بيت لحم /PNN / قال رئيس بلدية الخضر ابراهيم موسى، ان عدم قدرة المجلس البلدي على تنفيذ وعوده الانتخابية يعود الى واقع البلدية المالي الصعب.
وأضاف موسى "وعدنا المواطنين أُثناء الانتخابات المحلية الأخيرة بتطوير واقع البنية التحتية في البلدة، ومن بين أهم مشكلات البنية التحتية شبكة الصرف الصحي التي تخدم قرابة 45 في المئة من منازل المواطنين فقط، ولكننا لغاية هذه اللحظة لم نستطع تنفيذ الوعد الانتخابي بتطوير هذه الشبكة بسبب واقع البلدية المالي الصعب".
وأضاف خلال برنامج "ساعة رمل" الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية إن 55 في المئة من المنازل بدون شبكة صرف صحي، والتي تعتمد على الحفر الامتصاصية التي يتسرب منها المياه العادمة بين منازل المواطنين وعلى الشوارع العامة مسبب كارثة بيئية كبيرة.
وتابع قائلا " هناك بحيرات من المجاري، وقرية ارطاس جنة من المزروعات، لكنها باتت ملوثة اليوم بالمياه العادمة، لذلك نحن في سائر المنطقة نعاني من مصيبة بيئية ولا أحد يكترث لذلك"، كما انها تعد سببا لمشاكل يومية بين الأهالي تهدد السلم الأهلي بين القرى والبلدات، خصوصا وأن مجاري الخضر تمتد الى إرطاس، وتلوث مياه الينابيع.
وأكد موسى أن الشوارع المحيطة بقصر المؤتمرات في المحافظة والذي يعد وجهة سياحية وثقافية، تطفح بالمياه العادمة، مردفا "هل يعقل أن قصر المؤتمرات الوحيد في فلسطين لا يحوي على شبكة صرف صحي ويعتمد على حفرة امتصاصية.. هذه جريمة".
وكشف رئيس البلدية أن المياه العادمة تتسرب الى برك سليمان الثلاثة وتلوث المياه في داخلها، مؤكدا أن المواطنين وبعد السباحة في البرك يعانون من أمراض جلدية مختلفة، موجها رسالة للمواطنين "السباحة في برك سليمان خطرة للغاية من الناحية الصحية، وكونها عميقة جدا وغير مهيأة للسباحة".
وأوضح موسى "أن برك سليمان المتنفس الوحيد لجنوب الضفة لكنها للأسف ملوثة دون أي حلول للإنقاذ".
وحول الجهة المسؤولة عن شبكة الصرف الصحي قال موسى " أن بلدة الخضر تابعة لامتياز دائرة مياه بيت لحم وهي شركة خاصة، والمسؤولة المباشرة عن هذه المشكلة، والتي نتهمها بالتقصير وعدم الاهتمام بالخضر".
وتابع موسى "هناك سوء في توزيع الخدمة وغياب العدالة من دائرة مياه بيت لحم، وقد توجهنا لهم أكثر من مرة لإكمال مشروع الصرف الصحي "مشروع الخط الانسيابي" الذي يصل من الخضر الى مدينة بيت لحم وللأسف لم يقفوا معنا".
وأضاف موسى "توجهنا الى الحكومة أكثر من مرة دون فائدة، من أجل تطبيق قرار مجلس الوزراء عام 2018 حينما اجتمعت الحكومة في قصر المؤتمرات وأًصدرت قرارا حينها بتنفيذ هذا المشروع، ولغاية اللحظة لم يرَ النور".
وأشار موسى الى أن البلدية اجتمعت مع رئيس الوزراء قبل نحو شهر، وطالبت بتنفيذ القرار، وقام رئيس الوزراء د. محمد اشتية بتحويل طلبنا الى وزارة الحكم المحلي وللأسف لم نحصل على أي شيء الا وعودا في الهواء لغاية اللحظة.
شح كبير للمياه
وشدد رئيس البلدية أن أكبر كارثة تشهدها الخضر تتمثل في نقص المياه، حيث أن أغلب "صهاريج" محافظة بيت لحم تعمل لنقل المياه الى الخضر، في ظل شبكة مياه مهترئة وقديمة بسببها يصل الفاقد المائي الى 40 في المئة.
وتابع "هناك انقطاع في المياه على مدار أكثر من شهرين، وخلال اجتماعنا مع الوزير مازن غنيم قدمنا مجموعة من الحلول ولكنها لم تنفذ من قبل دائرة مياه بيت لحم وسلطة المياه"، مردفا: "سلطة المياه قدمت طلبا الى الاحتلال من أجل تزويد المنطقة بالمياه لكن لا نعلم ماذا حدث في هذه القضية لغاية اللحظة".
وتابع موسى "هناك غياب في عدالة توزيع المياه، المواطنين يعتمدون على شراء صهاريج المياه وهذا عبء اقتصادي كبير عليهم، حيث يصل سعر الصهريج الواحد الى قرابة 400 شيكل".
وحول جهود البلدية لتطوير شبكات المياه، أوضح أن البلدية حصلت على مشروع من الاغاثة الزراعية لتغيير 2 كيلو من خطوط المياه مع وصلات منزلية بقيمة 2 مليون شيكل، مردفا: "سنباشر في التنفيذ خلال أيام معدودة".
وساطات ومحسوبيات في مجلس الخدمات المشترك..
وحول انتشار القمامة في شوارع الخضر بكميات كبيرة، قال رئيس البلدية "نأسف في البلدية لأن النفايات متراكمة فيها بشكل كبير جدا، إذ تحولت البلدة الى مكرهة صحية".
وقال موسى "أن السبب الرئيس وراء تراكم النفايات يتحمل مسؤوليته مجلس الخدمات المشتركة في المحافظة" حيث قال "يرسلون لنا مركبة أو مركبتين لجمع نفايات 15 ألف مواطن، بواقع نقلة أو نقلتين لذلك تراكمت الأزمة".
ولفت موسى ان مجلس الخدمات المشتركة أوقف خدماته في البلدة رغم دفع المجلس البلدي 2 مليون شيكل، موضحا "المجلس البلدي دفع أكثر من 2 مليون شيكل الى مجلس الخدمات المشتركة في المحافظة، لكنه أرسل لنا كتابا بتوقيف خدمة جمع النفايات يوم السبت المقبل، جراء بقاء ديون بقيمة 143 ألف شيكل، في حين ان بلديات في المحافظة عليها ديون أكثر من 2 مليون شيكل ولم يهدد المجلس بوقف خدمة جمع النفايات فيها"، مرجعا سبب ذلك الى "غياب العدالة في التوزيع، ووجود واسطة ومحسوبية".
العيادة الصحية لا تصلح لحارة في البلدة..
وكان المجلس البلدي قد وعد المواطنين بتطوير الواقع الصحي في البلدة، لكن العيادة الطبية ما زالت تفتقد للتخصصات والمعدات والأجهزة المتطورة، وحول هذه القضية قال رئيس البلدية: "طالبنا بأن يُبنى المستشفى الهندي في الخضر لأن العيادة الصحية لا تكفي لحارة في البلدة، إذ تفتقد الى التخصصات والمعدات والأجهزة ولا تصلح للخضر".
وتابع موسى "نحتاج الى مستشفى لخدمة 9 قرى وبلدات في الريف الغربي، في العادة نتوجه الى مستشفى الحسين في بيت حالا ولكن أزمة شارع الدهيشة تحتاج من المواطن ساعة كاملة في بعض الأحيان"، مشيرا أن هذه القضية تعبر عن تقصير لدى وزارة الصحة.
تقصير وزارة الأشغال العامة..
وحول واقع البنية التحتية، قال رئيس البلدية إن أهم شارع يحتاج الى تأهيل في البلدة هو شارع البالوع الذي يخدم كل قرى الريف الغربي، وتمر منه جميع الوفود السياحية للمحافظة.
وأوضح موسى "قدمنا مشروعا خاصا الى وزارة الأشغال العامة من أجل تأهيل الشارع، لكن المقاولين لم يتقدموا لإنجاز المشروع على خلفية عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها المالية".
وتابع "وزارة الأشغال العامة تماطل الآن في هذا المشروع رغم أننا مقبلين على الشتاء"، مشيرا أن هناك تقصير كبير من قبل بعض وزارات الحكومة مثل وزارة الأشغال العامة والصحة بالخضر، حيث قال: "بعض الوزارات لا ترى بلدة الخضر وكأننا خارج خارطة فلسطين".
ديون بالملايين..
وحول واقع البلدية المالي، أكد رئيس البلدية أن الحكومة مديونة للبلدية بمليون شيكل، كما أن هناك ديون على المواطنين تقدر بـ 19 مليون شيكل، داعيا الحكومة والمواطنين الى ضرورة دفع الديون، لأن تراكم الديون تنعكس سلبا على تقديم الخدمات.