بيت لحم /PNN/ نجيب فراج - كانت عائشة طارق برغوث تبلغ من العمر 13 عاما حينما قامت قوات عسكرية كبيرة تعتقل والدها المحامي البارز في هئية شؤون الاسرى والمحررين في السابع والعشرين من شباط عام 2019 حينما جرى اقتحام منزل الاسير زكريا الزبيدي في مدينة رام الله لتعتقله وتعتقل صديقه المحامي طارق الذي كان يبلغ من العمر 45 سنة، وقد اخضعته للتحقيق القاسي في المسكوبية لمدة شهرين دون ان يسمح لمحاميه في ذلك الوقت بزيارته طوال فترة التحقيق القاسية ومن ثم اعتقلت زوجته وشقيقه لعدة ايام من اجل الضغط عليه للحصول على اية معلومات بقوة الضغط والتعذيب وقد انتهى مسار تلك التحقيق والاعتقال باصدار الحكم على المحامي طارق بالسجن لمدة 13 عاما بتهمة المشاركة في اطلاق النار على مستوطنة بيت ايل وموقعها العسكرية بمشاركة الاسير القائد زكريا الزبيدي.
النجاح المتحدي
تمضي الايام والسنين لتبلغ عائشة اليوم سن السابعة عشر من عمرها ولتتمكن من اجتياز امتحان الثانوية العامة التوجيهي بالفرع العلمي متخطية تلك الصعاب والمعانيات والظروف الصعبة التي مرت بها في غياب والدها الذي لم تتوقف معاناته ومعاناة ابنته وابنه وزوجته وعموم العائلة عند حد الاعتقال او طريق الالالم نحو الزيارات داخل السجون بل ايضا في استهدافه بعزله في زنازين انفرادية مرات عديده ونقله بين زنزانة واخرى في السجون المختلفة.
مناسبة للفرح
واعتبر طارق برغوث نجاح ابنته في التوجيهي هذا العام انها مناسبة للفرح والافتخار بها وقال "ان ابنتي العزيزة منحتني فرحه رغم البعد والاسر بنجاحها في الثانوية العامة، فمبارك لك ابنتي الحبيبة وجعلها الله فاتحة للنجاحات عليك ياعزيزتي وابارك ايضا لابن اخي ناصر بنجاح ابنه الحبيب محمد ، لقد رفعتم رؤوسنا".
وكانت عائشة قد مثلت والدها خلال حفل التخريج في جامعة القدس ابو ديس حينما تسلمت شهادته في الدراسات العليا وهو داخل الاسرى في اشارة اخرى على مدى التحدي للظروف الصعبة التي تواجهها عائلة برعوث ونجلها طارق معربة عن فرحتها بهذه المناسبة معلنة التصميم على مواصلة ادخال الفرحى الى المنزل رغم كل هذه الممارسات فصدقت الوعد بنجاحها في التوجيهي بحسب شقيقه ناصر الذي انشأ ملصقا قبل عدة ايام عن كيفية التعامل بقساوة مع طارق اثناء الزيارة في سجن جلبوع فانشأ يقول "اسرنا لن نترككم فريسة للنسيان انتم حاضرون في القلب في كل وقت و حين كل عام و انتم بخير و احرارا احرارا )كل عام و انت بخير اخي طارق بالامس زارتك العائلة في سجن جلبوع و لا زالت ادارة السجون تتعامل معك بطريقة فيها ما فيها من التنكيل حتى في طريقك لزيارة الاهل فقد تم تقيدك من القسم بالارجل و ارادوا ان يستمر هذا التنكيل حتى امام الاسرة و لكن كما عودتنا رفضت المساومة اما الزيارة او الموافقة على التقيد و تاخرت الزيارة لمدة نصف ساعة لرفضك المساومة و تم التقيد في الطريق و نزع قبل الدخول الى الزيارة دائما رافع الرأس ابو احمد فرج الله كربك و الاسرى باذن الله".
المحامي الانسان
والمحامي برغوث يعمل في وزارة شؤون الاسرى والمحررين، ويعد من بين المحامين البارزين في الدفاع عن الاسرى الفلسطينيين، ومثل أمام المحاكم في قضايا استحوذت على اهتمام الرأي العام، ومن بينها قضية الطفل الاسير احمد مناصرة من القدس، الذي كانت شرطة الاحتلال اطلقت النار عليه واصابته بجروح خطيرة لحظة اعتقاله، حيث اظهرت صور توثق الحادث عددا من المستوطنين وهم يكيلون له الشتائم ويطلبون له الموت دون ان يقوم الجنود باسعافه وهو ملقى على الارض وينزف.