بيت لحم /PNN / نجيب فراج- ترتبط عادات كثيرة بشهر رمضان المبارك في الاراضي الفلسطينية ويمكن القول ان هذه العادات منها ما هو قديم ومتوارث عن الاباء والاجداد منذ اكثر من قرن ويزيد ومنها ماهو قد استحدث في السنوات الاخيرة، ومن بين معظم هذه العادات والمظاهر ما هو مشترك في العديد من الدول العربية والاسلامية، ومن بعضها ما يمكن ان يقال عنها انها تخص البلد بعينه.
ومن بين العادات التي تظهر جليا في فلسطين سواءا بالاراضي التي احتلت في العام 1967 او في فلسطين التاريخية هو انتشار اضواء الزينة بهذه المناسبة المباركة حيث يبادر المواطنين بشكل بارز بتعليق هذه الاضواء على جدران منازلهم ونوافذها وقد انتشرت هذه العادة وخلال السنوات القليلة الماضية بشكل مكثف وهي تزداد عاما وراء اخر لدرجة انه في بعض المواقع لا يكاد منزلا الا وعلقت عليه هذه الزينة رغم اسعارها المرتفعة.
عادة مرتبطة بالشهر
ويقول محمد القيسي من سكان بيت لحم ان اضواء الزينة اصبحت عادة مرتبطة بهذا الشهر الفضيل مما يضفي على اجوائه مزيدا من الجمال في الشوارع مضيفا ان المواطنين يعلقون هذه الزينة للتعبير عن فرحتهم ايضا بقدوم الشهر الفضيل ومع ذلك يضطر العديد من المواطنين بعدم التعليق وذلك نظرا لارتفاع اسعارها وعدم قدرتهم على شرائها حيث تتراوح الاسعار ما بين 30 الى مائة وخمسون شيقلا الامر الذي يثقل على كاهل المواطنين في هذا الشهر الفضيل.
تنافس الشركات.
ومع ذلك فان اضواء الزينة الرمضانية ان صح التعبير اصبحت من السلع الهامة في هذا الشهر وتتنافس الشركات الموزعة على ذلك فمنها من يستوردها من الخارج وتحديدا من الصين ومنها ما يتم تصنيعه هنا في الاراضي الفلسطينية وهذا ما قاله خالد محسن الذي يملك محلا تجاريا لبيع الادوات المنزلية واضاف في حديث لمراسل"القدس" ان الكثير من هذه المحال تبيع زينة الاضواء بغض النظر عن تخصصها فمكتبات القرطاسية على سبيل المثال تمتليء بهذه السلع وكذلك محال الالعاب ومحال بيع الادوات المنزلية وفي بعض الاحيات بقالات المواد التموينية تعرض ايضا مثل هذه السلع نظرا للاقبال الكبير عليها من قبل المواطنين.
الزينة في الشوارع
ومما يلاحظ ايضا انه وفي السنوات الاخيرة بدأت البلديات بشكل عام تعلق الزينة في الشوارع والاماكن والساحات العامة ومن بينها مصابيح كبيرة مضاءة باضواء اخذة وتعلق على مفارق الطرق والدواوير المختلفة في المدن والبلدات والقرى وحتى في المخيمات، ولعل زينة البلدة القديمة في القدس ومحيط الحرم القدسي الشريف هي الاكثر تميزا بهذا الاتجاه والجميع يتحدث عن هذه الزينة للعديد من الاسباب ومن بينها المكانة المقدسة لهذه المواقع ولا شك ان شهر رمضان بمظاهره المختلفة يحضر بقوة وخاصة في ساعات الليل ما بعد الافطار وتمتد ما بعيد وجبة السحور وهذه المظاهر يتمسك بها المواطنين رغم تنغيص قوات الاحتلال التي عادة ما تقوم باجراءات عسكرية في منطقة باب العامود وباقتحام المدن والبلدات والمخيمات في ساعات السحور الرمضانية لتنفيذ حملات اعتقال غاشمة ويتخلل ذلك وقوع ضحايا في صفوف ابناء شعبنا على مر السنوات الماضية.
وجبات سحور في المطاعم
ومن بين العادات الرمضانية الحديثة التي بدأت تنتشر في السوات الاخيرة هي تناول وجبات السحور في المطاعم التي تقدم وجبات خفيفة كالفلافل والفول والحمص واكلات شعبية اخرى حيث تفضل بعض العائلات ارتياد هذه المحال مع ابنائها وهذه المظاهر تتكثف في مدينة رام الله والخليل ونابلس ومدن اخرى في الداخل كالناصرة وام الفحم وسخنين على الاغلب في مظاهر يحبها الاطفال كثيرا، وهذا يترافق بالسهر في الشوارع حتى وجبات السحور ومن ثم يذهب المواطنون الى الخلود للنوم بعد صلاة الفجر.
ومن بين العادات الحديثة في رمضان هو قيام الشبان باطلاق الالعلاب والمفرقعات في الايام الاولى لحلوله تعبيرا عن الفرحة والابتهاج كذلك اقدام المحال التجارية المزينة في الايام الاولى باطلاق اغاني تتعلق بقدوم الشهر الفضيل وابرز هذه الاغاني "رمضان جانا بعد غياب وافرحنا له" للمطرب محمد عبد المطلب وعندما ينتهي رمضان ويثبت هلال العيد يسمع المرء في الشوارع اغنية ام كلثوم "يا ليلة العيد انستينا".
وجبات رمضان
اما من بين العادات القديمة والمتأصلة ولا زال الفلسطينيون متمسكون بها بقوة ويسوعونها هي العزائم التي لم تصبح محصورة فيما يطلق عليه"عزومة الولايا" اي دعوة البنات المتزوجات لتناول طعام الافطار مع زوجها وابنائها في بيت والديها او بيوت اشقائها بل توسعت هذه العزائم وفي اوقات اخرى على الاصدقاء اي يقوم الشاب بدعوة اصدقائه على بيته او البنت بدعوة صديقاتها وزميلاتها في العمل او في الجامعة على مادبة افطار خاصة او يقوم الوالد بدعوة انسبائه ايضا ومعارافه الى مأدبة افطار اخرى وكلها منفصلة عن بعضها البعض.
القطائف الطنافة النابلسية
وما يلاحظ ايضا وفي كل رمضان وفي كل البلدان العربية والاسلامية هو انتشار وجبة القطائف التي لا يمكن ان تكون الا في الشهر الفضيل ولكن ايضا توسع المواطنون في ان يشكلوا بتناول هذه الحلويات فالكنافة النابلسة ايضا حاضرة في رمضان والمقصود هنا ليس في نابلس وحسب فكل مدينة فيها محلات يطلق عليها"الكنافة النابلسة" التي وصلت شهرتها للاردن وسوريا ايضا.
افطارات جماعية
وفي موضوع العزائم في رمضان يقول الناشط المجمعي احمد سالم ان ما يلاحظ ايضا بان الافطارات الجماعية اصبحت منتشرة في بلادنا بشكل كبير والمقصود هنا ان العديد من المؤسسات تقوم باعداد وجبات الافطار سواءا لموظفيها او معارفها وعلاقاتها وهذه الافطارات اما تتم في المطاعم او الفنادق وهناك مؤسسات اجنبية تعمل في بلادنا تدعو موظفيها لمثل هذه المناسبة وتحديدا هيئة الصليب الاحمر الدولي التي تحرص على اقامة هذه المأدبة في كل رمضان وكل مدينة على حدة وتحرص على دعوة الصحافيين وممثلي بعض الفعاليات المختلفة.
مظاهر التكافل
ولا شك فان من بين العادات المتأصلة بل وتوسعت ايضا ما يعرف بالتكايا التي تقدم الوجبات الرمضانية اليومية للعائلات المحتاجة وابرز هذه التكيات تكية سيدنا ابراهيم الخليل وتكية نابلس وتكية ستنا مريم اضافة الى تكيات في بلدات ومخيمات اخرى كتكية "مخيم عايدة " التي يقيمها مركز جمعية الرواد وبالتعاون مع عدد من المؤسساتـ اضافة الى مظاهر اخرى للتكافل الاجتماعي وهي الزيارات التي يقوم بها ممثلو القوى والمؤسسات المختلفة الى عوائل الشهداء والجرى والاسرى للتضامن معهم في هذا الشهر الكريم التي بلا شك تكثر به مظاهر التضامن والتكافل والتعاضد وما احوج مجمتعنا لها بهذه الظروف العصيبة كما قال النائط سالم