منظمة التحرير الفلسطينية وحماية الحقوق الوطنية بقلم : سري القدوة
ما من شك ان الأولوية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة هي تصليب وتقوية الجبهة الداخلية وانخراط الجميع في وحدة وطنية شاملة في إطار منظمة التحرير ومحاصرة وعزل كافة الأصوات والظواهر الشاذة التي تسعى للنيل من وحدة نضال شعبنا وصموده الأسطوري في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة وأراضي عام 1948 والوقوف وقفة رجل واحد من اجل دعم المشروع الوطني وحماية المسيرة النضالية ووضع حد لكل من تسول له نفسه بالعبث والتخريب، فالمؤامرة شديدة ومتعددة الاطراف ومتشعبة وتحتاج للوحدة الوطنية والحرص من قبل الجميع على دعم الجهود الوطنية وحماية الشعب الفلسطيني .
منظمة التحرير الفلسطينية أثبتت في كل المحطات أنها القادرة على المضى قدما في تحقيق اهداف الشعب الفلسطينيى الوطنية والمتكاملة وعملت على حماية الانجازات الوطنية وحافظت على الحقوق التاريخية الفلسطينية ودافعت عنها واستطاعت بتضحيات مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني ليكون نابعا من صميم الارادة الوطنية الحرة للشعب الفلسطيني وانتزعت حقها بتمثيل شعب الشعب الفلسطيني فكانت هي الدولة وليست حزبا بالدولة في كافة وحصلت على الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس وكرست هذا الاعتراف بالانضمام للعديد من المنظمات الدولية الفاعلة وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية .
منظمة التحرير التي قدمت مئات الآلاف من الشهداء والأسرى وعلى رأسهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات لا تحتاج شهادة من احد وان اي مواقف لمن كانوا يتجاهلون الدور الوطني للمنظمة وإثارتهم للتوتر في العلاقات الوطنية ودعوتهم لبث الفرقة في صفوف الشعب الفلسطيني يعد ويشكل تجاوزا للدم الفلسطيني وأكبر هدية للاحتلال ويهدف الي تعكير صفو العلاقات الداخلية الوطنية التي تنامت في ظل الصمود المقاوم والتضحيات للشعب الفلسطيني وخاصة خلال الحرب الاخيرة والعدوان على قطاع غزة .
بات من المهم والضروري من كافة قوى وفصائل منظمة التحرير إدانة السلوك العصبوي الذي يحمل بذور الفتنة ويعزز الصراع الداخلي والعمل من قبل جميع الفصائل التحرك لإسكات كل ابواق الفتنة والحفاظ على الأجواء الإيجابية التي تطالب بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وحماية انجازات الشعب الفلسطيني الوطنية والالتفاف حول منظمة التحرير والدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني وحماية الدولة الفلسطينية وأن منظمة التحرير ستبقى تدافع عن القضية الفلسطينية رغم كافة التحديات .
اصبح الحاجة الفعلية لتفعيل وتطوير منظمة التحرير ضرورة ملحة وباتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى من خلال تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي والإسراع باتخاذ ما يلزم من إجراءات عملية لصالح تعزيز دور مؤسساتها كونها العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني أينما وجد ومن اجل تفويت الفرصة لهؤلاء التجار الذين يتاجرون بالدم الفلسطيني مستهدفين النيل من المشروع الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
منظمة التحرير لم تنتزع شرعيتها من خلال التوسل مع بعض الأطراف الإقليمية او البحث عن طرق للالتفاف عن الشعب الفلسطيني وإنما بتمثيل الشعب الفلسطيني وتكون حريصة على عدم العودة إلى مربع الصراع والتخوين والتكفير لأن هناك مسؤولية وطنية عالية تجاه المعاناة الفلسطينية في ظل المناخ الدولي الذي فرضته القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية وحالة التضامن الغير المسبوق مع الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي والعربي والتي تجسدت بنضالات وتضحيات مئات الآلاف من شعبنا وهى من كتبت بالدم اسم فلسطين عاليا في سماء العالم .