بيروت/PNN- استيقط اللبنانيون، اليوم الأحد، وهم أكثر انقساما بعد أن قررت حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي تأجيل تقديم الوقت ساعة واحدة بالتوقيت الصيفي مراعاة لشهر رمضان فيما عارضت مؤسسات رسمية كثيرة القرار.
وبدأت المشكلة بعد انتشار لقطات فيديو لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو يطلب من ميقاتي، تأخير العمل بالتوقيت الصيفي العالمي، مراعاة للصائمين خلال شهر رمضان.
وفي لبنان وكثير من الدول الاخرى يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي العام الجاري اليوم الأحد ولكن مجلس الوزراء اللبناني قرر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي حتى 20 (نيسان).
واثار القرار جدلا واسعا في لبنان الذي يشهد انقسامات سياسية وطائفية حادة مزمنة كما يعاني من أسوأ ازمة مالية تعصف بالبلد العربي منذ نيله استقلاله من فرنسا عام 1943.
وأعلنت قوى سياسية مسيحية والبطريركية المارونية رفضها للقرار الذي يأتي في ظل الازمة وتفاقم الخلافات التي حالت دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.
كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الناقل الوطني للبنان تعديل مواعيد إقلاع الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وقالت مواقع اخبارية السبت ان وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات معارضة ومؤيدة للقرار الذي يعتبر الاول من نوعه في تاريخ لبنان الحديث.
وفي تصريحات صحفية السبت اوضح المدير العام السابق لوزارة الطاقة والمياه في لبنان بسام جابر أنّ "أهمية التوقيت الصيفي تكمن بزيادة الإنتاجية وتوفير الطاقة إذ إنّ الشخص يصحو باكراً مع شروق الشمس ويخلد إلى النوم أبكر من المعتاد بساعة واحدة، فيما يتأخّر مغيب الشمس "فنوفّر بالتالي في الكهرباء والإضاءة ونرفع الإنتاجية".
ورأى جابر ان تأجيل التوقيت الصيفي لمدة شهر جيد للصائمين كونه يمنحهم ساعة نوم إضافية صباحاً، ويتيح لهم الاستراحة بعد السحور، ويفيدهم مساء عند الإفطار مضيفا:"هكذا لا يشعرون بطول النهار على مدى شهر كامل، علماً أنّ ساعات الصيام سوف تبقى ذاتها".
واثار القرار انقسامات بين اللبنانيين بين مؤيد ومعارض اذ قال سمير زنتون من مدينة صيدا الجنوبية ثاني اكبر مدينة مسلمة سنية في لبنان:"انا اؤيد هذا القرار لانه يساعدنا في شهر رمضان... ولا اعرف لماذ كل هذه الضجة من البعض."
اما جورج اندراوس من قرية "عين الدلب" قرب صيدا فقال لـ إرم نيوز:"نحن نحترم المسلمين وشهر رمضان المبارك لكن ساعة واحدة لن تشكل فرقا كبيرا... نحن في عصر ارتباط الدول ببعضها البعض وعلينا ان نواكب التوقيت العالمي."
ووفقا لمواقع اخبارية لم يسلم قرار التأجيل من تغريدات بعض السياسيين فثمّة من رأى أنّه "آخر عجائب المنظومة، وهو يعبّر عن سياسة التسويف والتأجيل لكثير من الاستحقاقات الوطنية" في حين غرّد آخر داعياً إلى "إلغاء كلّ مبدأ التوقيت الصيفي فلا معنى له بتاتاً".
كذلك استنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "التلهّي بقرارات اعتباطية بدلا من ان يبادر المسؤلوين الى تحسين الرواتب وخفض الاسعار التي قفزت باكثر من 20 ضعفا.
كما انتشرت بعض النكات الساخرة من القرار حتى قبل ان يتم تطبيقه اذ جاء في احداها"لبناني يسكن غرب بيروت ويعمل في شرق بيروت... انهى عملة الساعة الخامسة عصرا وذهب لبيته فوصل في الساعة الرابعة والنصف."