بيت لحم /PNN/ نجيب فراج– عزلت إسرائيل نفسها عن العالم الخارجي بالكامل وذلك ابتداء من الساعة الثانية من ظهر اليوم الاحد وحتى الساعة الثامنة والنصف من مساء الاثنين وذلك بمناسبة يوم الغفران لدى اليهود والمعروف باسم الكيبور. وقالت مصادر متطابقة أن الحياة شلت بالكامل في إسرائيل حيث يمتنع الإسرائيليون عن استقلال سياراتهم أو الخروج في الشوارع ويفضلون الاعتكاف في الكنس وهم صياما على مدى هذه الساعات كما نصت على ذلك آيات في التوراة ويظلوا يمارسون العبادة ، كما يمتنع الإسرائيليون عن استخدام الأنوار ، هذا إضافة عن توقف البث في كافة المحطات التلفزيونية والإذاعية الحكومية منها والخاصة وتشل بالكامل حركة ملاحة الطيران من المناطق الإسرائيلية إلى الخارج وبالعكس وكذلك الأمر مع الملاحة والتنقل البحري أيضا إضافة إلى إغلاق كافة المعابر البرية الدولية التي تربط إسرائيل بالدول المجاورة لها ، حيث تتوقف كافة الأعمال والنشاطات لتشل الحياة بالكامل على مدى هذه الساعات ، لتعود الحياة بعدها في الثامنة والنصف من مساء الاثنين.
وينعكس الاحتفال بيوم الغفران على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وداخل مناطق الـ 48 حيث فرضت السلطات الإسرائيلية طوقا امنيا شاملا على الأراضي الفلسطينية ودفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى داخل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وعلى امتداد خطوط التماس والى تشديد الحصار على قطاع غزة تنفيذا لأوامروزير الحيش الاسرائيلي يوآف غالانت الذي أمر أيضا بالرد الحازم على أي عمل يخل بالأمن حسب تعبيره . وعززت القوات العسكرية والشرطية الاسرائيلية تواجدها في انحاء مناطق الـ”48″ و في مدينة القدس المحتلة حيث اقامت حواجز على الشوارع التي تفصل بين شرق المدينة وغربيها لمنع تنقل السيارات الى الجانب الغربي خلال هذه الفترة وذكر العديد من المواطنين ان الجنود الاسرائيليين قد شددوا من إجراءاتهم العسكرية على مختلف الحواجز المنتشرة سواءا تلك بين المحافظات او التي على خطوط التماس مع مناطق الخط الاخضر ومدينة القدس ذاتها .
وبحسب ناطق اسرائيلي فانه قد جرى نشر نحو عشرة الاف جندي وشرطي ورجل امن في مختلف المناطق" الـ48 والضفة الغربية وداخل القدس وعلى حدود قطاع غزة" وفي ذات الاتجاه فقد فضل المئات من المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون داخل المدن الفلسطينية في اسرائيل ان يقضوا فترة العيد في عدد من المدن الفلسطينية اذ وصولها قبل الاغلاق الامني وسيمكثون فيها بعد انتهاء عطلة هذا العيد هذا ولم يتمكن مئات المواطنين الذي كانوا في زيارة للأردن أو خارجه من العودة إلى الضفة الغربية عبر جسر اللنبي خلال هذه الفترة حيث عادوا إدراجهم نظرا للإجراءات البطيئة التي نفذتها القوات الإسرائيلية عبر هذا المعبر صباح الثلاثاء حيث تم إغلاقه بالكامل قبل ساعات الظهر ولم يتسنى لهؤلاء من العودة إلى بلدهم إلا يوم الثلاثاء القادم بعد انتهاء حالة الشلل التام في إسرائيل. ويعتبر يوم الغفران اليهودي هو اليوم الأقدس في الدين اليهودي حيث ذكر في سورة ” تعمونا ” بالتوراة والذي يعتبر آخر أيام التوبة العشرة من بداية السنة العبرية و يعتكف كل اليهود في الكنائس ليطلبوا المغفرة من الله على الأعمال التي قاموا بها، ولذلك يعتبر هو اليوم الأهم في السنة العبرية ، ولكن هذا اليوم الذي مضى على الاحتفال به نحو خمسة آلاف سنة له ذكريات مؤلمة عند الإسرائيليين حينما فوجئت إسرائيل بحرب أكتوبر التي شنتها كلا من مصر وسوريا على إسرائيل التي كانت غارقة بالاحتفال بهذا اليوم وتعيش حالة من الشلل والعزلة التامين فقامت الطائرات المصرية بتوجيه الضربة الأولى للطيران الإسرائيلي الذي كان جاثما في مكانه بالمطارات العسكرية المختلفة ليتكبد سلاح الجو الإسرائيلي الخسائر الأكبر في تاريخه ومن ثم دخلت إسرائيل الحرب وهي غير مجهزة بالكامل مما أدى إلى إصابتها بإخفاقات عسكرية كبيرة حيث اعتبرت هذه الحرب هي الحرب الأخطر التي هددت وجود إسرائيل برمتها ولذا فان لهذه الحرب التي وقعت في يوم الغفران ذكريات اليمة لا تنسى بالنسبة لليهود الذين كانوا صياما حسب العديد من مراقبيهم .