بيت ساحور /PNN / نجيب فراج - يعتز اهالي مدينة بيت ساحور من بين ما يعتزون به من قضايا وارث وحضارة وهي كثر بانتاج اراضيهم بالفقوس الساحوري عبر امتداد الاجيال وعشرات السنين حيث تنتج ارضهم هذا النوع من الخضار الموسمي في الصيف، فهو يتصف باوصاف ومزايا تختلف عن بقية الفقوس ومن الانواع الاخرى.
ولهذه الاسباب انكبت مؤسسات المدينة على اقامة المهرجان السنوي للفقوس وذلك منذ نحو 15 سنة، وبهذا الصدد اقامت بلدية بيت ساحور وبالتعاون مع جمعية الحياة البرية في فلسطين مهرجان الفقوس الخامس عشر في ساحة بئر السيدة العذراء بالبلدة القديمة من المدينة وهو عبارة عن مهرجان ثقافي وفني الى جانب عرض لكل انواع الفقوس ومشتقاته كالمخلالات وايضا الى عروض انتاجات وطنية اخرى على امتداد محافظات عديدة، واقيم المهرجان بحضور حشود كبيرة من المواطنين وفي اجواء احتفالية بهيجة.
وخلال المهرجان الذي سيستمر على مدى اسبوع على الاقل القى رئيس البلدية هاني الحايك كلمة قال فيها " اننا نفتخر ونعتز بهذا المنتوج السنوي المميز بكل معانيه حيث يتميز الفقوس الساحوري بلونه الاخضر الاخاذ وبطعمه اللذيذ، وفي هذا الوقت نشعر ان مساحات الاراضي الزراعية اخذة بالتقلص بفعل الحصار الذي تعاني منه المدينة جراء المستوطنات والمعسكرات العسكرية وجراء الامتداد العمراني الاضطراري ومع ذلك فنحن نتمسك بهذا التراث وبهذا المنتوج لاننا ورثناه ابا عن جد ونعتز به وسنبقى كذلك.
واكد الحايك جزء من هويتنا الوطنية التي تحثنا دوما على البقاء على هذه الارض صامدين مصممين الدفاع عنها مهما تكالبت الهجمة الاحتلالية الشرسة التي تسعى الى اجتثانا عن ارض الاباء والاجداء ولكن ذلك سيكون من سابع المستحيلات وسنبقى متمسكين بالنضال حتى تحقيق كافة اهدافنا وحقوقنا المشروعة في تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف".
اما سامي ثلجية رئيس جمعية حماية البيئة في فلسطين فقد اعرب هو الاخر عن اعتزازه بالاحتفال بهذه المناسبة العزيزة التي تتصل بالثبات والصمود وبكافة العادات الفلسطينية الاصيلة ومن بينها حماية الطبيعة واركانها وان زراعة المنتوجات جزء اصيل منها فنحن نتغنى بالكرمة والتين والزيتون وبجبال فلسطين ووديانها ولذا فنحن ومن خلال هذا المنبر ندعو الى ضرورة انتهاج نهجا ثابتا في حماية الطبيعة بكل تفاصيلها والوقوف امام كل الممارسات الخاطئة التي تؤدي الى تقويضها.
وطالب ثلجية بان يتم وبمساحات كبيرة ادراج الحفاظ على الطبيعة الفلسطينية في المنهاج الفلسطيني لنؤسس فكرا تربويا واضحا اتجاه ذلك وللحفاظ على بيئتنا لما تضم من مزروعات وطيور وحيوانات وتضاريس كل ذلك هي من جمال بلادنا كالبشر والتراث والمباني الاثرية".
وقالت سماح ابو هيكل مديرة عام مديرية الزراعة في محافظة بيت لحم ان اقامة معرجان الفقوس الساحوري هو تقليد سنوي ولكن الاهم من ذلك هو قادم من ما يمثله الفقوس الساحوري من قيمة كبيرة بالاضافة الى ذلك لما يجب ان يكون لكي يساهم في دخل المواطن الفلسطيني وللدفاع عنه وحمايته.
الى جانب عرض كميات كبيرة من الفقوس عرضت ايضا خلال المهرجان منتوجات فلسطينية عديدة من بينها ورق العنب وزيت الزيتون والقطين والزبيب ومنتوجات يدوية تراثية تعبر عن انتماء شعبنا ووجوده على هذه الارض وقد عرضت ايضا العديد من فقرات الدبكة وفنون تراثية اخرى تعبر عن هذه المناسبة.