القدس /PNN / أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في إسرائيل اليوم الإثنين، إلغاء الاستقبال الدبلوماسي للاحتفال بيوم أوروبا "لأننا لا نريد أن نقدم منصة لشخص تتعارض آرائه مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي" في إشارة إلى وزير ما يسمى "الأمن القومي" إيتمار بن غفير.
وجاء القرار الأوروبي بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية إرسال بن غفير لتمثيلها في الحفل، حيثقال سفير ألمانيا في إسرائيل ستيفن سايبرت "أتمنى لو لم نضطر لإلغاء الحفل، لكنه كان كذلك".
ورداً على ذلك، نقلت القناة 12 العبرية مهاجمة بن غفير للاتحاد الأوروبي، قائلاً: “خسارة أن الاتحاد الأوروبي الذي يدعي أنه يمثل قيم الديمقراطية والتعددية الثقافية، يمارس كم أفواه غير دبلوماسي”.
وفي ذات السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزارة الخارجية الاسرائيلية قولها إن إلغاء الحفل الأوروبي يعتبر "صفعة في وجه إسرائيل". وذكرت الصحيفة أن القرار جاء بعد مشاورات أجراها سفراء الاتحاد الأوروبي في إسرائيل مع مكتب العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وبينت "يديعوت" أن "تمثيل بن غفير لإسرائيل لم يكن مقصوداً ولكنه حسب ترتيب دور الوزراء، ومع إصراره على المشاركة في الحفل لم يكن بإمكان سكرتاريا الحكومة الإسرائيلية منعه من ذلك".
وأوصى سفراء أوروبيون في إسرائيل بإلغاء الخطابات خلال حفل استقبال سنوي في "يوم أوروبا" في سفارة الاتحاد الأوروبي في تل أبيب كان مقرراً غداً، بهدف منع بن غفير من إلقاء خطابه في الحفل، الذي انتدبته الحكومة الإسرائيلية للمشاركة فيه.
وذكرت صحيفة "هآريتس" أن السفراء الأوروبيون وضعوا توصيتهم خلال لقاء خاص عقدوه صباح اليوم الاثنين، ونقلت عن دبلوماسيين شاركوا في لقاء السفراء قولهم إن جميع السفراء، باستثناء سفيري بولندا وهنغاريا، عارضوا مشاركة بن غفير في حفل الاستقبال.
كذلك اقترِح خلال اللقاء تأجيل الحفل لعدة أيام، من أجل إعطاء الحكومة الإسرائيلية فرصة لإيفاد مندوب آخر غير بن غفير، لكن السفراء تخوفوا من إصرار بن غفير على الحضور إلى الحفل.
وقال أحد المشاركين في لقاء السفراء للصحيفة إنه “ما زال بإمكان بن غفير الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام، لكن لسنا ملزمين بمنحه منبراً محترماً مع ميكروفون وأعلام”.
ولفت دبلوماسي أوروبي آخر إلى أنه حتى في حال إلغاء الخطابات، فإنه سيفضل قسم من السفراء الأوروبيين التغيب عن الحفل بسبب مشاركة بن غفير فيه.
وبحث السفراء في إمكانية إجراء معارضي الحكومة الإسرائيلية مظاهرة قرب سفارة الاتحاد الأوروبي، للاحتجاج ضد مشاركة بن غفير، وأن أمراً كهذا يستوجب استعداداً أمنياً أكبر من الاستعداد الأمني المقرر.
وأعلن بن غفير، أمس، أنه مصرّ على إلقاء خطاب خلال حفل الاستقبال، بالرغم من طلبات واضحة من جانب الاتحاد الأوروبي ودول بارزة فيه لإيفاد وزير آخر إلى الحفل ولا يكون من صفوف أحزاب اليمين المتطرف والعنصري.
وقال بن غفير إنه يعتزم توجيه انتقادات خلال خطابه في الحفل للسياسة الأوروبية المتعلقة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأرغم هذا الحدث دول أوروبية لأول مرة منذ تشكيل حكومة نتنياهو على الدخول إلى صدام مباشر مع وجود اليمين المتطرف والعنصري في الحكومة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله إن سياسة معظم الدول الأوروبية حتى الآن، وكذلك سياسة الاتحاد الأوروبي نفسه، كانت البحث عن تعاون مع جهات في الحكومة تعتبر معتدلة، وتجاهل أحزاب اليمين المتطرف والعنصري، برئاسة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.