رام الله /PNN/ نظّمت الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة٬ الاثنين 5 يونيو 2023، حفل إطلاق كتاب "حكايات متشابهة، الزوجات، جيم الجنة في الجحيم" من تأليف القاضية صمود ضميري في مدينة رام الله. وجرى حفل الإطلاق بحضور قضاة ووزراء وكتاب وأدباء، وعدد من الشخصيات الدينية والوطنية.
يُعَد هذا الكتاب إسهاماً مميزاً في برنامج الشابات من أجل التوعية، الوكالة، المناصرة والمساءلة الذي ينظمه مكتب العدالة بين الجنسين في الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع شبكة Faith to Action وبتمويل من وزارة الشؤون الخارجية في حكومة هولندا.
بدأ الحفل بلحظة صمت تكريماً لأرواح الشهداء، تلاها عزف النشيد الوطني. ثم ألقى المطران د. سني إبراهيم عازر، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية تعزيز المساواة في النوع الاجتماعي وتسليط الضوء على دور المرأة في جميع المجالات، بما في ذلك المجال القضائي. وأشار المطران إلى أهمية دعم وتشجيع المبادرات الثقافية والأدبية التي تسهم في تغيير الواقع وتعزيز دور المرأة في المجتمع، مؤكداً على استمرار التعاون والشراكة في تحقيق أهداف المساواة والعدالة الاجتماعية. وأشادت وزيرة شؤون المرأة، د. آمال حمد، بإصدار الكتاب وبدور القاضية صمود ضميري في تقديم إسهام مميز للتوعية وتعزيز المساواة بين الجنسين. وأوضحت حمد أن الكتاب يضم 21 قصة حقيقية لنساء عانين، ويسلط الضوء على دور الاحتلال في تعزيز الانقسامات في المجتمع، معبرةً عن أملها في أن يساهم الكتاب في تعزيز الوعي حول قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية.
ومن جانبه، أعرب د. المتوكل طه٬ الكاتب والشاعر الفلسطيني٬ عن تقديره للجهود المبذولة في في توثيق القصص، وأشاد أن الكتاب يسعى إلى تعزيز الوعي الجماعي وتشجيع المجتمع على النقاش البنّاء والتحليل الذاتي والتفكير النقدي في سبيل تحقيق التقدم والتغيير الإيجابي.
هذا وقد ألقت القاضية صمود ضميري كلمة شكرت فيها جميع الحضور، وأعربت عن رغبتها في أن تروي حكايات حقيقية لنساء لم تستطع نسيانها خلال مسيرتها القانونية، مؤكدة على تسليط الضوء على هؤلاء النساء المعنفات اللواتي تعرضن لحرمان من حقوقهن، مثل حق الميراث او القتل على خلفية الشرف، او الحرمان من حضانة أطفالهن. وشددت على أن بناء الوطن لا يكتمل مع وجود نساء يعيشن في حالة خوف وقلق. وأوضحت رغبتها في إحداث تغيير اجتماعي جذري يضمن المساواة والعدالة للمرأة الفلسطينية من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بتلك القضايا وضرورة التصدي للظلم والتمييز الذي تعاني منه النساء في المجتمع.
وأكد د. عمار الدويك، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على أهمية الأدب والثقافة في نشر الوعي وتعزيز التغيير الاجتماعي معتبراً إياه نموذجاً يسعى الى تمكين الضحايا ومنحهن صوتاً. ومن ناحيتها تحدثت القاضية سكارلت بشارة، أول قاضية في المحكمة الكنسية، عن إنشاء "مجلس الحكيمات" بالتعاون مع القاضية صمود الضميري، الذي سيعمل على تمكين النساء ومحاربة العنف وتعزيز الوعي الجماعي وتقديم تفسيرات جديدة للنصوص الدينية ومواجهة التفسيرات الذكورية التي تستخدم لقمع المرأة. وفي ختام الحفل، قدمت رنان عيسى أبو شنب، مديرة برنامج العدالة بين الجنسين في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، الشكر لحضور الحفل والمتحدثين على مشاركتهم وتقديمهم للمساهمات القيمة وأعربت عن أملها في أن يكون الكتاب والمناقشات التي أثيرت خلال الحفل سبباً لتعزيز الوعي حول قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية كما اكدت على أهمية استمرار العمل المشترك لتحقيق التغيير الإيجابي من أجل بناء مجتمع أكثر تعاوناً وعدلاً وتقدماً للجميع.
.