باريس/PNN- كشف تقرير إخباري فرنسي، أنّ واشنطن وضعت خطوطًا حمراء أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص مستقبل قطاع غزة بعد الحرب الحالية، موضحًا أنّ "اللاءات" الأمريكية هي: لا احتلال لغزة، ولا عودة للحصار، ولا بقاء لـ"حماس".
ويشرح التقرير الذي نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية الخيارات التي بدأت تتشكل حول مستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، مؤكدا أنّ الولايات المتحدة لا ترغب بعد اليوم في أن يكون القطاع معقلًا لـ"حماس"، وأنه لا وجود لها في القطاع مستقبلاً، كما أنها تريد ألا تكون هناك إعادة احتلال لغزة من قبل إسرائيل، لكنها تحذّر بنيامين نتنياهو أيضًا من فرض حصار جديد لغزة.
وأكّد التقرير أنّه وفق هذا التصور ليس هناك شكٌّ أيضًا في تقليص مساحة أراضي غزة بعد نهاية الحرب، معتبرًا أنّ "هذه هي الخطوط الحمراء التي رسمتها الدبلوماسية الأمريكية".
واعتبر التقرير الفرنسي أنّ "كل هذا يترك مسألة من سيحكم قطاع غزة بعد الكارثة غير واضحة، وأن الحل الأكثر واقعية، ولكن ليس الأسهل، هو بلا شك إعادة تثبيت السلطة الفلسطينية في المنطقة".
وأكد التقرير أنه في مطلق الأحوال فإنّ "أحداث 7 أكتوبر أعادت إلى الواجهة مسألة سياسية أكثر تتعلّق بحل الدولتين، وعلى وجه الخصوص، ظهور دولة فلسطينية حقيقية، أخيرًا، بعد 75 عامًا من خطة التقسيم التي أقرّتها الأمم المتحدة".
لكنه اعتبر أنّ المهمة ستكون أكثر من معقدة، ما لم يتمَّ تنظيم انتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية، وحتى ذلك الحين لن تعترف تل أبيب بالنتيجة إذا شاركت فيها "حماس"، وعلى الجانب الإسرائيلي، ستكون هناك حاجة أيضًا إلى إجراء انتخابات عامة، وتشكيل ائتلاف آخر إذا أردنا مناقشة السلام الدائم بجدية".
وقال التقرير الفرنسي، إنه من السابق لأوانه التفكير في الخيارات الممكنة فيما يحتدم القتال في غزة، لأنّه في هذه المرحلة لا أحد يعرف إلى متى ستستمرّ الحرب بين "حماس" والجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ هذه الخيارات تتعلّق أولًا بمصير ووضع قطاع غزة في المستقبل، وثانيًا بالمسألة الأوسع للقضية الفلسطينية، مع عودة حلّ الدولتين، التي ظلّت تحت البساط لسنوات.
واعتبر أنّه "بالنسبة لقطاع غزة، هناك ما يقوله الإسرائيليون، وما يريده الأمريكيون؛ لأنهم الفاعلون الوحيدون الذين لهم تأثير على الحكومة في تل أبيب، وفي المستقبل القريب، تقف الولايات المتحدة على نفس خط الحكومة الإسرائيلية بشأن استحالة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ومن ناحية أخرى، تضغط واشنطن بقوة على إسرائيل للموافقة على الأقل على إدخال فترات راحة تكتيكية مدتها 4 ساعات يوميًّا".
وعرّج التقرير على موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مستقبل غزة بعد انتهاء عمليات الجيش الإسرائيلي، معتبرا أنّ نتنياهو لم يكن واضحًا تمامًا، وهو يعتقد أن إسرائيل فقط، بعد القضاء على حماس، هي التي ستضمن أمن قطاع غزة، ولكن من دون إعادة احتلال المنطقة أو حكمها كما كانت الحال قبل العام 2005، وعلى وجه الخصوص، ليس هناك مجال لإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في محيط القطاع.