بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – تعتبر قصة الاسير الفلسطيني محمد صالح ابو عكر من سكان مخيم عايدة للاجئين الى الشمال من مدينة بيت لحم من بين قصص الوجع والالم الذي لا ينتهي بفعل الاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل اعتقاله مرة وراء الاخرى وفي فترات متقاربة لدرجة ان ضابط المخابرات الاسرائيلي المسؤول عن منطقته قال في احدى المرات لدى اعتقاله كما للعديد من الاسرى المستهدفين للاعتقال "لا احب ان اراك خارج السجن" ولهذا ظل هذا الشاب مستهدفا بطريقة متواصلة حيث يعود الى السجن سرعان ما يخرج منه.
تفاصيل الملاحقة
في المرة الاخيرة من الاعتقال زج به لمدة 20 شهرا قيد الاعتقال الاداري وقد اطلق سراحه في شهر كانون اول الماضي وبعد اقل من شهر جرى اعتقاله مرة اخرى وقد حكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرا وغرامة ماليه مقدارها اربعة الاف شيقل، وقبل ذلك اعتقل لنحو سنة واربعة اشهر اداريا بعد ان كان قد امضى في السجن ايضا ثلاث سنوات حيث اعتقل في العام 2015، وقد توفي والده بعد ذلك بعام واحد ولم يكن في السجن لوحده بل بمعية اشقائه الثلاثة وهم امجد وحسين ومنجد وقد شيع والدهم وفتح له بيت العزاء بغياب ابنائه الاربعة وحرموا كالعادة من المشاركة في تشييع الجثمان او تقبل العزاء به، وهو ذات الوالد الذي توفي عن عمر يناهز 53 عاما كان قد اكتوى بمار الاعتقال لسنوات واكثر من مرة.
الاستهداف لا يتوقف
ويؤكد محمد وفي اكثر من مناسبة ان استهدافه واستهداف عائلته بالكامل يعود لارائه واراء اشقائه ومن قبلهم والده المرحوم المناضل صالح المناهضة للاحتلال والداعيه الى انهائه اضافة الى ان هذا الاحتلال يريد تكميم الافواه لكل الناس، وهو لم يرتكب اي جرم بعكس ما يحاول هذا الاحتلال البغيض ان يصور ان المناضلين هم خارجون عن القانون، ولكن هم في الحقيقة الدامغة مناصلون من اجل الحرية ويدافعون عن كرامة شعبهم وعروبة قضيتهم الوطنية المقدسة.
تكميم الافواه
وبهذا الصدد يقول محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم ان حالة الاسير ابو عكر هي من بين الحالات المكثفة التي تستهدف نشطاء فلسطينيون بالملاحقة وابقائهم اكبر فترة ممكنة داخل السجن فقد سبق للشاب ابو عكر ان امضى نحو ست سنوات قيد الاعتقال في فترات زمنية غير متباعدة وهو من النشطاء المستهدفين وكل ذنبه انه ناشط ميداني في صفوف الناس ويقف في وجه ممارسات الاحتلال القمعية وخاصة فيما يواجهه الاسرى في سجون الاحتلال وكان دائما من الداعين لنصرتهم وتكثيف حملات التضامن معهم وكان يقول دوما بانه لا يصح ان يشعر الاسرى انهم لوحدهم كما كان ناشطا في مجال مكافحة الاستيطان ومجمل الممارسات الاسرائيلية ولذلك فان الاحتلال لا يريد ان يرفع المواطنون صوتهم ضد ممارساتها مؤكدا ان اعتقال ابو عكر ياتي في سباق سياسة تكميم الافواه وقمع الحريات وهو الامر الذي يرفضه وامثاله من النشطاء الملاحقين الاستكانة لهذا القمع ولهذه الملاحقة.
وقال ان عائلة ابو عكر عائلة فلسطينية تمثل التراجيديا ما بين اللجوء والاستهداف.
واشار الزغلول ان ابو عكر ينتمي الى عائلة فلسطينية مكافحة عانت من ويلات الاحتلال كثيرا فقد سبق وان اصيب عدد من اشقائه بالرصاص كما سبق لقوات الاحتلال ان اعتقلت والده الذي رحل عن الحياة قبل نحو سبع سنوات.
يشار الى ان محمد ابو عكر البالغ من العمر 33 سنة هو عضو في الهيئة الادارية للجنة الشعبية للخدمات التابعة لدائرة شؤون اللاجئين النابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وينشط ميدانيا للتصدي لهموم المواطنين القاطنين في المخيم والذي يصفه بان سكن مؤقت حتى يحين موعد العودة الحتمي الى الديار.