بيت لحم /PNN / نجيب فراج- تمكنت الشابة تسنيم انور العصا من اجتياز امتحان الثانوية العامة وحصولها على معدل 94% رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها عائلتها من جراء اعتقال والدها حيث لم تكن قد تجاوزت عامها الثالث حينما جرى اعتقاله في عام 2007 ليحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما وهاهي تسنيم تنمو وتترعرع وتصبح على ابواب الجامعة ووالدها داخل الاعتقال.
انجاز للجميع .
وقال محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم ان هذا الانجاز يدل بوضوح ان الاسرى وعائلاتهم يواجهون ظروفهم الصعبة بارادة فولاذية لا تلين ويصممون على مواجهتها وتسجيل الانجازات المتلاحقة وحالة الشابة تسنيم هي من بين الحالات الكثيرة التي يبدع الاسرى وعائلاتهم في الكثير من المحطات ليؤكدوا ان الحياة لا يمكن ان تتوقف عند هذه المعاناة وانه بامكانهم اجتيازها والانتصار على الجلاد وادواته وتحويل الظروف المستحيلة الى قصص نجاح حقيقية يتباهى بها كل ابناء شعبنا واحرار العالم.
الاسير في سطور
ولد الاسير انور العصا في بلدة العبيدية الى الشرق من مدينة بيت لحم في العام 1970 وقد درس المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدرسة قريته ومن ثم انتقل ليستكمل تعليمه الثانوي في مدينة بيت ساحور المجاوره وبعد اجتيازه امتحان الثانوية العامة التحق في كلية الدعوة واصول الدين بجامعة القدس بابو ديس وقد حصل على شهادة البكالوريوس في هذا التخصص في العام 2001، رغم انه اعتقل قبل التخرج ثلاث مرات وامضى خلالها سبعة اعوام وقد طورد خلالها من قبل قوات الاحتلال، وفي العام 2007 عادت قوات الاحتلال لتعتقله من جديد بتهمة مشاركته في اعمال المقاومة ضد الاحتلال والانتماء لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وصدر حكما بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما وهو متزوج ولديه ولد يدعى محمد اضافة الى تسنيم.
عزيمة لا تلين
ويعتبر انور من بين الاسرى الذين واجهوا كل ظروفه الصعبة بعزيمة لا تلين وقد تميز خلال وجوده بالسجن بالمثابرة على تطوير ذاته ثقافيا حيث تمكن من حفظ القران الكريم واجتاز عدة دورات تثقيفية ودينية ويتميز بصوته الندي اثناء امامته في الصلاة، اضافة الى انه يتحلى باخلاق عاليه ويتمتع بعلاقات وثيقه مع الاسرى من مختلف الفصائل وهو حريص على الحفاظ على الوحدة الوطنية حيث يؤمن ايمانا قاطعا ان الوحدة تقود الطريق الى الانتصار وبالوحدة يتمكن الاسرى من الدفاع عن منجزاتهم وعن انفسهم داخل السجن فهم مستهدفون دوما من قبل ادارة السجون وادواتها الامنية ومخططانها التي لا تنتهي والتي كان اخرها قوانين ايتمار بن غفير وزير ما يسمى بالامن القومي وهو الذي يتولى مسؤولية ادارة مصلحة السجون وبين الفينة والاخرى يتفنن في سن القوانين العنصرية ومن بينها تقليص مدة الزيارة للاسرى وذويهم من مرة في الشهر الى مرتين في الشهر وهذا بحد ذاته يحتاج الى شحذ الهمم والتصدي لهذه القوانين بمزيد من الاصرار والتصميم والوحدة بين الاسرى ووحدة شعبنا بشكل عام.
هذا وقد قامت جمعية اقرا الخيرية في قرية دار صلاح المجاورة لقريته بتكيرم الاسير انور العصا بمناسبة اتمامه حفظ القران الكريم وهو داخل المعتقل.
المشاركة في الاضراب
خاض الاسير العصا اضرابا عن الطعام بمعية رفاقه في حركة الجهاد الاسلامي في العام 2015 ردا على تجاهل ادارة سجن ريمون الصحراوي لمطالبهم المتمثلة بالغاء اجراءات تعسفية بحقهم من بينهم نقل العديد من قيادات الحركة من سجن ريمون وقد استمر هؤلاء الاسرى بالاضراب حتى تحققت مطالبهم.
ومن بين ما واجهه الاسير العصا ايضا عدا عن منع عدد من افراد عائلته من الدرجة الاولى من الاقارب بمنع زيارته بدواعي المنع الامني وجرمانه من المشاركة في مناسبات افراد عائلته المختفلة فقد فقد والديه اثناء وجوده داخل الاسر وحرم من المشاركة في ودعاهما او في تقبل العزاء بهما ولكنه كان يقول دوما ان هده الاحداث الجسام لن تمنعه من التمسك بحقوق شعبنا في تحرير ارضنا بل تجعلنا اشد عودا واكثر تصميما على الاستمرار في مسيرة نضال شعبنا حتى يتحقق له النصر.