الداخل المحتل/PNN- كشفت صحيفة "معاريف" الإسرئيلية، تفاصيل جديدة عن الاشتباك الذي دار بين الجندي المصري منفذ عملية الحدود يوم السبت الماضي ومع القوة الإسرائيلية التي ذهبت لتلاحقه.
وقالت الصحيفة إن "الجندي المصري أطلق النار وقتل الجنديين ليا بن نون وأوري يتسحاق إيلوز، ثم خطط لمسار تسلل له ودرس الموقع وعرف كيف يصل إلى تلك النقطة، ووصل إلى مكان يبعد قرابة 150 مترا من المدخل الذي أوصله إلى الداخل المحتل، ثم أطلق النار على الجنود في نقطة الحراسة في الساعة السادسة صباحا تقريبا".
وأشارت معاريف إلى أنه تم الإبلاغ عن سماع أصوات طلقات نارية قرابة الساعة السادسة، لكن الأمر لم يلق اهتماما خاصا، لأن سماع الطلقات النارية في هذه المنطقة أمر شائع.
وفور إدراك مقتل الجنديين الإسرائيليين، تم التعرف على الجندي وتحديد موقعه على بعد نحو كيلو متر ونصف وتقرر الاقتراب منه والإمساك به.
وأوضحت معاريف أن الجندي استخدم حجارة كبيرة وأعد لنفسه مأوى، وخلال المواجهة الأولى بعد حلول الساعة الحادية عشرة ظهرا بقليل، أطلق الجندي النار على الرقيب أول بالجيش الإسرائيلي أوهاد دهان، من مسافة نحو 200 متر وقتله وبعد ذلك، قامت القوات الإسرائيلية بفتح نيران مكثفة على الجندي المصري وقتلته.
وكشفت تحليلات إسرائيلية لخبراء عسكريين في الصحف الإسرائيلية الصادرة الأحد، أن تسلل الجندي المصري داخل إسرائيل أمس السبت هو الثاني خلال 3 أشهر بعد التسلل من لبنان وتفجير لغم في مفترق "مجدو" مما يؤكد فشل منظمة أمن الحدود التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتساءل الخبراء الإسرائليون هل يوجد مؤشر على تغيير كبير للأسوأ عند حدود مصر؟، وهل هناك تخوف من عمليات تنطلق من غزة لسيناء وأسر جنود إسرائليين؟.
ووصف، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، في تقرير له، مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بنيران شرطي مصري، صباح السبت، بأنه "إخفاق" كبير للجيش الإسرائيلي، يستوجب تحقيق عسكري معمق، "من أجل الكشف عن الخلل" الذي مكن جنديا مصريا من "التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، وكذلك من أجل إعادة النظر في المفهوم الدفاعي على طول الحدود، التي وضعها الجيش الإسرائيلي في أدنى سلم أولوياته بسبب الهدوء النسبي فيها".
ومنذ أمس، تجري محادثات مكثفة بين أجهزة الأمن الإسرائيلية وقوات الأمن المصرية، "في محاولة للتأكد من عودة الهدوء إلى الحدود واستيضاح ما إذا كان للجندي المصري شركاء، علموا بخطته أو بتخطيطها".
ورجح هرئيل أن الشرطي المصري نفذ الهجوم "بعد تحول أيديولوجي راديكالي، سواء كان ذلك بتأثير منظمة إسلامية أو كتماثل مع الكفاح الفلسطيني ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن اتجاها آخر يجري التحقيق فيه هو أن الشرطي المصري "انتقم لعملية تهريب مخدرات جرى إحباطها".
وأضاف هرئيل أن القوات الإسرائيلية عند الحدود مع مصر، "حيث مستوى الخطر فيها يعتبر متدن نسبيا" ليست مدربة بشكل كبير. ويتم نشرها في هذه المنطقة "من أجل تحرير الأولاوية العسكرية النظامية للقيام بتدريبات وعمليات عسكرية في المناطق الأكثر اشتعالا، مثل حدود لبنان والمناطق" الفلسطينية المحتلة.
واعتبر أن "المطلوب استيضاحه الآن هو ما إذا هناك مؤشر على تغيير كبير للأسوأ عند حدود مصر، وبشكل يستوجب نشر قوات أخرى".
ورفض هرئيل أقوال التيارات الدينية في إسرائيل بأن ضعف القوات المنتشرة عند هذه الحدود نابع من أنها مختلطة، يخدم فيها الرجال والنساء.
وأضاف: "الأبحاث التي أجراها الجيش تدل على أن المستوى العسكري للمجندات معقول وحوافزهن أعلى من معظم الرجال الذين يخدمون في هذه الكتائب".
ولفت هرئيل إلى أنه "معلوم منذ سنوات أن مستوى العمل الاستخباراتي في هذه المنطقة منقوص، وهذا مرتبط بسلم الأولويات من حيث رصد الموارد. كما أنه بالرغم من أن الجدار الذكي نسبيا الذي أقيم عند الحدود مع مصر، قبل عشر سنوات، يمنع مجيء طالبي اللجوء والباحثين عن عمل من أفريقيا، إلا أنه ليس مغلقا بإحكام، و وشبكات التهريب البدوية، من كلا جانبي الحدود، تنجح في الالتفاف على الجدار غالبا، بالرغم من نجاحات إحباط التهريبات التي يسجلها الجيش الإسرائيلي والشرطة".
واعتبر المحل الإسرائيلي أن نجاح الشرطي المصري بالتسلل عبر الحدود ومهاجمة الجنود الإسرائيليين، "من شأنه أن يقود إلى محاولات أخرى لعمليات تقليد، وبضمن ذلك إمكانية إرسال مخربين من غزة إلى سيناء ومنها إلى إسرائيل، أو إمكانية اختطاف جندي إسرائيلي عند الحدود".
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن هذا ثاني تسلل للحدود الإسرائيلية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك بعد أن تسلل شخص من لبنان لمسافة 70 كيلومترا تقريبا، في مارس الماضي، وتمكن من الوصول إلى مفترق مجدو، ووضع عبوة ناسفة، تسبب انفجارها بإصابة خطيرة لإسرائيلي. وقتل جنود إسرائيليون المتسلل عند الحدود مع لبنان لدى عودته إليها.
وأضاف يهوشواع أن الادعاء بأن الحدود المصرية الإسرائيلية بطول 230 كيلومترا، ولذلك مستوى الاستنفار في القوات الإسرائيلية متدن، لا أساس له أبدا، ففي هذا المحور توجد عمليات تهريب ليليا، ومطاردات ساخنة تشمل اشتباكات مسلحة مع مهربي مخدرات وأسلحة. والتوتر العسكري هناك مرتفع أكثر من جبهات أخرى مثل غزة ولبنان".
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي، أن "المنظومة الدفاعية الإسرائيلية انهارت، أمس. وهذا حدث يفترض أن يذكّر قيادة الجيش الإسرائيلي، وكذلك وزير الدفاع، يوآف جالانت، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذين يتحدثون كثيرا عن مهاجمة إيران، بأن يبحثوا قبل ذلك في جهوزية قواتهم البرية".
ولفت يهوشواع إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، "بذل جهودا كثيرة في تطوير سلاحي الجو والاستخبارات، ويتعين على رئيس أركان الجيش الحالي، هيرتسي هليفي، أن يبذل جهدا من أجل إغلاق الفجوة في سلاح المشاة الضعيف".