الداخل المحتل/PNN- أكد الجنرال الإسرائيلي السابق دورون مينرت، والناشط في يُسمى بـ"منظمة النظر للاحتلال بأعيننا"، أن "الإسرائيليين منفصلون تمامًا عن الواقع، من خلال رؤية واقعهم على الأرض، وقراءة مئات الشهادات، ودراسة الأبحاث، ومشاهدة مقاطع الفيديو"، معترفاً بأن الجيش الإسرائيلي يمثل مشكلة كبيرة بالضفة الغربية.
وقال مينرت في مقال له عبر صحيفة يديعوت أحرونوت: "إن المستوطنين هم طليعة التطهير العرقي الذي يتم في المناطق (ج) بالضفة الغربية المحتلة، وفي السيطرة على الإرهاب في بقية المناطق، مبيناً أن الجيش ذاته هو الأساس الذي يمكّن ويساعد على تنفيذ ذلك".
وتابع الضابط: "جيش الاحتلال تخلّى في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بشكل شبه كامل عن دوره في أسماه بـ"حماية الفلسطينيين وإنفاذ القانون"، موضحاً أن ما تُسمى بـ"الإدارة المدنية الإسرائيلية" تبدو خادمة لنظام الفصل العنصري". بحسبه.
وأردف مينرت: "أما شرطة الاحتلال، فهي في أحسن الأحوال متهمة جنائياً، وبعض أفرادها مشبعون بفكر المستوطنين، ويفعل البعض ذلك لأنهم انتهازيون يسعون للترقية، وبعضهم يمارسون الشرّ، ويريدون فقط العودة للمنزل في نهاية يوم العمل، ولا يعتقدون أن الفلسطينيين بش، وأن حياتهم وحقوقهم يجب أن تكون محمية". على حد قوله.
وأوضح أن ما قاله قائد أركان جيش الاحتلال عن تعامل جنوده مع عنف المستوطنين، وانتهاك القانون، "هو محض هراء، لأنه كان بإمكانه فعل الكثير، بما يتطلب منه مواجهة متعددة الأطراف داخل المجتمع "الإسرائيلي"، من أسفل وما فوق، مبيناً أن الأمر ذاته ينطبق على الجنرال يهودا فوكس قائد ما تُسمى بـ"المنطقة الوسطى" في الضفة الغربية.
وقال الضابط: طالما أنه لا يوجد اعتقالات ضد المستوطنين، وتقارير اتهامات ضد المجرمين منهم، ولا يحتجزون "إرهابيين يهودا"، ويسلمونهم إلى شرطة الاحتلال، ولم يخلوا البؤر الاستيطانية غير القانونية، ولا تحقق الشرطة في انتهاكاتهم، وتنشر نتائج عن مذابحهم، ولا يطردون الحاخامات المتطرفين الذين يقودون أعمال الشغب، ولم يتم سحب السلاح ممن يستخدمه بشكل غير قانوني، فهذا كله كلام فارغ". بحسب قوله.
واعترف قائلاً: "أعرف كيف يعمل الجيش، وما يمكن أن يفعله عندما يريد، لقد كنت هناك، وأعرف ما هي قوته عندما يقرر التعامل مع هذه الظاهرة بجدية، إنه مهتم في الضفة الغربية بمساعدة ما أسماه "استراتيجية المستوطنين"، وهذا ما يفعله، يريد أن يفعل ذلك تحت الرادار، وهذا ما يفعله، لذلك يجب ألّا نخطئ التقدير، فليس هناك "فوضى" في المناطق الفلسطينية، بل هناك نظام سفاح عنيف يقود ويملي الأوضاع الميدانية، ويساعد المستوطنين عن علم وعن قصد". بحسب ما قال.
جدير ذكره أنه يكشف هذا الاعتراف من الضابط "الإسرائيلي" أن جيش الاحتلال لا يكتفي بالاعتداءات التي ينفذها المستوطنون، بل إن جنوده لا يترددون بعمليات إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين، والمتضامنين معهم، ودون سابق إنذار.