الداخل المحتل/PNN- هدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، اليوم الإثنين، السلطة الفلسطينية، لتوجهها إلى الأمم المتحدة لطلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية؛ في حين اعتبر أن فرص نجاح المساعي الأميركية لتوصل إلى اتفاقيات مع السعودية تشمل تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض "لا يستهان بها".
وجاءت تصريحات هنغبي خلال مشاركته في المؤتمر الأمني الذي تنظمة جامة "رايخمان" في هرتسليا حول "الإرهاب"، تحدث خلالها عن المحادثات التي يقودها نيابة عن الحكومة الإسرائيلية مع الجانب الفلسطيني، وفرص التطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والبرنامج النووي الإيراني.
وبعد أن تطرق هنغبي إلى "الفرص والتحديات" التي يلتقطها المسؤولون خلال عملية صناعة القرار، وأشار إلى أن ما يعرف بـ"اتفاقيات أبراهام" التي وقعتها الإمارات والبحرين والمغرب للتطبيع مع إسرائيل، تحدث هنغبي باستفاضة عن الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وقال هنغبي: "تلقيت اتصالاً هاتفيًا قبل أربعة أشهر، في بداية شهر أيار/ مايو الماضي، من نظيري في مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة، جيك سوليفان، وأبلغني عن قرار مفاجئ للغاية اتخذه الرئيس جو بايدن، الذي أصدر تعليماته لإدارته بإجراء حوار معمق مع السلطات في السعودية، لمحاولة فحص أو دفع باتجاه اتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي سيتم في إطارها توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية".
وأضاف أنه "في البداية، اعتبر الأميركيون أن هذه المهمة هي ‘تسديدة بعيدة‘ (في إشارة إلى أنها عملية طويلة قد تستغرق وقتا)، وقبل بضعة أسابيع حدد الجانب الأميركي فرص نجاحها بخمسين وخمسين، وفي الأسابيع والأيام الأخيرة، نعتقد أن التعريف الأميركي بات أن فرص إنجاز هذه المهمة ‘لا يستهان بها‘".
وأوضح أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه "من المحتمل أن يكون هناك اتفاق على عدد من القضايا"، واعتبر أن "الدليل الأبرز على أن هذه ليست ‘طلقة في الظلام‘ بل أن جميع الأطراف لديها تطلعات هادفة، هو ما حدث في قمة مجموعة العشرين، يوم السبت الماضي، حيث كان هناك اجتماع لأكبر الاقتصادات في العالم والاتحاد الأوروبي".
وتابع "هناك أعلن زعماء دول الولايات المتحدة الأميركية والهند وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والسعودية والإمارات، بدء ما يسمى بـ‘الممر الاقتصادي‘، وهو ترجمة الرؤية التي عرفناها جميعا منذ سنوات، وهي أن إسرائيل قد حلمت دائمًا بأن تكون مركز الربط بين آسيا وأوروبا".
وأضاف أن "كل ذلك يرتبط بالصراع بين القوى العظمى، الولايات المتحدة والصين، ورغبة الولايات المتحدة في دمج الهند والسعودية في التحالف الخاص بها"، وتابع أن "القرار واضح. لقد بدأنا نطبق، سريعًا، هذه الرؤية ونحولها من فكرة مجردة لخطوات على الأرض".
واستطرد قائلا: "سكك حديدية في الإمارات، ترتبط بخط السكك الحديدية الموجود في السعودية، إضافة إلى إقامة سكك حديدية في الأردن، وربط خط السكك الحديدية الإسرائيلي بالجسور الأردنية، في الواقع ما نحصل عليه هو ممر اقتصادي يربط بين آسيا وأوروبا، من الهند بحرًا إلى الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل".
وأضاف أن ذلك يتطلب حوارا مع الفلسطينيين، وقال إنه يدير هذا الحوار عن الجانب الإسرائيلي بتوجيه من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وقال هنغبي "ما زلنا نحاول التوصل إلى اتفاقات معهم (في إشارة إلى الجانب الفلسطيني) في الجوانب الأمنية، وتحمل المسؤولية عن الأمور المتعلقة بالحياة في المنطقة أ (وفقا لاتفاقيات أوسلو)".
وتابع "لقد أجريت محادثات مطولة مع الفلسطينيين، هناك بعض الثمار التي جنيناها من هذه المحادثات، وذلك لأول مرة منذ اتفاقيات كامب ديفيد. إذا كان هناك اتفاق بين إسرائيل والسعودية، فسيكون ذلك لأن كلا البلدين يريدان ذلك".
وعن توجه السلطة الفلسطينية لمحكمة العدل الدولية في لاهاي لمساءلة إسرائيل قضائيا عن جرائم الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر، وقال هنغبي "نحن نوضح للفلسطينيين أنه لم يعد بإمكاننا قبول الحملة التي يشنونها ضد مقاتلي الجيش الإسرائيلي باستخدام أدوات الجهاز القضائي الدولي".
ووجه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تهديدات صريحة للسلطة الفلسطينية قائلا: "إذا تقدم مقاتلاً أو جنديًا أو ضابطا في الجيش الإسرائيلي إلى العدالة أو المساءلة القضائية، فإنكم بذلك تعرضون وجودكم ذاته للخطر". وأضاف "هذه خطوة تتعارض مع كافة الاتفاقيات التي وقعناها ومخالفة لها. إذا ذهبتم (يقصد الفلسطينيين) مع شركائكم إلى محكمة العدل الدولية، سيشكل ذكل خطرا على الجنود الإسرائيليين، خطر حقيقي، أنتم تتعاملون هنا بإرهاب".
وتابع "أوضحنا للفلسطينيين أن النتيجة العملية لذلك ستكون قطع العلاقات الأمنية والسياسية مع السلطة الفلسطينية فورا، وإذا فعلنا ذلك فإن مصيرهم سيكون كما حدث في غزة بعد فك الارتباط، حيث أطلق الإسلاميون النار على ركبهم بكل بساطة وألقوهم من أسطح المنازل. أنا أقول ذلك بصراحة، لقد تم تحذيرك، وهذا ليس شيئًا يمكنكم الاستخفاف به".
وعن البرنامج النووي الإيراني، قال هنغبي إن "القفزة المفاجئة في تخصيب اليورانيوم في إيران إلى نسبة 80% أو نحو ذلك ليست محض صدفة. لقد أوضح رئيس الحكومة (نتنياهو) لجميع زعماء العالم أنه إذا أقدمت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 60% كإجراء يمكننا رصده، فإن النتيجة ستكون أن إسرائيل ستضطر إلى التصرف دون أي خيار آخر".
وأضاف "نأمل ألا نصل إلى تلك اللحظة، لكننا نستعد لها".
وفي ما يتعلق بـ"حزب الله" الإيراني وما اعتبره "تموضعا إيرانيا على الحدود الشمالية"، في إشارة إلى سورية، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إنه "في الأشهر الأخيرة، شهدنا تغيرًا تدريجيًا نحو الأسوأ في سلوك حزب الله على الحدود الشمالية؛ يمكن وصفه بأنه ‘من الحذر إلى الغطرسة‘".
وأضاف "على مدى 17 عامًا، لوحظ ضبط النفس العقلاني جدًا لدى نصر الله، الذي فهم معنى حرب 2006، والكارثة التي أودت بلبنان وأبرز أنصاره. لقد شهدنا 17 عامًا هادئًا للغاية مع خلافات بسيطة. وفي الأشهر القليلة الماضية، أدركنا استعداد نصر الله المتزايد لمخاطرة والمغامرة، وأبرزها محاولة الهجوم الجماعي ومذبحة الإسرائيليين، والتي فشلت ببساطة لأسباب عملياتية في مجدو".
واعتبر أن "حزب الله أصبح وكيلاً لإيران، لأسباب ومصالح ليست مصالح لبنانية. في الآونة الأخيرة، قرر نصر الله أن يدرس موقفنا، ربما بسبب الأزمة الداخلية هنا، وربما بسبب جوانب أخرى"، وقال "أنتم تعلمون رسالتنا التي أوضحها قادة الأجهزة الأمنية ووزير الأمن ورئيس الحكومة، ليس لدينا خلاف حقيقي مع لبنان وكذلك الخلافات القائمة بشأن مسائل حدودية قابلة للحوار والنقاش".