بيت لحم /PNN/ نظمت جمعية الرواد للثقافة والفنون واللجنة الشعبية في مخيم عايدة حفل لإضاءة العمل الفني العملاق " متحف القمر " للفنان العالمي لوك جيرام بالتعاون مع مسرح عناد ومجموعة بأور وذلك في مسرح العودة الخارجي المجاور لجدار الفصل العنصري في مخيم عايدة وبحضور واسع من أهالي المخيم والزوار القادمين لمشاهدة العرض الفني .
و سيكون القمر على مدار أيام وجوده في المخيم قريبًا وليس في السماء و وراء الجدار وللمرة الأولى على الإطلاق يأتي القمر هنا ليعزي من في العذاب ويعطيهم أملًا في الحرية والعودة."
ويعتبر متحف القمر هو عمل فني تجوالي ذو شهرة عالمية من إبداع الفنان الدولي لوك جيرام، حيث يبلغ قطره سبعة أمتار ويتضمن صورًا مفصلة من وكالة ناسا لسطح القمر. وعلى الرغم من دعوته عدة مرات لعرض العمل الفني في دولة الاحتلال إلا ان الفنان لوك اختار بدلاً من ذلك تقديم العمل في مخيم للاجئين للتضامن مع الشعب الفلسطيني. حيث تم تثبيت القمر بواسطة فريق من الفلسطينيين تم تدريبهم من قبل الفنان خلال زيارته الأخيرة إلى الضفة الغربية حيث مكث لمدة أسبوع في مخيم عايدة ليلتقي بأهالي المخيم ويتعرف على واقع حياتهم هناك.
وقال سعيد العزة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عايدة ان هذه الفعالية أتت بمبادرة من الفنان البريطاني الشهير ودعوة من مسرح عناد وتم نصبه اليوم وبالشراكة مع جمعية الرواد واللجنة الشعبية ومسرح عناد ومجموعة باور الفنية مضيفا ان وجود القمر اليوم قرب الجدار له مدلولات كبيرة ومهمة في المخيم حيث كان القمر نور اللاجئين الذين هجروا من ارضهم قوراهم ومدنهم عام 48 الأرض فراشهم والسماء لحافهم وكان القمر هو النور الذي يخيم عليهم ويعطيهم الامل.
و قال الدكتور وليد الخطيب نائب رئيس الهيئة الإدارية لجمعية الرواد للثقافة والفنون "للمرة الأولى على الإطلاق، سيتمكن أهالي مخيم عايدة والمناطق المجاورة من رؤية القمر بأكمله دون أن يتعرض للحجب بواسطة جدار الفصل العنصري، ودخان قنابل الغاز، وظلال الرصاص المطاطي والرصاص الحي، ولا سماع صراخ المصابين.
وأضاف الخطيب ان القمر يحمل معاني عظيمة في الثقافات العربية، حيث يُعتبر رمزًا للحب والجمال، وكان يُستخدم لقرون طويلة كمصدر للضوء للتنقل في الصحراء في الليل. ويتم تحديد التقويم الإسلامي بواسطة مراحل القمر ويُستخدمه المسلمون في جميع أنحاء العالم لتحديد توقيت المراقبات الدينية الهامة مثل رمضان والحج.
و قال الفنان لوك جيرام: "إن الجميع هنا مصابون بالصدمة بسبب أجيال من القمع والتعذيب. الحزن والغضب ينتقلان من جيل إلى جيل. ومن خلال ما تعلمته في مخيم عايدة عن طريقة تعامل سلطات الاحتلال مع الفلسطينيين، فقد أنشأت نظام قمعي ووضعت واقعًا حقيقياً للفصل العنصري."
وأضاف “على الرغم من أنني قد قمت بجولات دولية لأكثر من 25 عامًا، إلا أنني على علم بكيفية استخدام الفن العام لتقديم مكان كحضاري وإبداعي وديمقراطي. وإن تقديم عملي الفني في مخيم عايدة هو رسالة للتضامن مع الشعب الفلسطيني. أملا أن يسلط هذا العمل الفني الضوء على استمرار الظلم في هذا الوضع في فلسطين.”
من ناحيتها قالت يارا عودة من مجموعة باور الفنان البريطاني المشهور عرض منحوتة القمر في متاحف هامة و كان يفكر ان مكانه الصحيح فلسطين كونه داعم للقضية الفلسطينية ورفض عروض من مؤسسات إسرائيلية لاستضافة القمر في إسرائيل وكان يبحث عن مكان في فلسطين لإعطاء امل للناس .
وأضافت انه تم اقتراح مخيم عايدة قرب الجدار لوضع القمر حيث عايش المخيم وأهله تجارب نضالية للتحرر واطفاله وشبابه من المناضلين مشددة على ان القمر الشمس يشكلان رسالة تحرر يعكسها نضال المخيم وصموده موضحة ان الجيل الشاب يحتاج لكل رسائل الدعم من اجل تحدي إجراءات الاحتلال ونامل ان يكون القمر قد حقق جزء من الرسالة للفت الانتباه لصمود ونضال المخيم.
وأشارت الى ن منحوتة القمر تمكننا من التسليط على قبح ووحشية وظلم الجدران الخرسانية التي تحصر وتقيد المجتمعات الفلسطينية حيث لا يجب أن يعيش أحد على وجه الأرض تحت مثل هذا الحصار" .
الأطفال بدورهم عبروا عن سعادتهم بوجود هذه التحفة الفنية التي تجسد القمر و تعكس وجوده واهميته حيث ساعدتهم نسخة القمر على التعرف عليه والاحتفال به وعبروا عن فرحتهم لانهم شاهدوا هذه التحفة الفنية
و لاقى متحف القمر رواجا من قبل الزوار وأهالي المخيم والمناطق المجاورة الذين أتوا لالتقاط الصور التذكارية مع القمر العملاق في حين قدمت فرق الرواد الفنية عروضاً موسيقية ولوحات للدبكة الشعبية تحت إنارة القمر الذي بقي ينير سماء المخيم طوال هذه الليلة .