تل أبيب/PNN- قدَّرت مصادر سياسية إسرائيلية أن تتواصل الحرب على غزة بوضعها الراهن طيلة الأشهر المقبلة، رغم الجدول الزمني الذي حددته الولايات المتحدة الأمريكية وضغوط واشنطن من أجل نهاية الحرب أواخر العام الجاري، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية الأحد.
وذكرت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي وصحيفة "معاريف" وغيرهما، أن العمليات التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ستتطلب "أشهُرًا" بوضعها الراهن، وأنه حتى بعد مرور الفترة لن يتوقف إطلاق النار، إنما سيتحول الجيش إلى العمليات النوعية المُركزَة بدعم من القوات التي ستبقى في غزة.
عودة الغزيين إلى ديارهم
وتابعت المصادر أنه خلال تلك الفترة، من غير المستبعد أن تحدث محاولات لإبرام صفقات إضافية لتحرير الأسرى الإسرائيليين.
مصادر سياسية أبلغت "كان 11"، اليوم الأحد، أنه في مرحلة معينة خلال الأشهر القليلة المقبلة، ستتيح إسرائيل لبعض سكان قطاع غزة العودة إلى ديارهم، وذلك بناءً على طلب أمريكي من إسرائيل، ووفق مقتضيات العمليات العسكرية.
وأبلغ رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأول الجمعة، خلال اتصال هاتفي، أن العمليات في خانيونس تتطلب قرابة الشهر، ووفق "كان 11"، وضعَ بايدن أمام نتنياهو موعدًا يتعين أن تنتهي فيه العمليات العسكرية في جنوب القطاع، وهو شهر واحد، بيدَ أن نتنياهو رد عليه بأن إجمالي العمليات في غزة تتطلب بضعة أشهر.
لا وقت محددًا
صحيفة "معاريف" بدورها نقلت عن وزير الطاقة والبنية التحتية، يسرائيل كاتس، الأحد، كونه أحد أعضاء المجلس الوزاري المصغر "كابينت" لشؤون الأمن السياسي، أن إسرائيل "غير مقيدة بتوقيت محدد"، وذكر أيضًا: "يتعين منح الجيش الوقت الذي يحتاجه".
وتابع كاتس أن "كل جندي في حاجة لمعرفة أنه يمتلك الوقت اللازم، وأن إسرائيل ستعمل طالما تطلَّب منها ذلك"، مضيفًا أن الأمر الثابت هو أن إسرائيل "تعمل من أجل الحسم ضد حماس، ومن ثم ستتواصل العمليات البرية بكامل قوتها".
3 أشهر لإنهاء الحرب
وكان وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، أبلغ الحكومة الإسرائيلية خلال زيارته إلى تل أبيب، الأسبوع الماضي، أن أمام إسرائيل موعدًا نهائيًّا "Dead Line" لإنهاء الحرب، وقال إن عليها أن تُنهي العمليات البرية مطلع كانون الثاني/ يناير 2024.
وذكرت مصادر شاركت بالاجتماع لصحيفة "معاريف" أن وزير الخارجية الأمريكية أخبر الحضور أن بلاده "ستواصل تأييد الحملة العسكرية الإسرائيلية الرامية لإبادة قدرات حماس العسكرية في غزة، ولكن عدد القتلى الكبير من المدنيين يعني أن بايدن يتوقع من إسرائيل أن تُنهي الحرب بعد 3 أشهر، تُحسب منذ بدايتها؛ ما يعني أن الفترة المتبقية بالنسبة للبيت الأبيض هي أقل من شهر.
في غضون ذلك، شكك المحلل الإسرائيلي يوآف ليمور، بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهداف الحرب في ظل الموعد الذي حددته واشنطن.
"مأزق خطير"
وأضاف أنه على عكس التطلعات، لم تتسبب العمليات العسكرية المكثفة جنوبي قطاع غزة في فتح الأفق أمام حديث عن صفقة تبادل أسرى جديدة، وأن إسرائيل قد تجد نفسها أمام مأزق خطير يتعلق بتآكل شرعية عملياتها أمام المجتمع الدولي والدخول في صراع مع الإدارة الأمريكية.
وأشار المحلل إلى العمليات الدائرة بقوة كبيرة في خانيونس، دون أن ينجح الجيش الإسرائيلي في كسر 4 كتائب تابعة لحماس، هي قوام القوة العسكرية للحركة في المدنية الواقعة جنوبي القطاع، وسط تقديرات بأنه في حاجة إلى 3 أسابيع أو أكثر لتحقيق هذه المهمة، التي تتطلب ضرب قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار، الزعيم العسكري للحركة.
ورأى أنه رغم "الفيتو" الأمريكي بمجلس الأمن الدولي ضد وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل منزعجة من مسألة الموعد النهائي الذي منحته واشنطن للجيش الإسرائيلي، وهو نهاية العام الجاري لإتمام العمليات العسكرية.
وأعرب عن خشيته من حدوث أزمة كبيرة، لأن الجيش الإسرائيلي قد لا ينجح في تحقيق الحسم ضد حماس، ويمكن أن تدخل إسرائيل في مواجهة مع واشنطن، والأخيرة هي المورد الحصري للسلاح والذخائر التي يستخدمها الجيش.