غزة /PNN / بدأت جامعة الأقصى فعاليات الاحتفال بتخريج طلبتها "فوج الأقصى"، والذي يضم خريجي الفوجين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، وذلك تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبو مازن)، وبمشاركة معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د محمود أبو مويس.
وتستمر الفعاليات لستة أيام متتالية، في فرع الجامعة بخان يونس، بحضور ممثل السيد الرئيس د. أحمد أبو هولي، ورئيس مجلس الأمناء م. محمد علي أبو شهلا، ورئيس الجامعة أ. د أيمن صبح، ورئيس اللجنة التحضيرية لحفل التخرج د. ناصر أبو العطا، وعدد من رؤساء الجامعات والشخصيات الوطنية والاعتبارية، وأعضاء مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، بالإضافة إلى أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، والطلبة الخريجين وذويهم.
ونقل د ابو هولي تحيات الرئيس محمود عباس، للخريجين وذويهم بنجاحهم، معبراً عن فخر سيادة الرئيس وثنائه على جامعة الأقصى كونها الجامعة الحكومية الأكبر على مستوى الوطن، ولدورها الرائد ولتأديتها رسالتها الحضارية والتعليمية تجاه وطننا وشعبنا وقضيتنا العادلة.
وأضاف د. أبو هولي: " أبنائنا وبناتنا الخريجون والخريجات ها نحن نعيش معكم لحظة من أسعد اللحظات ومناسبة من أجمل المناسبات، وهي تخرجكم من الجامعة، إنكم بحصولكم على الشهادة الجامعية، حملتم أمانة العلم وتحملتم مسؤولية العمل والحفاظ على مكتسبات هذا الوطن وبنائه بسواعدكم والعمل على تطويره متمنين لكم السداد والتوفيق في حياتكم العملية، ومستقبلا آمنا مزدهراً تنخرطون به في سوق العمل".
وأشار د. أبو هولي الى ان الرئيس اصدر مرسوماً في العام 2021 بتأسيس "الصندوق الفلسطيني للتشغيل" الحاقاً لمرسوم 2003، للتشغيل وخلق فرص العمل للخريجيين للحد من البطالة والذي يستفيد منه الاف الخريجيين الجامعيين كل خمسة اشهر للحد من البطالة في اطار اهتمام الرئيس بفئة خريجي الجامعات واعتبارهم ضمن أولوياته، بل وأعطى تعليماته لجهات الاختصاص أن يكون حق التعيين واستناداً لقانون الخدمة المدنية أولا لمن هو حاصل على الشهادة الجامعية.
د. أبو هولي بان بأن الاستثمار في التعليم، وفي بناء الإنسان الفلسطيني وتسليحه بالعلم والمعرفة، يشكل أولوية لعمل منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية.
وأكد د. أبو هولي بأن الإرادة الفلسطينية هي أقوى من العدوان الاسرائيلي، وأن الشعب الفلسطيني يمتلك من القوة والعزيمة التي تجعله يواصل عملية البناء والتعمير والثبات على أرضه، وان المعركة مع الاحتلال ستبقى مفتوحة طالما انه ينكر الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف لافتاً الى ان الشعب الفلسطيني سيواصل كل اشكال المقاومة المشروعة وفي مقدمتها المقاومة الشعبية، الى ان يسترد حقوقه المشروعة في العودة الى دياره التي هجر منها في العام 1948 طبقاً لما ورد في القرار 194، وإنجاز الاستقلال الوطني في دولته العتيدة وعاصمتها القدس.
وقال د. أبو هولي: “إننا نقف أمام مفترق صعب وأمام تحد كبير يتطلب الالتفاف الوطني الشامل حول أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس فلتكن هذه الأهداف وقرارات المجلس المركزي الأخيرة القاعدة الأساسية لترسيخ وحدتنا الوطنية ونقطة التقاء لكل الأطر والقوى الوطنية والإسلامية لبلورة موقف فلسطيني واحد نواجه به المرحلة القادمة عبر تكثيف المقاومة الشعبية بكل أشكالها واسقاط المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين”
وفي كلمته هنأ أ.د أبو مويس الخريجين ناقلاً تحيات سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ومباركتهما بتخريج كوكبة جديدة من طلبة جامعة الأقصى قائلاً: " نثمن تميز هذه الجامعة، ونوعية برامجها التعليمية وبيئتها الجامعية وبيئتها التعليمية المحفزة على الاستمرار في مسيرة العلم والعلماء، وإن استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تتوافق وسياسة الحكومة، وذلك محاربة البطالة بالتقننة ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة بالرقمنة وبالبرامج الحديثة؛ كعلم البيانات والذكاء الصناعي".
وتابع أ.د أبو مويس خلال كلمة مسجلة له: " وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حرصت على محاولة توافق برامج التعليم العالي مع مخرجات العمل، مما يسهم من الحد من معدلات البطالة، وتوفير فرص العمل للشباب والخريجين، بحيث طورت الوزارة فكر مؤسسات التعليم العالي، وحرصت على فتح برامج نوعية، خاصة البرامج التكاملية والدراسات الثنائية التي تجمع بين الدراسة الأكاديمية والعملية، والتي تعمل على دمج الطلبة في بيئة العمل منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالدراسة، وكذلك عملت على تغيير توجه الطلبة نحو التخصصات التقنية والمهنية"، موضحاً أن الوزارة أنشأت الهيئة الوطنية للتعليم المهني والتقني، والتي سيكون لها دور رئيسي في الحفاظ على التنمية المستدامة في جميع محافظات الوطن.
وفي كلمته أكد م. أبو شهلا أن جامعة الأقصى تتقدم عبر مستويات عديدة، حيث باتت من أرقى جامعات الوطن، بما توفره من بيئة علمية ومعرفية عالية الجودة في الكليات العلمية والتطبيقية والإنسانية المجهزة بوسائل وبيئات التعليم الحديثة، وبما تقدمه من منح وإعفاءات لما يقارب 70% من طلبتها بنسب مختلفة، وأن الجامعة تسعى لتهيئة طلبتها ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعهم، وقادرين على حمل مسؤولياتهم تجاهه.
وأضاف م. أبو شهلا: " نعمل على زيادة التطور والتقدم لتتماشى مع إمكانيات العصر الحديث بما في ذلك إدخال برامج جديدة وخاصة في التخصصات العلمية لتواكب العصر في خدمة أبنائنا وبناتنا الطلبة، وتزويدها بالمختبرات والوسائل العلمية اللازمة، كما أننا نعمل على التواصل مع الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية من أجل تبادل الخبرات، ونعطي اهتماماً كبيراً للبحث العلمي في كافة المجالات".
بدوره أشار رئيس الجامعة أ.د. أيمن صبح إلى أن الجامعة تنظم هذا المهرجان الوطني الكبير في ظل ظروف صعبة للغاية تمر بها القضية الفلسطينية، حيث لا يزال العدو الصهيوني يستهدف الأرض والحجر والبشر، وأبرق أ. د. صبح تحية إجلال وإكبار لشهداء فلسطين العظام من كافة الفصائل الفلسطينية دون تمييز الذين رووا بدمائهم ثرى الوطن الغالي، وللأسرى البواسل القابعين في سجون الاحتلال والذين دفعواً ثمنا باهظاً في سبيل الدفاع عن كرامة وعزة أمتنا وشعبنا الفلسطيني.
وفي كلمة وجهها للطلبة الخريجين قال أ.د صبح: " أبنائي وبناتي .. لقد عشتم في أقصاكم بضعة أعوام، عُلمتم على أيدي كرام بررة، محبين مهرة، فكان لكم في كل واحد منهم أسوةٌ حسنةٌ، فلقد نجحنا بفضل الله في تحويل كلِّ تحدٍ إلى فرصة، تصنع تميزاً أكاديمياً والتزاماً وطنياً.
إنها جامعة الأقصى التي نسجتم فيها الذكريات، وتأملتم دروبها، ولكم في كل شبر فيها حكاية، فبالأمس كان مستقبلكم بين أيدينا، واليوم مستقبلنا بين أيديكم، أنصحكم بتطوير أنفسكم دون كلل أو ملل، فليس الهدف هو الوصول إلى الكمال، فالكمال لله وحده، ولكن الهدف هو السعي المستمر نحوه."
فيما أكد د. أبو العطا أن الحفل سيستمر لمدة ستة أيام بداية من 2 وحتى 7 أكتوبر، سيتخرج خلالها ما يقرب من 3500 طالب وطالبة من تخصصات وكليات مختلفة، مؤكداً أن الحفل يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والفقرات الوطنية والشعبية، متمنياً للطلبة تمام الفرحة والتوفيق في حياتهم العملية.
وختم اليوم الأول من الاحتفالات بتكريم أوائل الطلبة من كافة التخصصات، والخريجين من تخصصات الدراسات العليا، والبكالوريوس من كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، وكلية العلوم الطبية، وكلية الإدارة والتمويل، حيث سيتم استكمال الفعاليات ليشمل كافة كليات الجامعة الاثنتي عشرة.