غزة/PNN- كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، أن سَرية تابعة للجيش الإسرائيلي انسحبت مِن تِلقاء نفسها من شمال غزة، بينما كانت في ذروة المعارك مع حركة حماس؛ ما يُعدّ فضيحة هي الأولى التي يُسمَح بتسريبها للإعلام الإسرائيلي.
واتخذ الجيش الإسرائيلي قرارًا بتنحية قائد سرية تعمل في قطاع غزة ونائبه على خلفية الانسحاب الذي جاء تحت مبرر، أن تلك القوة العاملة على الأرض كانت في معارك عنيفة للغاية مع حماس، وأنها طلبت الدعم من القيادة دون أن يصلها؛ ما يعني أنها استشعرت أن الجيش تخلّى عنها.
وفي أعقاب إقصاء قائد السرية ونائبه، تمرد قرابة نصف جنود السرية ولم يعودوا إلى الخدمة منذ ذلك الحين، بينما ردَّ الجيش على طلب الصحيفة بتوضيح مدى حجم الأزمة، وقال في رده: "استخلص الجيش الدروس، نُعيد حاليًّا تعبئة القوات في تلك السرية".
الصحيفة أشارت إلى أن قائد السرية ونائبه (لم تكشف هويتهما) كانا يقودان القوة القتالية المشار إليها (في مستهل الحرب البرية) وأنها كانت في ذروة المعارك في قطاع غزة، بيدَ أنها انسحبت من تلقاء نفسها بعد أن انقضَّ عليها العشرات من عناصر حماس، وفشلها بالتصدي مع عدم تلقيها الدعم الذي طلبته.
وأوضحت أن تلك القوة واجهت كمينًا نصبته حركة حماس، وفي أعقاب إقصاء الضابطين حدثت أزمة حادة بين قائد السرية والقوات العاملة تحت إمرته (يُفترض أن تضم السرية 200 جندي) وبين قائد الكتيبة التي تنتمي إليها السرية؛ ما تسبب بقرار اتخذه قرابة نصف جنود السرية بعدم العودة إلى الخدمة، عقب قرار صدر من القيادة العليا بدعم موقف قائد الكتيبة على حساب قائد السرية.
واعترف ضباط في اللواء الذي تتبعه كل هذه القوات المشار إليها (يفترض أنها قوات مشاة أو مدرعات تتبع أحد ألوية النخبة غولاني أو غفعاتي)، أن السرية أُرسلت إلى مهمة بشكل خاطئ، بعد أن كانت في خضم عمليات أخرى في غلاف غزة، دون الحصول على أدنى قسط من الراحة.
وتسبب هذا الوضع بخلق أجواء في غاية الصعوبة داخل الكتيبة بأسرها (تضم من 3 إلى 5 سرايا) التي تتبع لها السرية المنسحبة.
وبيَّنت "يديعوت أحرونوت" أن الكتيبة ذاتها التي تتبعها السرية المنسحبة كانت تعرَّضت لمواقف في غاية الصعوبة الشهر الماضي، منها تعرّض ضباط يعملون بها لإصابات فضلًا عن موت ضباط آخرين في المعارك، أضف إلى ذلك إصابة قائد الكتيبة بالأيام الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الكتيبة تعمل حاليًّا بشكل جيد، وإن تعويض النقص في القوات جاء من خلال الاستعانة بجنود من وحدات أخرى.
واقتبست عن الرد الذي قدمه ناطق الجيش أن "حالة فقدان الثقة عولجت بالشكل الصحيح، واستُخلِصت الدروس، ولا يُعد تأثير موقف قائد السرية على القتال كبيرًا".
ويقول الجيش الإسرائيلي، إن القوة التي كانت تُنفذ مداهمات في شمال القطاع عملت بصورة جيدة وتحت غطاء نيراني، ولم يتعرَّض أفرادها لإصابات. وخلال التحقيقات التي أجريت بعد ذلك، تقول الصحيفة تبيَّن أنهم قتلوا مسلحين من حركة حماس أيضًا.
وتابعت نقلًا عن ناطق الجيش أن التحقيق أظهر أن العمليات القتالية خلال المداهمات والتي كانت من باكورة العمليات البرية في غزة واجهت عيوبًا، لكن منذ ذلك الحين أجريت تحسينات في طريقة تجهيز المهمات العملياتية الأخرى التي نفَّذتها الكتيبة، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
ولكن الصحيفة نقلت عن جنود خدموا بالسرية، قولهم إنهم دخلوا إلى منطقة مفخخة ليجدوا أنفسهم وقد أُمطِروا بوابل من قذائف RPG بلا توقف.
ومع ذلك عاد الجيش للرد على تلك النقطة بأن مقاتلي الكتيبة يقاتلون بشجاعة في غزة، مع أنهم تلقوا الشهر الماضي خسائر وإصابات خلال المعارك.
وأوضح أن "ادعاءات" الجنود خضعت للتحقيق بواسطة قائد الكتيبة وجِهات مهنية أخرى وعولجت.