامعي الان ان والده استطاع ان يتجاوز قضبان السجن وهو يتابعه عن كثب في مشهد مليء بالتحدي كما كل الاسرى الذين يتابعون عائلاتهم ومرتبطون بها " كان والدي معي طيلة فترات حياتي وفي امتحان الثانوية العامة "كان يدون على ورقة في سجنه مكتوب عليها مواعيد وتفاصيل امتحاناته".
ايمان متأصل بحتمية الانتصار
من جانبه قال محمد الزغلول مدير جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم ان الاسير زاهر مقداد اسير ذو شخصية خاصة فهو مرهف الحس ومنتمي انتماء عضويا بفلسطين وكان دائم الايمان ولا زال بحتمية الانتصار مهما طال العدوان وتغول ولا بد من مواجهته فشعبنا لا يمكن ان ينكسر ولا يمكن ان يرفع الراية البيضاء وهو من داخل السجن يبرق لكل من عرفه ليحيه ويبعث له السلامات في اشارة الى مدى ارتباطه بشعبنا وباصدقائه وقد بقي واقفا وقوف الاشداد حتى في اشد اللحظات ماسوية اذ فقد والدته "ام طلعت" قبل نحو عام ولم يراها سوى مرة واحدة قبل 11 عام حين سمحت سلطات الاحتلال لوالدته التي تقطن في قطاع غزة بزيارته هذه المرة نظرا لاجراءات التقييد الاجرامية على زيارة الاهالي من القطاع لابنائهم في ظل الحصار الشامل والمشدد على اهعلنا في قطاع غزة.
تجربة حقيقية
وقال الزغلول ان الابطال في السجون الاسرائيلية هم اصحاب تجربة حقيقية في العطاء والتضحيه وان سنوات السجن وكل هذا القمع لم يجعلهم ان يترددوا او ان يتراجعوا على ما يؤمنون فيه وتزداد قناعاهم وكل ما تطول المدة في هذه الاكياس الحجرية تزداد القناعة بان النصر قادم لا محاله وهذا ما يلمسه شعبنا من صمود الاسرى المتواصل والذين لا تلين لهم قناة .
حكاية المحكمة
ولعل من ابرز ما سجله الاسير زاهر الذي يطلق عليه"باسد الكطتائب" خلال محاكمته امام المحكمة العسكرية الاسرائيلية في عوفر هو عدم الاعتراف بالمحكمة وعدم الوقوف للقاضي واصفا المحكمة بانها جزء من الالة الحربية الاسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين وتشرع بارتكاب المجازر التي لا تتوقف في كل القرى والمدن والمخيمات وحينها طلب رئيس المحكمة له بالسكوت فرفض ذلك وقال لقد تكلمتم اثناء محاكمتي ساعتين وانا اريد مثلهما حينها طلب القاضي من وحدة حراسة قاعة المحكمة باخراجه واعادته الى السجن ولكن المحامي اسامة عودة الذي كان يتولى الدفاع عنه اعتبر اخراج الاسير من المحكمة هو قرار غير قانوني ولا يحق لهيئة المحكمة ذلك حتى لو ان الاسير رفض الوقوف لان ذلك من حقه.