واشنطن/PNN- لم يعد النائب كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا) رئيساً لمجلس النواب الأمريكي بعد أن انضمت مجموعة صغيرة من الجمهوريين في المجلس بقيادة مات غايتز (جمهوري من فلوريدا) إلى الديمقراطيين للإطاحة به في تصويت 216- 210.
وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه عندما مرر اتفاقا مؤقتا بشأن الموازنة توصل إليه الحزبان ودعمه البيت الأبيض لتجنّب إغلاق حكومي السبت.
وهذه هي المرة الأولى التي يصوت فيها مجلس النواب على إقالة رئيس مجلس النواب، وهو تطور تاريخي من شأنه أن يدفع المجلس إلى سباق فوضوي آخر على منصب رئيس البرلمان بعد الانتخابات الماراثونية التي جرت في يناير.
وسيتم اختيار رئيس مؤقت للمجلس من قائمة يحددها مكارثي ويتم مشاركتها مع كاتب مجلس النواب، وهي عملية تم تنفيذها بعد أحداث 11 سبتمبر.
يتوقع الأعضاء في كلا الحزبين أن يتحمل رئيس البرلمان المؤقت المسؤولية الرئيسية لانتخاب رئيس جديد.
وحتى ذلك الحين، يتوقع مساعدو مجلس النواب ألا يكون المجلس قادرًا على فعل أي شيء آخر، مما يخلق تكرارًا لانتخابات مكارثي التاريخية المكونة من 15 اقتراعًا في يناير.
وترتبط الإطاحة به يوم الثلاثاء ارتباطًا وثيقًا بتلك الملحمة التي استمرت أربعة أيام و15 بطاقة اقتراع.
وجاءت الإطاحة بمكارثي، ايضاً، نتيجة لرغبة العديد من الديمقراطيين إلى حد كبير، الذين أعلنوا قبل ساعات من تصويت يوم الثلاثاء أنهم لن يحموا مكارثي من حفنة من مثيري الرعاع في حزبه، ولكن مكارثي قال إنه لن يعقد صفقة مع الديمقراطيين لإنقاذ رئاسته.
وبعد سويعات قليلة من التصويت التاريخي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل الجمهوري مكارثي من المنصب.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “نظراً إلى أنّ التحدّيات الملحّة التي تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيساً له سريعاً”.
وقاد التحرّك عضو الكونغرس مات غايتس الذي لطالما كان مناهضا لمكارثي. وقدّم الاثنين مذكرة لـ”شغور منصب رئيس مجلس النواب”، ما أفضى إلى التصويت المقرر في وقت لاحق الثلاثاء.
وساعدت الخطوة العديد من الديمقراطيين على اتّخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم وفتح مؤخرا تحقيقا يرمي لعزل الرئيس جو بايدن.
وفي وقت سابق ، قال مكارثي للصحافيين في كابيتول هيل “أنا واثق من بقائي”.
لكن غايتس شدد على أنه واثق من توفر الأصوات الجمهورية الخمسة التي يحتاجها لإزاحة مكارثي، طالما أن الديموقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه.
وقال النائب عن فلوريدا “لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل: إما أن كيفن مكارثي لن يكون رئيسا للمجلس أو أنه سيكون رئيسا للمجلس يعمل لخدمة الديموقراطيين”.
وأضاف “أشعر بالرضا حيال النتيجتين إذ من حق الشعب الأمريكي أن يعرف من يحكمه”.
تأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب الشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفدرالي حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
وشعر المحافظون بالغضب حيال ما اعتبروه تحوّلا في موقف مكارثي الذي تعهّد وضع حد للتشريع المؤقت الذي تم إعداده على عجل والاتفاق عليه بدعم الحزب الديموقراطي، وإعادة قضية الموازنة إلى عملية تتولاها اللجان.