بيت لحم /PNN / نجيب فراج – علم ان حالة من الغضب والغليان تعم اوساط الحركة الوطنية الاسيرة في اعقاب ما نشرته صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية اليوم عن قرار اتخذه الفاشي ايتمار بن غفير وزير ما يسمى بالامن القومي والذي يشغل صلاحيات التحكم بمصلحة السجون الاسرائيلية والذي يقضي بتقليص زيارات الاهل لابنائهم لتصبح مرة كل شهرين بدلا من مرة كل شهر وذلك بدءا من يوم الاحد القادم لتشمل في المرحلة الاولى اهالي نحو 1600 اسير ليصبح القرار شاملا فيما بعد لنحو 5000 الاف واسير واسيرة.
وعقب انتشار النبأ بادر ممثلو الاسرى من كافة الفصائل بالاتصال ببعضهم البعض من اجل ترتيب اجراءات تواجه هذا القرار العنصري وان هناك اجماع بين كافة ابناء الحركة الاسيرة على مواجهة هذا القرار بل هناك تصميم على افشاله بحسب ما قاله عدد من الاسرى مؤكدين بان هذا القرار وكافة مخططات بن غفير في تقويض منجزات الحركة سوف تكون مصيره مزبلة التاريخ.
وجاء في بيان للجنة الطواريء الوطنية العليا للحركة الاسرائيلية"تؤكد الحركة الوطنية الأسيرة بكافة فصائلها على أن ما تم اتخاذه من قرارات من قبل المدعو "بن جفير" بحق الأسرى وعائلاتهم وحقوقهم إنما هو لعبٌ بالنار التي ستحرق من أشعلها، وإن ردنا على هذه الإجراءات سيثبت للقاصي والداني أنه ليس في هذا الشعب من سيرفع رايةً بيضاء، ونُعاهد أبناء شعبنا بأن نكون على عهدهم بنا وعلى عهد شهدائنا الأبرار جنودًا أوفياء في التصدي لهذا المحتل الغاصب، وسنقاتل هذا العدو بوحدتنا الوطنية وإرادتنا وعزيمتنا، وترقبوا الإعلان عن معركتنا وردنا خلال الأيام القادمة"
كما وعلم ان من بين الخطوات التي يتم تدارسها هو اقرار اعلان الاضراب ت مصلحة السجون المفتوح عن الطعام في الرابع عشر من الشهر الجاري، وان اختيار هذا الموعد هو من اجل افساح المجال لمصلحة السجون من اجل التراجع عن هذا القرار وفي حالة عدم التراجع فان مصلحة السجون سوف تجد نفسها مرغمة على ذلك امام اسلحة الاسرى العديدة وعلى راسها ارادتهم الفولاذي وعنادهم الوطني الذي لا تلين له قناة.
وبهذا الصدد فقد علم ان قرار بن غفير يواجه معارضة شديدة من قبل مصلحة السجون وومديرتها كاتي بيري وان القرار المشار اليه اتخذه بن غير لوحده ومن دون الرجوع الى الحكومة او التشاور مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية.
واحرج رئيس الحكومة الاسرائيلية بن يامين نتنياهو الوزير بن غفير الذي وصف الأنباء التي وردت في صحيفة يديعوت أحرونوت حول القرار بأنها أخبار مزيفة لا صحة لها.
وقال نتنياهو في تصريح صدر عن مكتبه، أنه لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن، ولن يتخذ إلا بعقد مناقشة خاصة حول الموضوع بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنية.وذكر أنه سيتم عقد جلسة خاصة للتباحث في هذا الشأن الأسبوع المقبل.
وحول الموقف الرسمي الفلسطيني فقد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إن الإجراءات العنصرية تجاه الأسرى الفلسطينيين التي أعلن عنها العنصري بن غفير تهدد بانفجار الأوضاع.
وأضاف الشيخ، في تغريدة له، اليوم الجمعة، أن هذا يتطلب التراجع الفوري عن هذه القرارات، والتدخل المباشر من المنظمات الحقوقية الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، التي اعلنت رفضها اهذا القرار
وأدان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، قرار بن غفير والذي يأتي في إطار سلوك انتقامي عنصري يريد من خلاله إيقاع الأذى بالأسرى، وعائلاتهم والمساس بحقوقهم الأساسية، وبشكل يتعارض حتّى مع القوانين والأنظمة الإسرائيلية، وليس فقط القانون الدولي.
وأضاف فارس في تصريح صحفي له: إن (بن غفير) يبادر وبشكل محموم إلى اتخاذ إجراءات قهرية بدون مبررات، ويحوّل بذلك شروط حياة الأسرى إلى قضية صراع سياسي وتحدٍ لإرادة الشعب الفلسطيني وقواه الحية، وهو يعلم تمام العلم أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم له ولحكومته ولن يترك الأسرى وحيدون في معركة الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم.
وتابع فارس: إن مواصلة استهداف الأسرى سيكون عنوان الانفجار القادم في وجه الاحتلال وعلى كافة الجهات، مؤكدا على أن فصائله وقواه ومؤسساته ستكون موحده داخل المعتقلات الإسرائيلية وخارجها، خلف قضية الأسرى وأنه بوحدته سوف يهزم، ويسحق هذا المنهج الفاشي الخطير الذي يقوده (بن غفير)، والذي يتصرف من واقع إحساسه بالفشل والإحباط، وعدم قدرته على تنفيذ الوعود التي كان يتشدق بها خلال الحملة الانتخابية.
وأكد فارس على أن الأيام والشهور القادمة ستثبت أن (بن غفير) يشكل خطرا على الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك خطرا على أمن إسرائيل نفسها.
وحذر نائب رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، من قرار بن غفير مشيرًا إلى أنّ هذا القرار يأتي مع استمرار الاحتلال بحرمان الآلاف من أفراد عائلات الأسرى من الزيارة لذرائع أمنية.
وأضاف الزغاري في تصريح له اليوم، إنّ خطوات مرتقبة للحركة الأسيرة بصدد الإعلان عنها لمواجهة هذا القرار، مؤكّدا أن الحركة الأسيرة وعلى قاعدة الوحدة مستعدة لاستئناف معركتها المستمرة ضد سياسات وإجراءات حكومة الاحتلال.
وشدد الزغاري على أنّ جملة هذه الإجراءات ستقود إلى مواجهة مفتوحة مع الأسرى، بعد عدة جولات من المعارك خاضتها الحركة الأسيرة على مدار الفترة الماضية وتحديدًا منذ تولي حكومة الاحتلال الفاشية سدة الحكم، وخاصّة أن هذا القرار يأتي بعد أسبوع على إعلان (بن غفير) بتوجهه لحرمان الأسرى من القنوات التلفزيونية، والمس بالبُنى التنظيمية للأسرى، وذلك في إطار تهديداته غير المنتهية.
وتابع الزغاري، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفاشية، تصر على استخدام قضية الأسرى، لكسب الرأي العام الإسرائيلي والخروج من أزمتها الراهنّة، وذلك عبر فرض المزيد من القوانين، والقرارات العنصرية الانتقامية.
وأشار الزغاري، إلى أنه ومنذ تولي الحكومة الفاشية سدة الحكم، سعت إلى فرض واقع جديد في السّجون، إلا أنّ الأسرى تمكّنوا عبر أدواتهم النّضالية، من فرض حالة من المواجهة المستمرة ضد ما سعت إليه هذه الحكومة، وتحديدًا الإجراءات التي أعلن عنها الفاشي (بن غفير).