بيت لحم/PNN/ نجيب فراج- يبلغ الأسير الفلسطيني إسماعيل موسى عبيات من العمر 55 عاما وهو من سكان مدينة بيت لحم أمضى نصفها داخل المعتقل ولا يزال ومن بينها مدة ليست بالقصيرة وهو مطارد.
اعتقل الاسير عبيات في المرة الاخيرة قبل 20 عاما خلال عملية للجيش الاسرائيلية استهدفته بعد ان كان مطاردا وحكمت عليه قوات الاحتلال بالسجن المؤبد ست مرات بتهمة انتمائه لكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح وتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية.
فقدانه لنجليه
يقول نادي الاسير الفلسطيني في تقرير له عن الاسير العبيات بان لديه اربعة ابناء كانوا صغارا لحظة اعتقالهم وخلال فترة اسره فقد اثنين منهم وقد حرمته قوات الاحتلال من وداعهم وحتى السماح له بالمشاركة في تقبل العزاء فيهما.
وبهذا الصدد قال محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم بان الاسير عبيات واجه الظروف القاسية المتلاحقة وعلى راسها فقدان اثنين من ابنائه بمواقف رجولية لا تنسى رغم الام الحدث وقساوته ولم يفقد الامل في التحرر من هذا القيد الاليم، وان دل وفاة ولديه على شيء فانما يدل ان السجن اسلوب نازي تستخدمه قوات الاحتلال بمزيد من القمع والتغول في التعذيب وحرمان الاسرى من كل ما هو انساني والمس بحقوقهم ولكن هذا الظلم لا يمكن ان يستمر وان عتمة الزنزانة لها اخر مهما طال زمنها.
ويضيف من يتابع اوضاع الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال يدرك تماما أن ما يواجهونه هو سيل لا يتوقف من الممارسات الفاشية والتي اخرها ما تفتقت عنه عقلية ما يسمى بوزير الامن القومي بن غفير بحرمان الاسرى المرضى من العلاج وهو في حقيقة الامر ليس قرارا جديدا بل هو سياسة متبعة منذ افتتاح هذه السجون وفد راح ضحيتها العشرات من الاسرى، ولكن قرار بن غفير هو يمثابة تشريع لقتل الاسرى واخراج اكبر قدر ممكن منهم في توابيت وبالتالي فاننا امام سياسة فاشية خطيرة يجب مواجهتها بكل قوة واصرار على كسرها.
المعنويات عالية
وقال الزغلول:" لقد واجه اسماعيل عبيات كل هذه الظروف بما فيها فقدان نجليه بمزيد من الصبر ورباطة الجاش وبمعنويات عالية وهو حال الاسرى الذين يواجهون مثل هذه الظروف الصعبة بكير مخططات الاحتلال المس بارادتهم الفولاذية العصية عن الكسر".
ظروف قاسية قبل الاعتقال
والد الاسير عبيات يستذكر ابنه وهو خارج السجن وقال كان رجلا بمعنى الكلمة وهو داخل السجن لا زال رجلا، وقد واجهنا خلال مطاردته من قبل قوات الاحتلال ظروفا صعبة وقد داهموا منزلنا اكثر من مرة وخربوا المحتويات وكان ضباط المخابرات يهددون باغتياله اذا لم يسلم نفسه الى ان تمكنوا من اعتقاله خلال كمين له في جبل مقابل لمنزلنا، واثر الحاج موسى في حديثه كما في كل مرة الى ذكر الشهداء والاسرى والجرحى وقال "اللهم ارحم شهدائنا واشف جراحانا وفك اسر اسرانا فهؤلاء رجال فلسطين ودافعوا عنها بالغالي والنفيس ونحن لا يمكن ان يغيب املنا في تحررهم من السجن وتمنى من الله ان يكون الفرج في اسرع وقت ممكن".
اما نجله موسى الذي يبلغ من العمر 25 عاما، وكان عمره أربع سنوات حينما اعتقل والده، فهو لا يذكر ذلك اليوم جيدا، ولكنه استمع الى العديد من الروايات من والدته وجده وأعمامه، وقال:" أنا عرفت والدي جيدا عبر الأسلاك الشائكة وليس من السهل أن يبقى المرء على مدار عقدين من الزمن ليتعرف على والده خلف القضبان، ولا يوجد وسيلة غير ذلك لكل هذه اللقاءات، ومع ذلك فإن العلاقة بين الأب وأبنه وبين الأسير وعائلته تتعمق دائما ولا يمكن أن تنجح قوات الاحتلال في عزل الاسير وتفريقه عن عائلته".
تسامى اسماعيل على جراحه وآلامه التي لا تتوقف بإصراره أيضا على حصوله على شهادة البكالوريوس وهو خلف القضبان وفد طور من نفسه كثيرا في المجال الثقافي والأكاديمي ليؤكد هو والأسرى الأبطال بحسب الزغول أن السجن لن يتحول كما أراده قادة الحركة الصهيونية الى مقبرة للأحياء.