بيت لحم /PNN/ نجيب فراج -هذه باختصار حكاية عيسى عدنان المعطي والذي يبلغ اليوم 21 عاما الذي كان قد اصيب برصاصه من نوع دمدم اطلقه جنود الاحتلال الاسرائيلي باتجاهه فاصابته اصابة بليغة في ساقه اليمنى عندما كان يبلغ من العمر 13 عاما.
ووقعت الحادثة في 19 / 9 /2015 اثناء اندلاع مواجهات في دوار القبة الى الشمال من مدينة بيت لحم وعلى الفور قامت هذه القوات باعتقاله ونقلته مباشرة الى مستشفى هداسا الاسرائيلي نظرا لاصابته البالغة حيث قرر الاطباء بتر ساقه على مرحلتين خلال اسبوع واحد وبعد مضي هذا الاسبوع قررت محكمة عوفر العسكرية الافراج عنه مقابل غرامة مالية مقدارها سبعة الاف شيقل ليعود الى منزله بدون ساقه وتمكنت وقتها هيئة شؤون الاسرى من الحصول على الساق وقررت في حينه اجراء مراسم دفن الساق في مقبرة الشهداء الكائنة بقرية ارطاس المجاورة للمخيم بحضور حشد كبير من ممثلي الفعاليات والمؤسسات والقوى المختلفة في مشهد استثنائي اذ ان المعتاد ان يتم دفن الشهداء ولكن هذه المرة قامت قوات الاحتلال باغتيال ساق هذا الفتى الصغير برصاصة دمدم بحسب محمد عبد ربه رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم.
وقد جرى دفن القدم تحت شجرة زيتون خضراء في المقبرة مع شاهد يحمل صورة الطفل وهو يرفع شارة النصر، وقد كتب على الشاهد ( تحت شجرة الزيتون دفنت قدم الطفل عيسى المعطي... ابوس الارض .... تحت نعالكم.... وأقول افديكم).
تمضي الايام والاشهر والسنين حيث تمكن الطفل عيسى من تركيب ساق اصطناعي له وليصبح اليوم عمره 21 سنة وكبر وهو يواجه متاعب الحياة باصرار وعزيمة لا تلين واصبح شابا يشار له بالبنان من حيث الخلق والسمعة الحسنة بين المواطنين ويشق حياته بكبرياء وعزيمة لا تلين بحسب العديد من اصدقائه ومعارفه، وبمعنويات عالية وكان دائما يقول "سبقتني ساقي الى المقبرة"، فانا مشروع شهادة في ظل احتلال لا يرحم ويهدد كل ابناء شعبنا.
لم تكتفي قوات الاحتلال من اصابة هذا الشاب وفقدانه لساقه لتحوله من ذوي الاحتياجات الخاصة كما العديد من ابناء فلسطين الذين كانوا ضحايا لرصاص الاحتلال المصوب باتجاه المواطنين بمختلف فئاتهم وقطاعاتهم، فقامت قوة عسكرية كبيرة باقتحام منزل عائلته المتواضع في مخيم الدهيشة وتفجير مدخله الرئيس لتقوم باعتقاله وقد ترك ساقه في المقبرة، وذلك في السادس والعشرين من كانون ثاني من العام وحولته الى الاعتقال الاداري لمدة ستة اشهر ولتجدد اعتقاله الاداري مرى ثانية بذات المدة.
وقال محمد عبد ربه رئيس جمعية الاسرى والمحررين ان اعتقال المعطي هو دليل على ان قوات الاحتلال نواصل حرب اعتقالاتها على المواطنين الفلسطينيين ومن بينهم كبار السن ومرضى وممن يعانون من اصابات بليغة كحالة عيسى مؤكدا انه بحاجة الى علاج مستمر والى عناية داخل السجن والى من يساعده في فك قدمه الاصطناعي سواءا عند الذهاب الى النوم او عند الذهاب للاستحمام، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة عيسى وسلامته.
وقال ان اقتياده الى السجن بهذه الطريقة تؤكد على مدى عنصرية هذا الاحتلال وفاشيته وان اطفالنا في خطر شديد وهم بحاجة الى من يدافع عنهم والى الحماية الدولية الغائبة حيث المجتمع الدولي لا يسمع ولا يرى كل هذه الجرائم والممارسات.
وكان عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى السابق رئيس المكتبة الوطنية اننا وفي حادثه وفي جريمة ترتكبها قوات الاحتلال نحمل رسالة الى العالم ليوقف سياسة الاعدامات والقتل العمد واطلاق الرصاص الحي على اطفالنا وشبابنا، وان ما جرى بحق الطفل المعطي وبحق المئات من الاطفال هي جرائم حرب ترتكبها حكومات الاحتلال المتعاقبة وبقرار رسمي اسرائيلي.