بيت لحم/PNN- طرحت صحيفة "واشنطن بوست" تساؤلًا حول النتيجة المتوقعة لِتوقف العالم فجأة عن استخراج الوقود الأحفوري، وكذلك محاولات التخلص التدريجي من النفط والغاز والفحم الذي اعتمدت عليه البشرية لعدة قرون.
وقالت الصحيفة، إن العالم يُنتج كميات مذهلة من الوقود الأحفوري؛ حوالي 36.5 مليار برميل من النفط، وأكثر من 8 مليارات طن متري من الفحم، فيما تستخرج الولايات المتحدة وحدها وتعالج أكثر من 100 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وأوضحت أن الجميع متفقون على أن التوقف الفوري والمفاجئ لإنتاج الوقود الأحفوري، على سبيل المثال، إذا أغلقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وكل منتج كبير آخر آبار النفط لديها في الوقت نفسه، سيكون كارثيًّا.
وتابعت: "إذا توقف إنتاج الوقود الأحفوري، غدًا مثلًا، فإن العالم سوف يتوقف بسرعة. وحتى في المناطق حيث يتم تشغيل جزء كبير من الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة".
وأردفت: "غالبًا ما يستخدم الوقود الأحفوري لتوفير طاقة ثابتة يمكن الحصول عليها في أي وقت من النهار أو الليل. ودون هذه الطاقة، ستشهد شبكات الكهرباء انقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي".
وفي غضون بضعة أسابيع، فإن نقص النفط، الذي لا يزال الوقود الرئيسي المستخدم في النقل بالشاحنات وشحن البضائع في جميع أنحاء العالم، من شأنه أن يعيق عمليات تسليم المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى.
وحتى لو تمكنت من المشي إلى متجر البقالة، فلن يكون هناك طعام ومواد تشتريها، بحسب سامانثا جروس، مديرة مبادرة أمن الطاقة والمناخ في معهد بروكينجز.
وتابعت الصحيفة أن "المطلوب طبعًا، بحسب نشطاء البيئة، منع استخراج النفط والغاز الجديد، بما يتماشى مع النماذج التي تظهر أن أي إنتاج جديد للنفط والغاز سوف يدفع العالم إلى تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية".
مشيرة إلى أن ذلك سيتطلب بناء ضخمًا وسريعًا لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات والمركبات الكهربائية، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
وتوقعت الوكالة أيضًا، أن يضطر العالم إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات في غضون سبع سنوات فقط لخفض الطلب على الوقود الأحفوري بنسبة 20%.
إلى ذلك، ستحتاج كافة الدول أيضًا إلى دفع التوسع السريع في الشاحنات الكهربائية ومواصلة تطوير التقنيات الجديدة مثل احتجاز الكربون والهيدروجين.
ولفتت الصحيفة إلى ضرورة الموازنة بين بناء مصادر الطاقة المتجددة مع التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري ومراعاة الآثار المحتملة على بعض السكان، خاصة أولئك المعرضين لفقدان وظائفهم.
المصدر : صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية