بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – غاب الاسير نضال ابو عكر عن حفل زفاف ابنته داليا وحضرت صوره وصوته فكان حضوره وافرا رغم غيابه.
هكذا احتفل نضال البالغ من العمر 57 عاما بزفاف ابنته وهي الاولى التي تتزوج من بين ابنائه الثلاثة محمد وكرمل حيث غيبه الاعتقال الاداري من الحضور وهو لازال يقبع داخل اسوار سجن عوفر منذ سنة ونصف، وفي الحقيقة هو مغيب على مدار ثلاثة عقود اذ يتعرض للاعتقال المتلاحق وبفترات زمنية متقاربة للغاية وقد اعتقل في المرة الاخيرة بعد مرور نحو 70 يوما من الافراج عنه بعد اعتقال اداري استمر لنحو عامين وقد امضى نحو 18 عاما داخل السجن من بينها 11 عاما قيد الاعتقال الاداري.
كلمة مؤثرة
استمع الحضور الذي جاء من كل حدب وصوب لحضور حفل الزفاف الى كلمات مؤثرة القاها نضال وقال فيها "ان مشاعره بالتأكيد مختلطة ما بين الفرحة بهذه المناسبة وما بين سرقتها بفعل هذا الاعتقال الجائر"، واعتذر نضال من كريمته وعريسها هيثم عودة من عدم الحضور مقدما التهاني لهما بهذه المناسبة متمنيا لهما حياة سعيدة ومعربا في ذات الوقت عن ان يتمكن من حضور مناسبات اخرى ويكون الاحتلال قد رفع قبضته ورحل عن الشعب الفلسطيني".
وتركت كلمات الاسير نضال وقعا تقيلا على ابناء عائلته والحضور الذي انسالت دموعهم اثناء القائه للكلمة ولكن وحسب وصيته بانه قال افرحوا ما استطعتم ومن هنا ينبلج الفرح من وسط الحزن وهذا حال الشعب الفلسطيني برمته، فهذه ليست المرة الاولى التي يغيب نضال عن مناسبات العائلة قسرا حسب والدته فقد غاب عن الحضور قبل نحو ثلاثة اعوام في وداع والده الذي غيبه الموت ولم يتمكن نضال من وداعه او المشاركة في تقبل العزاء بوفاته، وهذا ما حصل قبل عامين حينما غاب عن الاحتفال بزفاف ابن شقيقه رأفت الذي غاب ايضا عن حضور زفاف نجله محمد حيث كانا
رأفت ونضال في السجن
وقالت الوالدة ام نضال "هذا هو حالنا جراء ممارسات الاحتلال التي لم تتوقف بحقنا ويسرق الفرحة من بين ظهرانينا فهو الذي قتل ابني محمد قبل نحو ثلاثة عقود واعتقل ابنائي الثلاثة ياستمرار ولكننا طبعا كنا وسنبقى اقوياء نقيم احتفالاتنا في المناسبات المختلفة ونحييها في السراء والضراء ولن يثنينا الاحتلال عن ذلك ما حيينا.
يشار الى ان الاسير ابو عكر كان قد افرج عنه في المرة الاخيرة في الثاني والعشرين من ايار من عام 2022بعد اعتقال اداري استمر عامين ليعود بعد نحو سبعينويقول نضال أبو عكر إنه عاد إلى السجن بهذه السرعة وبقرار من المخابرات الإسرائيلية ليس لأنه يشكل خطرًا على الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما يرد في بنود الملف السري بل هم يريدونه أن يسكت وأن لا يكون خارج السجن.
قال له ضابط في المخابرات الإسرائيلية في عوفر التقاه قبل أيام من اعتقاله "إنه الآن يستطيع أن يبيت مع بناته بسلام بعد اعتقاله" حسب زعمه.
وأضاف أبو عكر معقبًا على حديث الضابط الإسرائيلي: "كأني أهدد بيته وعائلته، وهذه اللغة هي لغة مليئة بالكذب وبمحاولة قلب الحقائق على أنهم هم الضحية ونحن المعتدون، وكأننا نحن الذين نحتل فلسطين، وكأننا نحن الذين نتوغل في المدن ونشن حملات الاعتقال المتواصلة وهدم المنازل وارتكاب الجرائم".