بيت لحم /PNN / نجيب فراج – اصبحت مستوطنة جيلو الواقعة جنوب غرب مدينة القدس المحتلة احدى ضواحي مدينة القدس زورا وبهتانا بل ذهبت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الامريكي الاسبق ووزيرة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس الامريكي الاسبق اوباما ان اعربت عن حزنها لما شاهدته من قصف فلسطيني بالهاون على هذه المستوطنة في الانتفاضة الثانية اذ جلبوها الى هذه المستوطنة لتقول "انه ليس بالمعقول ان تقصف العاصمة" حسب زعمها وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى التواطؤ الامريكي لصالح اسرائيل بل انها تؤيد هذه المستوطنات في الجوهر رغم انتقاد الادارة الامريكية السكحي للمستوطنات، فكيف يمكن ان تتحول هذه المستوطنة التي احتلت اراضيها في العام 1967 الى جزء من العاصمة في العرف الامريكي.
ومستوطنة جيلو بنيت في العام 1971 اي بعد اربع سنوات من احتلال ما تبقى من ارض فلسطين وقد بنيت على ارضي مدينة بيت جالا في موقع جبلي استراتيجي يدعى "جبل صليب " لتصبح المستوطنة متاخمة بشكل كبير لمدينة بيت جالا وامتدادها اصبح يحاصر المدينة من الجهات المختلفة وقد بنيت على مساحة نحو 2750 دونمًا.
ونظرًا لكونها منطقة استراتيجية مرتفعة، وتعتبر من أعلى وأهم المناطق في المدينة المقدسة، يمكن من خلالها رؤية الساحل الفلسطيني وقطاع غزة، تعمل "إسرائيل" على توسعتها وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية فيها.
ومنذ التسعينات وحتى يومنا هذا، وسلطات الاحتلال لا تتوقف عن إقرار عشرات المخططات الاستيطانية لتنفيذها داخل المستوطنة، حتى وصل عدد المستوطنين فيها اليوم إلى 48 ألف نسمة، ومساحتها تضاعفت حتى وصلت 10 آلاف دونم. كما يقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب.
ويضيف أبو دياب أن مخططات الاحتلال لزيادة عدد المستوطنين وتوسيع المستوطنة بدأت لكي تكون أكبر مستوطنة مستقبلية في مدينة القدس، من ناحية السكان والمساحة.
ويوضح أن توسيع مستوطنة "جيلو" يأتي ضمن تنفيذ مخطط ما يسمى بـ"القدس الكبرى"، وتضييق الخناق على المدينة المقدسة، وعزلها عن جنوب الضفة، وتغيير تركيبتها السكانية وهويتها العربية، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليها.
وتضم المستوطنة مراكز أمنية وعسكرية ومخابراتية، وسياسية لقادة الاحتلال، ودوائر من الوحدات الاستيطانية التي أُقيمت في منتصفها.
ووفقًا لأبو دياب، فإن سلطات الاحتلال تريد أن تكون "جيلو" مركزًا للوحدات الاستيطانية التي ستعزل القدس وتفصلها عن الضفة جنوبًا ولتشل حلقة وصل مع المستوطنات المقامة على اراضي بيت لحم من ناحيتها الجنوبية والغربية لذلك دائمًا ما يجري الحديث عن إقامة مزيد من المستوطنات، تحديدًا في المنطقة الجنوبية.
ويبين أن هذه المستوطنة ستكون ضمن خمس مستوطنات رئيسية دائرية في محيط القدس، وذلك لاستخدامات أمنية واستيطانية.
وشهد العام الاخير والذي سبقه وبداية العام الحالي تزايدا غير مسبوق في عدد المخططات الاستيطانية الصادرة عن الجهات الإسرائيلية المختصة لتوسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي هذه المخططات في ظل المساعي الحثيثة لحكومة الاحتلال الاسرائيلي بقيادة اليمين الفاشي الى ضم الضفة الغربية المحتلة وضم الأغوار وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها بشكل يعيد تعريف وجود دولة الاحتلال وشكل سيطرتها على الأراضي والوضع القانوني فيها، وذلك بحسب تقرير لمعهد الابحاث التطبيقية "اريج" الذي يوضح ان الضم الاسرائيلي في فرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة وبالتحديد على المناطق المصنفة “ج” في الضفة الغربية المحتلة بحسب اتفاقية أوسلو الثانية المؤقتة للعام 1995 وما فيها من مستوطنات وبؤر وقواعد عسكرية وموارد طبيعية ومحاجر ومواقع اثرية وموارد مائية والتي تشكل حوالي 61% من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
واستهدفت المخططات الإسرائيلية الاستيطانية بشكل خاص المستوطنات الإسرائيلية الإسرائيلية في محافظة القدس (داخل وخارج حدود بلدية القدس التي تم رسمها بشكل غير قانوني واحادي الجانب في العام 1967) على مساحة تزيد عن 6300 دونما من الأراضي الفلسطينية وهي المحافظة الأكثر تضررا من بين المحافظات الفلسطينية من حيث الأراضي التي سوف يتم الاستيلاء عليها لهذا الغرض; تليها محافظة رام الله بواقع 2082 دونما من الأراضي الفلسطينية التي سوف يتم الاستيلاء عليها لأغراض البناء الاستيطاني; يتبعها محافظة بيت لحم على ما مساحته 1582 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لكل من قرى نحالين والولجة والخضر ارطاس وبيت سكاريا وكيسان ومدن بيت لحم وبيت جالا بغرض تنفيذ عددا من المخططات الاستيطانية في كل من مستوطنات بيتار عيليت وافرات ونيفيه دانييل والون شيفوت الواقعة فيما يعرف إسرائيليا "بتجمع جوش عتصيون" الاستيطاني هذا بالإضافة الى مخططات استيطانية أخرى في مستوطنات جيلو وهار حوما وجفعات هماتوس شمال مدينة بيت لحم.