بيت لحم/PNN/ يزن زيت، مصمم أزياء فلسطيني يطرق أبواب العالمية بمعرضه في ايطاليا حاملاً رسائل قضيته الفلسطينية في طيات تصاميمه.
وقال المصمم زيت في حديث ضمن برنامج “صباحنا غير ”الذي يبث عبر تلفزيون PNN، وتقدمه الزميلة ملاك أبو حماد أنه درس التصميم في ايطاليا، واصبح مدرسا لمادة التصميم في جامعات فلسطينية بارزة مثل جامعة بير زيت ودار الكلمة وهو يامل بان يصبح هناك تطور بقطاع التصميم للملابس كما هو الحال في كثير من دول العالم حيث يشكل تصميم وصناعة عالم الازياء مصدرا مهما للدخل .
وحول موهبته يقول زيت ان موهبته بدأت منذ طفولته، فأكتشفها من خلال رسوماته ،فرغم معارضات ممن حوله لدراسته تصميم الازياء الا أن زيت قد كان مؤمناً بشغفه الذي قاده الآن ليصبح مصمم أزياء معروف بعد ان دوس العلاقات العامة توجه للدراسة تصميم الازياء مجددا في ايطاليا.
ويعمل زيت منذ عدة سنوات في محال تصميم الازياء حيث افتتح بيتا لتصميمها ومنذ اربع سنوات اقام اربع عروض في فلسطين،
وحول عرض الاول قال زيت أن ردة الفعل كانت قوية ولقي تشجيعاً كبيراً ممن حوله، لتكون نقطة تحول كبيرة في أعماله موضحا انه لولا العرض الاول والتشجيع لم يكن ليصل الى ما وصل اليه حيث من بيت لحم، بيت جالا إلى ايطاليا.
وأوضح أن تصميماته لعرض ايطاليا استوحاها من شجرة الزيتون، ليضفي الطابع الفلسطيني عليها مسمياً العرض "زيت"، في إشارة منه للزيت و لشجرة الزيتون التي تعبر عن الصمود والبقاء بطريقة جمالية.
وقال زيت انه حرص على ايصال الواقع والحياة والنضال الفلسطيني في ظل استمرار مع المحتل الاسرائيلي الصراع للتاكيد على الحق و الهوية الفلسطينية من خلال الفساتين التي صممها.
وأضاف أن من أكثر تصاميمه نجاحاً كان "فستان العرس"، فدمج في تفاصيل الفستان ورقة الزيتون مع خارطة فلسطين، مضيفاً أن الفستان في صورته النهائية كان يشبه النسر الذي يمثل شعاراً للقوة والارادة الفلسطينية.
كما وقال زيت أنه يدخل مزيجاً اوروبياً في تصاميمه داخل البلاد "فلسطين"، في محاولة لإضفاء الاختلاف عن الثقافة المتعارف عليها في التصاميم، أما تصاميم ع صه في ايطاليا فكان يعتمد فيها على توصيل رسالة وهي تسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
وأشار زيت إلى بعض الصعوبات التي تواجه المصممين في فلسطين وأبرزها عدم الاقبال الكبير من قبل الناس لشراء تصاميمه مشيرا الى ان المجتمع الفلسطيني يفضل ان يكون له تصاميم خاصة بهم بسبب الوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين معبراً عن تفهمه للناس .
كما اشار زيت الى نقطه هامة وهي ضرورة زيادة الاهتمام بالمصممين من قبل المؤسسات والوزارات وعلى راسها وزارة الثقافة والاقتصاد الى جانب البلديات من اجل العمل على تسليط الضوء على المواهب الفلسطينية.
كما وذكر صعوبة الحصول على جميع انواع الاقمشة في الاسواق المحلية مما يجعل المصمم يضطر لشرائها من الداخل المحتل، وبالتالي ارتفاع السعر بسبب غلاءها مشيراً، لصعوبة التنقل بسبب الاحتلال مما يعيق الكثير من الفرص التي ممكن أن يحصل عليها المصمم .
وتحدث زيت عبر برنامج #صباحنا_غير عن بعض المخاوف التي واجهته وهو ذاهب للعرض بايطاليا وأبرزها كان الاحتلال والتخوف من مصادرة التصاميم وتوقيفه على الحدود لما تحمله هذه التصميمات من رسائل حول القضية الفلسطينية.
وعبر عن شعوره بالراحة والرضى الكبير عن النفس بعد بذله للجهود الكبيرة والاستنزاف الجسدي والعقلي للوصول لهذه العرض على المستوى الدولي مشيرا الى ان الانجاز لم يأتي من فراغ ولا بيوم وليلة بل سبقه الكثير من التعب والعمل والمعارض حتى وصل لحلمه الكبير وهو العرض في ايطاليا.
وأشار إلى تطلعاته المستقبلية وهي الامل في وصول تصاميمه للسجادة الحمراء وتنفيذ عروض دولية تقوم فيها عارضات ازياء فلسطينيات لهن سمعة عالمية بلبس الملابس التي يصممها.
وقال انه قابل الكثير من المواهب الشابة والمميزة والتي تحمل مؤشرات نجاح عالمية ولكنها محرومة من الفرص والامكانيات بسبب الظروف التي يعاني منها ابناء شعبنا من احتلال وتدهور الاوضاع الاقتصادية وغيرها.
ووجه نصحيته للطلاب وكل من يحمل شغف اتجاه تصميم الازياء بأنه يجب اخذ التصماميم من القضايا الانسانية والأممية لإيصالها من خلال هذا الفن العميق، محذرهم من التعاطي مع الاراء السلبية التي ستواجههم بالتأكيد وعدم الاستسلام للعقبات.
وطالب مصمم الازياء الفلسطيني الشاب كافة المؤسسات الرسمية والاهلية والقطاع الخاص تنفيذ ودعم مشاريع تدعم قطاع التصميم والمصممين في فلسطين وتسلط الضوء واعطائهم الفرص للكشف عن مواهبهم التي تخدم قضيتنا وتراثنا.