إنها أسلحة ليست صالحة للأغبياء والصهاينة بقلم: رمزي عودة الأمين العام للحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد الاسرائيلي.
تصعد إسرائيل إستخدامها للأسلحة الذكية بشكل يثير المخاوف والشكوك حول إتساع قدراتها
العدوانية ضد المدنيين الفلسطينيين، وتستخدم هذه الأسلحة في إستهداف وإغتيال وملاحقة المطلوبين
الفلسطينيين في أماكن تواجدهم داخل البيوت والشوارع وسط المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية.
والأسلحة الذكية هي أسلحة تستخدم أجهزة إستشعارية تراقب الأهداف الفلسطينية عن قرب، بعد
تقييم الخوارزميات لعوامل بيئية معقدة مثل سرعة الرياح والمسافة والسواتر الجغرافية
والديمغرافية. ويمكن برمجتها لإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص
والصواريخ على الفلسطينيين في الضفة الغربية. ليس هذا فحسب، وإنما يستخدم جيش الإحتلال
أنظمة الذئب الحمراء لمراقبة تحرك الفلسطينيين ووضع بيانات أوجههم على قاعدة بيانات رقمية
تراقب وتقيد تنقلهم عبر المدن الفلسطينية. كما يقوم جيش الاحتلال بإستخدام طائرات بدون طيار (
درونز) لتنفيذ الهجمات وإطلاق الصواريخ على بيوت وسيارات الفلسطينيين. في هذا الاطار،
ووفقا لموقع (ايرونيوز) يقول ميشال مور، الرئيس التنفيذي لشركة سمارت شوتر: " نحاول تحقيق
هدفين رئيسيين، الأول هو حماية جنودنا، والثاني تقليل المخاطر ومساعدة الجنود في المواقف
الصعبة بما فيها تخفيف الضغط النفسي عليهم".
في الواقع، إن إستخدام الأسلحة الذكية يمكن أن يكون مفيداً في الحروب ضد الجيوش، ولكنه في
الحالة الفلسطينية يسبب كوارث حقيقية في صفوف المدنيين، وهذا يفسر إرتفاع أعداد الشهداء
الفلسطينيين الى الآلاف في حروب غزة وإجتياحات مدن ومخيمات الضفة الغربية. ويعود السبب
الى إرتفاع هذه المخاطر الى ضعف التدريب في صفوف جيش الاحتلال على إستخدام هذه
الأسلحة، وغياب العنصر البشري في تحليل المخاطر، إضافةً الى تعقد بيئة الصراع في جغرافيا
ضيقة للغاية. وفي النتيجة، فإن هذه الأسلحة لا يجب أن تقع بيد الأغبياء حتى لوكانت أسلحة ذكية!
ومن جانب آخر، فإن إمتلاك اليهود الصهاينة في إسرائيل- وهي السلطة القائمة بالاحتلال في
الأراضي الفلسطينية المحتلة- لهذه الأسلحة يجعل منها أداة رئيسية في إستمرار أمد الاحتلال
الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستخدم أيضاً في تعزيز نظام الفصل العنصري فيها،
ويتم إستخدامها بشكل ممنهج لتدريب المستوطنين على إستهداف الفلاحين الفلسطينين والعدوان عللا
أراضيهم. ليس هذا فقط، وإنما تقوم قوات الاحتلال بتجريبها على الفلسطينيين المدنيين، وهذا يفسر
تضاعف مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في العقد الأخير لتصل الى نحو 12.5 مليار دولار في العام
2022.
وفي المحصلة، على العالم أن يقيد استخدام هذه الأسلحة الذكية، فالأغبياء يجعلونها مثل الدمى ولا
يستطيعون السيطرة عليها، والصهاينة اليهود يعتبرونها أداة للتفريغ النفسي وتجاوز عقد
الهوليكوست والاضهاد الديني. إنها بإختصار أسلحة ليست صالحة للأغبياء ولا الصهاينة.