نابلس –/PNN: قدم المجلس البلدي الجديد في بلدة سبسطية قضاء نابلس الكثير من الوعود للمواطنين في دعايته الانتخابية في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي من شأنها النهوض بواقع البلدة، أبرزها تطوير السياحة في البلدة، وتحسين واقع البنية التحتية وغيرها الكثير، فماذا حقق المجلس من وعوده الانتخابية؟
وقال رئيس بلدة سبسطية محمد عازم إنه لم يطرأ أي تطور على الواقع السياحي للبلدة، وأرجع بسبب ضعف إمكانات البلدية، محملا المسؤولية للكثير من المؤسسات الرسمية وعلى رأسها وزارة السياحة والآثار، "إذ إنها لم تقدم المطلوب منها، وتقتصر اهتماماتها على مدينة بيت لحم"، على حد تعبيره، مطالباً إياها بضرورة تنفيذ وعد ربط المسار السياحي بالمنطقة الأثرية في البلدة القديمة الذي قدمته قبل 4 سنوات.
وتابع خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية: "كانت وزارة السياحة تضع الشماعة في تعطيل مشاريع التطوير السياحي على عدم وجود مقاولين متقدمين للعطاءات، لكن هناك الكثير من الجهات الدولية المانحة التي تقدم المنح عبر الوزارة فلماذا يتم تهميش سبسطية؟...وأين دور الوزارة في توجيه أعين المكاتب السياحية التي تأخذ تراخيصها من الوزارة نحو سبسطية لتطوير واقعها السياحي؟".
وأضاف: في الوقت الذي تحتاج فيه البلدة للاهتمام والترميم للحفاظ على كنزها التاريخي تغض المؤسسات الحكومية بصرها عن واقع البلدة الأليم.
وتابع عازم: "تمت مناقشة الأمر مع وزيرة ووكيل وزارة السياحة، إضافة للحديث مع رئيس الوزراء محمد اشتية والذي بدوره قدموا وعوداً لكنها لم تترجم للواقع، مشيرا أن الذريعة الحزمية دائما في التقصير يتمثل في الحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية، لكنها بالنسبة لي أسباب غير مقنعة".
وأوضح أن رئيس الوزراء د. محمد اشتيه كان قد وعد قبل 3 سنوات بتقديم مبلغ مليون شيكل لكن البلدية لم تتسلم المبلغ قط.
وبين أن "الأمر الأهم هو رفع ملف سبسطية لمنظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) لنقلها إلى قائمة التراث العالمي وحمايتها، لكن الوزارة تتحجج بعدم جاهزية البلدة لذلك، ونحن بدورنا نستهجن هذا الأمر".
وتعد ظاهرة سرقة الآثار والحفر الامتصاصية التي تسرب المياه العادمة الى المواقع الأثرية بسبب غيب شبكة صرف صحي ومحطة للتنقية، من أكثر الأمور فتكاً بآثار البلدة، وكان مجلس البلدية قد وعد بتوفير شبكة صرف صحي، لكنها كعدد كبير من الوعود لم تُنَفَذ، وقال رئيس البلدية في هذا الصدد: بنلء شبكة صرف صحي أولوية للبلدة، لكننا لم نستطع لغاية اللحظة بناء هذه الشبكة بسبب تكلفتها الباهظة التي تفوق امكاناتنا، مشيرا أنه وبالرغم من الطلبات المتكررة التي رُفعت لسلطة المياه منذ عام 2017 كونها الجهة المختصة بهذا الجانب إلا أن البلدية لم تتلقَ أية ردود.
وحول الواقع الصحي في البلدة، قال رئيس البلدية إنه يوجد ببلدة سبسطية عيادة صحية حكومية واحدة مبناها قديم، وتغلق أبوابها الساعة الثانية ظهراً الأمر الذي يثقل كاهل المرضى حيث يُجبرون على قطع عدة كيلومترات للوصول إلى مركز صحي في مدينة نابلس لتلقي العلاج، عدا عن كبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الذين يصلون بصعوبة إليها نتيجة وجودها في الطابق الثاني من مجمع البلدية دون مصعد، إضافة لأن الكادر الطبي غير كاف، مشيرا أن العيادة تفتقد للتخصصات الطبية ومع ذلك تقدم الخدمات لسبسطية ولقرية اجنسينيا المجاورة.
وتابع عازم: "الطبيب العام يأتي يوم واحد بالأسبوع ولساعات محددة، ووزارة الصحة بإمكانها استئجار مبنى من وزارة الأوقاف ليحل محل العيادة التي لا تصلح لآداء المهام الطبية، وطالبنا الوزارة بمركز صحي يعمل على مدار الساعة أو على الأقل بحالات لطوارئ خاصة في ظل الهجمات الشرسة التي تتعرض لها البلدة من قبل الاحتلال واعتداءاته المتكررة، لكن من الواضح أن احتياجات المواطنين لا تلاقي آذان صاغية من وزارة الصحة".
ديون على الحكومة والمواطنين..
وحول الواقع المالي لبلدية سبسطية، كشف رئيس البلدية أن ديون البلدية للحكومة تقدر بـ4 ملايين شيكل، وديون الحكومة للبلدية تبلغ مليون شيكل، مشيرا أن هناك ديون أيضا على المواطنين للبلدية تبلغ مليون شيكل، وتعاني البلدية وضعاً مالياً سيئاً نتيجة لذلك، والموارد التي تُمنح لها غير كافية لتطويرها، إذ تتلقى مشروع حكومي واحد وغالباً تضطر البلدية لدفع مساهمات فيه مثل صيانة المدارس.
يختم عازم قائلاً: "الديون هي نتيجة الانتفاضتين الأولى والثانية حيث لم يسدد المواطنين فواتير الماء والكهرباء، لكن بعدما وضعنا عدادات كهرباء مسبقة الدفع عام 2008 انخفض مبلغ الدين إلى مليون".
وأوضح أن البلدية لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتنصل وزارة التربية والتعليم من مسؤوليتها تجاه المدارس، فتتم عمليات الصيانة بمساعدة وتبرعات الأهالي.
ووجه رسالة في نهاية الحلقة الى الحكومة بضرورة الاهتمام بسبطية على مختلف الأصعدة لأنها تستحق الاهتمام بسبب أهميتها التاريخية والحضارية والسياحية.