بيت لحم /PNN/ شكلت فعالية نصب شواهد القبور الخاص بالعائلات المهجرة وقراها والتي تم تنظيمها تحت عنوان حتى الأموات سيعودون في رمزية محاكاة العودة الحتمية لقرانا المهجرة احياء وامواتا و وفاء لوصية الإباء والاجداد بعدم التفريط بحق العودة شكلت هذه الفعالية استفزازا لجنود الاحتلال الذين قمعوا المواطنين عبر اطلاق قنابل الغاز على المشاركين فيها.
وقام جنود الاحتلال بأطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع اتجاه المواطنين الفلسطينيين الذين جاؤوا للمشاركة في وضع شواهد للقبور تحمل أسماء العائلات والقرى التي هجروا منها بفعل النكبة المستمرة منذ سبعة وخمسون عاما.
الفعالية تم تنظيمها بدعوة من حراك العودة الشبابي في مخيمات اللاجئين حيث يضم الحراك مجموعة من المؤسسات التي تعمل في مجال حقوق اللاجئين وعلى راسها حق العودة وبمشاركة شخصيات وطنية ورسمية وممثلي للفصائل والمؤسسات المختلفة حيث شارك بالفعالية وزير المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع وعضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد عبد النبي اللحام ومحمد المصري امين سر فتح إقليم بيت لحم وأعضاء من إقليم فتح بالمحافظة وعدد من أعضاء المنطقة التنظيمية لحركة فتح بالمخيم ورئيس وأعضاء اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم بيت جبرين "العزة" كما وحضر الفعاليات عبد الله الزغاري مدير عام نادي الأسير في الضفة الغربية وخالد الصيفي مدير مؤسسة ابداع وناجي عودة مدير مؤسسة الشروق ورئبال الكردي المدير التنفيذي لجمعية الرواد للثقافة والفنون ومنذر عميرة مدير مركز شباب عايدة وممثلي تعاونية ريحانة.
وقال منذر عميرة رئيس مركز شباب عايدة الاجتماعي ان هذه الفعالية تأتي للتأكيد على حق شعبنا بالعودة الى الديار التي هجروا منها بفعل النكبة قبل خمسة وسبعون عاما وللتأكيد على ان من حق الناجين من محرقة النكبة التي نفذتها عصابات الصهيونية ودولة الاحتلال والذين قضوا ورحلوا وهم يحلمون بالعودة الى الديار من حقهم علينا جميعا ان نعمل الى إعادة رفاتهم الى قراهم الاصلية ليدفنوا فيها.
وأضاف عميرة ان هذه الفعالية فعالية رمزية لكنها كبيرة في معانيها وهي ترد على قادة الاحتلال الذين قالوا ان الكبار يموتون والصغار ينسون ونحن نقول لهم ان الصغار لا ينسون وان الكبار سيعودون مهما طال الزمان او قصر مشددا على ان قمع الاحتلال للفعالية يعكس جبنه وخوفه من حقيقة وحق العودة لان الاحتلال يدرك حجم الجريمة التي اقترفها ويدرك ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم مشددا على ان حق الأموات علينا ان نعيدهم الى قراهم.
بدوره قال الوزير عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية ان هذه الفعالية تحمل رسالة قوية من الشعب الفلسطيني مفادها ان من حق اللاجئين ان يعودوا الى ديارهم التي هجروا منها عام 48 حتى ولو كانوا امواتا مضيفا ان الرسالة تقول أيضا ان هذا الحق الاممي ليس للأحياء بل ان الأموات الذين رحلوا وهم يحلمون بقراهم الاصلية لن يستقروا في قبورهم حتى يتم اعادتهم
كما أشار قراقع في حديثه مع شبكة فلسطين الإخبارية PNN ان الشعب الفلسطيني مجمع ان حق تقرير المصير لشعبنا لا يمكن ان يتم الا بالحرية والاستقلال وحق العودة وهي مبادئ وثوابت أساسية لشعبنا وليست قابلة للتفاوض.
واكد قراقع ان إسرائيل تراهن بعد مرور 75 عاما على النكبة ان الزمن سوف ينسي اللاجئين الفلسطينيين حق العودة تحت شعار الكبار يموتون والصغار ينسون مشددا على انه من الواقع و من الواضح ان هذه المقولة ثبت فشلها حيث يتمسك كل جيل بحق العودة ويحمل مفتاح العودة ويواصل الكفاح الوطني الفلسطيني بشكل اقوى اعتمادا على التمسك بالحقوق.
من جهتهم عبر العديد من اللاجئين في مخيمات بيت لحم من مختلف الاعمار عن تقديرهم لهذه الفعالية وراسلتها مؤكدين انهم يتذكرون اليوم الإباء والاجداد الذين كانوا يوصون بالعمل على تحقيق حق العودة وبالتالي فان هذه الفعالية تذكر الجميع بهذا الحق للأحياء والاموات.
وفي هذا الاطار قال جمال الكرام لاجئ فلسطيني من قرية المالحة وهو في أواخر الخمسينيات من عمره انه جاء اليوم للمشاركة بهذه الفعالية لأنها لامست مشاعره وذكرته بوالديه وجده الذين اجبروا على ترك قرية المالحة بفعل نكبة فلسطين عام 1948.
وأضاف الكرام ان هذه الفعالية تحي فيه امل العودة وتساهم بتعزيز ثقافة حق العودة لدى الأجيال الشابة حيث تؤكد لهم ان ابائهم واجدادهم حلموا بهذا الحق ولا بد لهم ان يعملوا على تحقيقه شاكرا حراك العودة على هذه المبادرة الخلاقة.
امام الشاب عبد القادر احمد أبو سرور من قرية بيت نتيف في العشرينيات من عمره فقد أشار الى انه جاء للمشاركة بالفعالية للتعبير عن تمسكه بحق العودة مشيرا الى انه يسمع والده يتحدث عن بيت نتيف وحبه لها وكيف كان جده يروي تفاصيل القرية ورغبته بالعودة اليها مشددا على ان هذه الفعالية تذكره وجيله بالسعي والنضال من اجل تحقيق هذا الحق لمن هم احياء وإعادة جثامين من قضوا ليدفنوا ويرتاحوا في قراهم.
هذا وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقمع الفعالية عبر اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع كما اطلق قنابل الغاز اتجاه فعالية أخرى لمركز لاجئ قبلها وهي فعالية اطلاق طائرات ورقية تحمل اعلام فلسطين وشعارات حق العودة حيث قام جنود الاحتلال بأسقاط الطائرات الورقية واطلاق قنابل الغاز اتجاه الأطفال.