بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – وضع الاسير الفلسطيني عيسى محمد البطاط "52 عاما" من سكان مدينة بيت لحم وتعود جذور عائلته الى بلدة الظاهرية قرب الخليل بصمات لا يمكن نسيانها وذلك خارج السجن وايضا في داخله.
اعتقل الاسير البطاط في الخامس عشر من شهر حزيران عام 2003 في احدى المغر الجبلية بمحافظة بيت لحم بعد مطاردة لقوات الاحتلال استمرت نحو عامين وخلالها لوحق اكثر من مرة للاعتقال وقد تمكن من التملص من الجنود الذين اطلقوا النار عليه فاصيب مرتين ولكنه بقي متماسكا ويواصل مقاومته للاحتلال الى ان جرى محاصرة المغارة التي كان قد توارى فيها وقد اعتقلته القوات بعد اكثر من ساعتين من الحصار واشتبك مع الجنود متسلحا بما يملك من ذخيرة متواضعة، وعند تمكن هذه القوات من اعتقاله اعلن ناطق اسرائيلي بان قوة عسكرية تمكنت من اعتقال البطاط في احدة المغر بحي البياض الجبلية بعد فرض منع التجول عليه وهو من المسؤوليين المحليين لحركة الجهاد الاسلامي.
وخضع البطاط لتحقيق مكثف جرى فيه استخدام اساليب التحقيق الجسدية والنفسية وقد جرى هزله لاكثر من ثلاثة اعوام في زنزانة انفرادية ومنع من زيارة احد من ابناء عائلته وحكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات اضافة الى اربعين سنة.
وينتمي البطاط لعائلة مناضلة لوحقت مرارا من قبل قوات الاحتلال حيث كان اخرها اعتقال شقيقه علي في اواخر عام 2021 بعد ان حاصرت منزلا كان بداخله وقد اصابته برصاص في قدميه ومن ثم حكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة اعوام ونصف العام، وكان شقيقه قد امضى مدة عامين قبل ذلك ، وسبق كل تلك الممارسات ان اقدمت هذه القوات منزل العائلة بعيد اعتقال عيسى.
ويقول احد اصدقائه والذي فضل عدم ذكر اسمه "ان صفات كثيرة من المكن ان نذكرها في عيسى واهمها انه رجل مقدام لا يعرف التردد حينما يقرر خوض اي قضية يقتنع بها ولهذا كان شجاعا في الدفاع عن القضية الفلسطينية مؤمنا ايمانا عميقا بحتمية انتصارها وكان يقول دوما ان تحرير فلسطين يحتاج الى تضحيات جسام ولا بد لهذا الهدف ان يتحقق،
كما يعتبر عيسى من الشبان الذين ينكرون ذاتهم وكان يقول من يريد ان يتبوأ اي منصب عليه ان يكون خادما مطيعا للشعب ويتصدى لاحيتياجاته ومتطلباته ويجب ان يتبعد عن التعالي والفوقية".
واصل عيسى البطاط تحديه للسجان رغم كل هذه السنين الطويلة خلف قضبان السجن وتمكن من الحصول على شهادة الماجستير في الدراسات الاقليمة وهو كان يردد دائما ان الانسان لن يفقد الامل فهو مسكون فيه.