رام الله/PNN- دعا وزير التربية والتعليم أ.د. محمود أبو مويس الكلّ العالمي لتحمّل مسؤولياته، والتحوّل من الشجب إلى المواقف، تجاه انتهاكات الاحتلال بحق التعليم والقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال مشاركته عن بُعد في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دولي حول فقدان التعليم وتشخيصه وسبل معالجته ضمن رؤية تحويل التعليم؛ المنعقد في تونس.
وأشار أبو مويس إلى أن فلسطين تضمّد جراحها وتغسل آلامها بزيت من شجرة الوطن المباركة، وعلى مقربةٍ من القدس مهد الأقصى والقيامة، حيث غزّة تحت القصف، وحيث مدينة التآخي بيت لحم تواصل حضورها بعد استهداف المساجد والكنائس والمدارس والجامعات في غزة، وحيث مدارس التجمعات البدوية تواجه اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه في طوباس والأغوار ومسافر يطا.
وأردف قائلاً: " نلتقي في مؤتمر عن فقدان التعليم، في توقيت نعيش فيه أجواء الفقد، فآلاف الشهداء وبضمنهم مئات الطلبة، وعشرات المعلمين، أكثر من خمسمئة طالب، وستون معلما في أسبوعين، ومئة وستون مدرسة من مدارس الحكومة ووكالة الغوث تعرضت للقصف، ثلاثون منها باتت خارج الخدمة، واثنتان أزيلتا تماما والعدوان لا زال مستمراً، والحديث هنا أكبر من مجرّد فقدان التعليم."
وقال الوزير" إننا نأتي للتحدث عن فقدان التعليم، في وقت تتضمن فيه كتبنا موضوعات عن حقوق الإنسان وحقوق الطفل لنشهد مصادرة كل حقوقه، أليس هذا فاقدا؟ أليس هذا فاقدا أخلاقيا وقيميا؟، وهو ما يتطلب المراجعة الشاملة لا للتعريفات بل للمواقف وللمنهجيات، ولمواقف الدول والمؤسسات، فالجريمة متواصلة في ظل أطول احتلال يشهده التاريخ.
وأكد أبو مويس أن الحديث عن الفاقد التعليمي يتطلب البحث في أسبابه وبما لا يقتصرُ على وباءٍ عابرْ، معتبراً الفقدان التعليمي جزء من كل، وهناك ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وفي طليعته ردّ الاعتبار لطفولة باتت في مرمى القصف فالأبنية قابلة لإعادة البناء والإعمار، لكن بناء نفوس الأطفال وترميم ما اعتراها من ألم يتطلب جهدا يفوق قدراتنا وإمكانياتنا ولو على المدى القريب.
وفي ختام الجلسة لفت الوزير إلى أن فقدان التعليم قابل للتعويض بزيادة الحصص الدراسية أو إطالة زمن التعلّم، لكن فقد الحياة ورحيل الأطفال غير قابل للتعويض بأي حال، شاكرا المنظمين لهذا المؤتمر، مؤكداً مواصلة مؤسستي الرئاسة والحكومة في فلسطين جهودهما لوقف العدوان تجاه أطفالنا ومؤسساتنا التعليمية من المدارس والجامعات وحتى رياض الأطفال.